المحتوى الرئيسى

معبر رفح.. مفتوح في حكم المغلق

08/13 02:53

تصل اليك اصداء المعاناه التي يمر بها الفلسطينيون ومشقه عبور معبر رفح قبل الوصول اليه عبر شكاوي العابرين، وقبل دخول البوابه في سيارات الأجرة التي تنقل المسافرين من مناطق مختلفه متجهه الي المنفذ الوحيد لسكان القطاع.

في صاله الانتظار بالمعبر تري صورا مذهله من المعاناه والالم الذي يحياه الفلسطينيون.. مرضي يتالمون، كل منهم بحاجه للسفر العاجل لاجراء عمليات جراحيه، او ايجاد علاج لا يتوفر في غزه، واخرون هم من طلبه الامتياز الذين يعانون الامرين في رحلاتهم الي خارج غزه من اجل حقهم في الحصول علي التعليم، واخرون اقتربت اقاماتهم من الانتهاء واعمالهم بالخارج مهدده بعد ان حوصروا داخل غزه، ومن لديهم اعمال يودون انجازها.. الا ان العمل البطيء في المعبر يقتل كل الاحلام والاماني لدي هؤلاء الفلسطينيين.

اقتربنا من سيده تظهر ملامح وجهها انها في الستينات من عمرها، تعرفنا علي ام عبد الله الرياشي.. تنهدت كثيرا وهي تتحدث عن معاناتها خلال محاولاتها منذ شهرين السفر عبر المعبر لتلقي العلاج في الاردن لعدم قدرتها علي المشي لوجود مشكلات صحيه لديها في مفاصل قدميها، ولكنها لم تجد حلولا لازمتها الصحيه طوال اربع سنوات سابقه كانت تتنقل فيها من طبيب الي اخر.

اشارت الرياشي في حديث لـ«الشرق الاوسط»، الي انها قد تتمكن اليوم من السفر او ان يجري اعاده الحافله التي ستتنقل عبرها الي الجهه المصريه من المعبر، مضيفه وهي في اشد حالات التعب والارهاق: «وقد انجح بالدخول الي الصاله المصريه ثم تجري اعادتي الي غزه، كل شيء هنا متوقع، وكثير من المسافرين يجتازون البوابه المصريه، ثم تجري اعادتهم بلا اسباب واضحه».

وبينما تشرح الرياشي معاناتها مع المرض وازمه السفر، كانت تجلس بجانبها سيده وفي حضنها طفل لا يتجاوز السابعه من عمره، قاطعت حديثنا وحاولت ان تشركنا في الامها التي تكابدها مع طفلها «احمد» الذي بدا عليه المرض الشديد واضحا. وتقول تلك السيده التي تدعي فاتن الخطيب ان هذه هي المره الثالثه عشري التي تاتي فيها الي المعبر ويجري منعها من السفر من قبل السلطات المصريه، لافته الي انها تسعي للخروج مع ابنها الي المانيا لعلاجه من نقص في هرمونات النمو التي تساعده علي الوقوف والحركه جيدا.

سقطت دموع الخطيب وهي تتحدث وتنظر لطفلها الذي كانت تداعب شعر راسه الناعم، وتقول: «انه طفلي الوحيد الذي خرجت به من هذه الدنيا، وكانت ولادته طبيعيه، لكن بعد فتره من الزمن اكتشفنا ان جسده لا ينمو بشكل طبيعي، وذهبنا للعديد من المستشفيات والمراكز الطبيه، ولكن دون جدوي»، متمنيه ان تنجح هذه المره في السفر لكي تنقذ طفلها الوحيد الذي رزقت به بعد اربعه اعوام من زواجها الذي جري قبل تسعه اعوام.

كما يوجد في المعبر اصحاب الاقامات التي شارفت علي الانتهاء وبحاجه ملحه الي السفر خوفا من ان يفقدوا اعمالهم بالخارج. وقال المواطن محمد دهمان انه ينتظر منذ شهرين موعد سفره الذي جري تاجيله عده مرات لاكتفاء السلطات المصريه بحافلات كانت تسبق الحافله التي احصل علي رقم خاص بي فيها من بين الاف المسجلين للسفر، لكي اتمكن من مغادره القطاع.

واشار دهمان الي انه مضطر للعوده الي دبي في اقرب فرصه حتي لا يفقد مكان عمله في احدي الشركات الخاصه، لافتا الي انه وصل الي غزه منذ ثلاثه اشهر علي امل ان تكون زياره قصيره ثم يعود فورا، لكنه اضطر لطلب اجازه اطول ولم يتوقع ان تتطور الاوضاع بهذا الشكل الذي يهدد عمله.

وغير بعيد عن قاعه الانتظار، تري الالاف من الفلسطينيين يتجمعون في احدي الساحات الصغيره، يزاحم بعضهم بعضا امام ابواب التسجيل للحاق بكشوفات السفر.. هذه الصوره المرئيه لحياه المسافرين في المعبر لا تعكس سوي صوره اقل ايلاما من تلك التي تراها في اعينهم.

وقالت المواطنه تسنيم المقيد، انها كانت تحاول التسجيل في كشوفات المسافرين قبل بدء الحرب علي غزه بعده اسابيع ولكنها خلال الحرب لم تستطع التسجيل، مشيره الي انها تاتي في ايام الهدنه التي يعلن عنها من منطقه شمال قطاع غزة الي جنوبه حيث معبر رفح لكي تتمكن من التسجيل، وحتي اللحظه ما زالت تنتظر.

واوضحت انها ترغب في السفر الي السويد لكي تعود للعيش مع زوجها بعد ان كانت قد وصلت غزه منذ اربعه اشهر بهدف زياره ذويها الذين لم ترهم منذ عده سنوات، مضيفه: «من حق شعبنا ان يعيش مثل الجميع ويروح من دوله الي اخري، من حقنا نسافر ونطلع وين ما بدنا، من حقنا كبشر نيجي نزور اهلنا ونرجع عند ازواجنا».

وقال مدير دائره المعابر في غزه، ماهر ابو صبحه، ان الاف المواطنين الفلسطينيين في غزه ما زالوا ينتظرون دورهم للتسجيل للسفر عبر المعبر، مشيرا الي ان دائره التسجيل التابعه لمديريته تعمل بشكل طوارئ من خلال المعبر ذاته وتقوم بتسجيل الكشوفات وتولي اهتماما للحالات الطارئه والحرجه والتي بحاجه للسفر العاجل.

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل