المحتوى الرئيسى

بيانو أيهم الأحمد يصدح بالأمل وسط معاناة مخيم اليرموك

08/13 17:09

توزيع المساعدات في مخيم اليرموك قطره في محيط

سكان مخيم اليرموك في دمشق باتوا كالاشباح

مخيم اليرموك في سوريا مخيم الموت البطيء

 يتعرض ايهم الاحمد لانتقادات من بعض السكان في مخيم اليرموك في سوريا بسبب عزفه علي اله البيانو، فيقول له البعض "انت لا تقدم الا الموسيقي" لكن ايهم يؤكد انه يحمل رساله سلام من خلال عزفه.

دمشق: وسط الدمار الهائل في مخيم اليرموك في جنوب دمشق، تصدح نغمات البيانو ترافقها اصوات شبان يغنون للجوع والمعاناه، في محاوله من ايهم الاحمد وفرقته الصغيره لبث بعض من الامل والانسانيه في المخيم المحاصر منذ اكثر من عام.

ورقه هذه الموسيقي علي تناقض صارخ مع الاوضاع اليائسه في مخيم اللاجئين الفلسطينيين الذي بات علي صوره سوريا الغارقه في نزاع دامٍ مدمر منذ اكثر من ثلاثه اعوام.

تذكر قصه ايهم قليلاً  بفيلم "ذا بيانيست" (عازف البيانو) للمخرج رومان بولانسكي، الذي يروي قصه العازف البولندي فلاديسلاف سبيلمان خلال الحرب العالميه الثانيه.

ويقول ايهم لوكاله فرانس برس عبر الانترنت "احببت كثيرًا هذا الفيلم الذي شاهدته في العام 2007، لكن لم يخطر لي للحظه انني ساجسد يومًا هكذا شخصيه".

في الصور التي ينشرها علي موقع "فايسبوك"، يظهر الشاب البالغ من العمر 26 عاماً، وهو يعزف الته المفضله، هزيل الوجه، نحيل الجسد، نتيجه حصار تسبب بنقص حاد في المواد الغذائيه، ما ادي الي مقتل اكثر من 200 شخص بينهم 128 بسبب الجوع، بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان. ويقول ايهم "كان وزني قبل بدء الحصار 70 كلغ. الان هو 45 كلغ".

وتراجع عدد سكان المخيم من 150 الف فلسطيني وسوري قبل اندلاع النزاع منتصف اذار/مارس 2011، الي نحو 18 الفاً حاليًا فقط. ويسيطر مقاتلون معارضون علي احياء المخيم، بينما تحاصره القوات النظاميه السوريه التي كانت تقصفه بشكل شبه يومي.

لكن حده الحصار تراجعت منذ حزيران/يونيو بموجب اتفاق هدنه بين النظام ومقاتلي المعارضه، وافقت عليه الفصائل الفلسطينيه داخل المخيم، المنقسمه في القتال الي جانب كل من طرفي النزاع.

وبلغ النقص في المواد الغذائيه والطبيه مستويات حاده، واضطر الموسيقي الشاب قبل نحو شهر الي اخراج زوجته وابنه البالغ من العمر عامين من المخيم، بسبب معاناتهما من فقر حاد في الدم.

وبات ايهم وفرقه "شباب اليرموك" التي اسسها في العام 2013، بارقه امل نادره في المخيم. ويقول العازف الذي يعشق الجاز الشرقي والموسيقي الكلاسيكيه للنمساوي جوزف هايدن "كان من المهم الخروج من الياس الذي نعيشه"، مضيفًا "حين اعزف، اشعر بانه ما زال ثمه خير في هذه الدنيا".

ويري والد ايهم، عازف الكمان الضرير احمد الاحمد، ان الموسيقي "لغه عالميه، وجواز سفر من اجل الوصول الي الاخر". واضطر احمد البالغ من العمر 62 عامًا الي التوقف عن العزف مع الفرقه، بعدما تسبب له نقص الغذاء بفقدان المناعه.

ويعبر الوالد المعجب بموسيقي باخ كما بكبار الموسيقيين العرب، عن  اعتزازه بابنه الذي يلحن اغنيات كتب كلماتها شعراء هواه في المخيم او لاجئون من الخارج.

ويرغب ايهم الذي اسس ايضًا جوقه للاطفال اسمها "براعم اليرموك" في "رسم البسمه علي وجوه الاطفال".

وانتشرت احدي اغنيات الجوقه، بعنوان "اليرموك مشتقلك يا خيا" بشكل واسع علي مواقع التواصل الاجتماعي.

وتختصر الاغنيه بكلماتها البسيطه قصه اللاجئين والنازحين الي الدول المجاوره جراء النزاع. وتقول "طالت غيبتكن والله اشتقنا لضحكتكن (...) يلي قاعد بتركيا اليرموك اشتقلك يا خيا، يلي قاعد بلبنان اليرموك اشتقلك يا خيا".

ويقول ايهم الذي درس الموسيقي في معهد صلحي الوادي العريق في دمشق لا سيما مع الروسي فلاديمير زاريتسكي، "عندما يغني الاطفال، اشعر بانه ما زال ثمه بعض الامل".

وفي الشوارع شبه المهجوره، ينقسم الناس حول موسيقي الاحمد.

ويوضح ايهم الذي يطمح ان يصبح يومًا ما عازفاً في اوركسترا محترفه، "يقول لي البعض "الناس يموتون وكل ما تفعله انت هو الموسيقي".

لكن البعض الاخر يري ان موسيقي الفرقه تعبر عن المعاناه والظروف القاهره في المخيم. ويقول ابو حمزه عبر الانترنت "عندما نستمع اليهم، ننسي معاناتنا".

واهدي ايهم احدي الاغنيات الي "شهداء الجوع"، ويقول فيها "صرت احتسي قهرًا صباحيًا، وصرت انتظر موتا مسائيا".

اما في خص النزاع بين النظام والمعارضه، فهو يرغب في البقاء علي الحياد، قائلا "رسالتنا هي +العيش بلا رصاص+".

واثار البيانو الذي ينقله ايهم بمساعده رفاقه من حي الي اخر، امتعاض مقاتلين متطرفين كانوا موجودين في المخيم قبل انسحابهم في الاسابيع الماضيه. ويقول "بالنسبه اليهم، كان العزف +حرامًا+. هددوني بكسر اصابعي"، مشيرًا الي انه كان يعزف "في الصباح الباكر اثناء نومهم".

ورغم اعداده حديثًا اغنيات للتضامن مع قطاع غزه، يبقي اليرموك في صلب موسيقاه التي غالباً ما تمزج بين الكلاسيكي والجاز.

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل