المحتوى الرئيسى

Hercules.. هرقل الزناتي!

08/14 13:09

[Hercules، او Heracles اي "مجد هيرا".. ويسميه البعض Alcides، وعَرّبه العرب: هِرَقل]

"كان هرقل لا يخشي شيئًا من خصومه العجماوات، بل كان يقبل علي محاربتها بثغرٍ بَسّام وقلبٍ طروب، فلا يدعها حتي يلقيها علي الارض معفره بالتراب! وخشيته الحيوانات جميعًا، فكانت تجفل من طريقه كلما راته مقبلًا نحوها، لطول ما جربت من بطشه وشديد بلائه! ولم يبرح ينصر الفضيله انَّي سار، ولم تبرح الفضيله تمشي في اثره ايان ولي، حتي ضاقت الدنيا بهيرا ولم تحتمل هذا الغار من المجد يكلل هامه خصمها العظيم."

دريني خشبه، اساطير الحب والجمال

لطالما كانت اسطوره البطل الاغريقي هرقل سليل الالهه الذي لا يشق له غبار مَعِين لا ينضب للسينما والتلفزيون، ينهلان منه ببذخ ليقدمان اعمالًا مُسليه للجمهور لكن بلا اي اصاله او جوده حقيقيه. لم يستطع اي فيلم قام بتناول الشخصيه حتي الان ان يفيها حقها ولا اعلم لماذا. الفيلم الجديد Hercules لبطله دوين جونسون يسير علي نفس النهج.. فلا تُمني نفسك بعملًا فائقًا، فالتناول هنا هزلي الي درجه كبيره.

كمقدمه لابد منها يجب سرد معلومه مهمه بالتاكيد يعرفها الكثيرون. الفيلم المصري الشهير شمس الزناتي للمخرج سمير سيف والذي انتج عام 1991 مقتبس عن الفيلم الامريكي السبعه الرائعون The Magnifecint Seven، الاخير مُقتبس بدوره عن الفيلم الياباني الساموراي السبعه Seven Samurai للمخرج اكيرا كوروساوا والذي انتج عام 1954. الفيلم الجديد Hercules هو خليط من الافلام الثلاثه السابقه، ورغم انه اقلهم فنيًا - حتي من الفيلم المصري - الا انه مُطّعَم بالعديد من النِكات التي تجعل منه علي الاقل فيلمًا مُسليًا خصوصًا في نصفه الثاني.

لكن اذا كنت تعد نفسك لمشاهده عملًا يستعرض المجازفات الخارقه الاثنا عشر لهرقل فلن يكون هذا هو العمل المناسب لك، حيث ان السيناريو تنويعه Spin off علي اسطوره هرقل من منظور مغاير تمامًا. ربما كانت اعلانات الفيلم خادعه للغايه - وهي كذلك بالفعل - خصوصًا مع تركيزها علي معارك البطل الشهيره مع سبع نيميا وخنزير غابات ارمنثيا والهيدرا الليرنيانيه ذات السبعه رؤوس، في الواقع ستري كل هذه المجازفات في اول خمس دقائق في الفيلم (لا مزاح هنا)، اما باقي الساعه ونصف التي هي مده عرض الفيلم فتعرض قصه مختلفه تمامًا. هنا ستقابل سامبو، وسلامه الطفشان، وجعيدي، وسبرتو وكل الشخصيات التي احببتها في النسخه المصريه من الساموراي السبعه، بما فيهم شمس الزناتي الذي هو هرقل ذاته!

هرقل في الفيلم مُرتزق، محارب لا يشق له غبار يؤجر مجهوداته للاخرين مقابل الذهب (وهي اولي النِكات)، وهو هارب من ماضِِ غامض وذكري شبحيه مبهمه قتل فيها زوجته واطفاله الثلاثه. يهرب هرقل من موطنه ويهيم في اراضي اليونان وينضم له محاربون اخرون من اصول مختلفه. اتلانتا، مقاتله امازونيه تجيد الرمي بالسهام.. امفيريوس، عرّاف يعلم ميعاد موته لذا لا يخشي شيئًا.. ايولوس ابن اخت هرقل، قصاص المجموعه وناسج اساطيرها.. تيديوس، طفل وحشي لا يستطيع الكلام عثر عليه هرقل هائمًا بين الموتي يشب ليُصبح مُحاربًا مسعورًا.. واخيرًا اوتوكوليس، لص محترف وصديق هرقل المقرب الذي يحارب بالسكاكين. سويًا يكونون عصبه من القتله الماجورين يقودهم هرقل، وينسج ايولوس الاساطير المختلفه حول قائدهم الضخم ليقذف الرعب في قلوب اعدائهم ليهزموهم قبل الدخول اي معركه من الاساس، فمن ذا الذي ستحمله قدماه ليواجه ابن زيوس الذي قتل سبع نيميا، وحرر برومثيوس من عذاب الرُخ الابدي، واباد طيور ستيمفالوس ذوات المخالب النحاسيه، وساعده اطلس في الحصول علي تفاحات الهسبريد الذهبيه.

الفيلم هزلي للغايه ويحمل جرعه عاليه من الكوميديا، كما يضم ايضًا مجموعه من تتابعات المعارك المثيره وجيده التنفيذ، ياتي هذا في وقت لم يعد من السهل ابهار الجمهور باي شيء من كثره ما شاهد. اعتمد تنفيذ المعارك في الفيلم علي الابتكار وليس علي ضخامه المشاهد التي اعتادها الجمهور في السنوات الاخيره منذ ظهور الجزء الثاني من ثلاثيه سيد الخواتم، هذه نقطه تحسب للفيلم، فعندما لم تكن هناك امكانيه لتقديم معارك جباره نظرًا لميزانيه الفيلم المحدوده نسبيًا (100 مليون دولار ذهب منها 20 مليون دولار اجرًا لدوين جونسون)، جائت الاستعاضه عن الضخامه في التنفيذ بخلق تتابعات مبتكره للغايه.

المشكله الرئيسيه في الفيلم هو خداع المشاهد قبلها بمقدمات اعلانيه جعلت ترقبه يذهب كاملًا في اتجاه مشاهده اسطوره بطل الابطال هرقل ومجازفاته كما وردت في كتب الميثولوجيا الاغريقيه، وفي دار العرض يُصدم من اللحظه الاولي حين يقتل المخرج هذا الامل بداخله، فيفقد الفيلم المُشاهد مبكرًا جدًا مما يجعله عاجزًا عن الاستمتاع بخفه الظل التي تغلفه وتتابعات المعارك جيده التنفيذ.. فكل شيء من وجهه نظر المشاهد سيكون مزهودًا فيه. لو تم التركيز علي ان الفيلم تنويعه كوميديه بعض الشيء لتيمه العظماء السبعه لكن الجمهور قد ذهب وهو مهيا نفسيًا بشكلٍ افضل. لا يمكن ان يغفل صناع العمل اهميه عنصر التقبل والا يغرسوا له جيدًا من خلال مواد الدعايه، لان هذا يضر بالفيلم جدًا، وهو ما حدث بشكلٍ كامل مع Hercules.

أهم أخبار فن وثقافة

Comments

عاجل