المحتوى الرئيسى

«خيمة الإبداع» في «منتدى أصيلة» تحتفي بالروائي المغربي يوسف فاضل

08/13 01:35

احتفت خيمه الابداع في دورتها الثالثه، ضمن فعاليات منتدي اصيله الدولي، بيوسف فاضل - احد رموز الروايه والسيناريو في المغرب، وابرزت من خلال ثله من الادباء والشعراء والسينمائيين والنقاد الذين عايشوا تجربته، مساره الابداعي، سواء الروائي منه او المسرحي او السينمائي.

واختار محمد الأشعري، الشاعر والروائي ووزير الثقافة المغربي الاسبق، ان يتحدث بتركيز عن الملامح العامه لاعمال فاضل قائلا: «انه يحقق من خلال تتابع اعماله الروائيه شيئا اساسيا في تجربه الكاتب هو رؤيته لعناصر مشروعه تنسج تدريجيا وتشكل مرحله للتقدم لنسج نوع من الرصيد الاخلاقي الي جانب الرصيد الجمالي الذي يبين في العمق هاجس كل مشروع ابداعي».

واضاف ان الامر لا يتعلق فقط بالتراكم والاستمرار الذي حافظ عليه فاضل منذ عقود، بل يتعلق بعمل منهجي يضعه الكاتب علي ادوات اشتغاله بالسعي الدائم الي تنظيم هذا المنطق دون ان يصبح عقيده عمياء تنفي الكاتب خارج نصه.

واوضح الاشعري ان يوسف فاضل «يبني بالكثير من التفاصيل البسيطه جمالا مخلخلا، ويقترح علي القارئ في ان واحد ان يري الواقع من زوايا لا تخطر علي بال ويدعوه لان يقلب الصوره وينظر اليها من الخلف. من جهه ثانيه، يقترح عليه ان يترك الماده التقليديه التي تدخل بها النصوص عند العتبه، وان يتحرر من اللغه ويستعمل العين في التقاط الابعاد المتعدده لوجود الاشياء والكائنات، ثم اخضاع الصوره كجمله سرديه لترقيع يسمح بتركيب المشاهد بعضها مع بعض، دون ان ينسي الكاتب انه مهما استعان بالعين الكاشفه والحاجبه فانه يظل كاتبا؛ اي مشغولا باللغه فيما تستطيعه وفيما تعجز عنه».

من جهته، وصف الناقد مصطفي النحال، فاضل بانه من الكتاب الذين يهتمون بالنوع وليس الكم، «اذ لا نجد انه يبدع روايه كل سنه، بل تظهر اعماله كل سنتين او ثلاث سنوات، وهو عاده لا يكتب الروايه علي استعجال وانما يكون مشغولا بالتفكير في موضوع الروايه اكثر وفي البحث في هذا الموضوع وقراءه كل ما كتب عنه في الكتب او المقالات او المنشورات او الترجمات، اذ انه من النوع الذي يكد في البحث، مما يشرح سبب تباعد اصداراته».

واطلق نحال علي فاضل اسم «كاتب الهامش»، ذلك ان جل رواياته لا نجده فيها يكتب عن الفضاءات والمدن الكبري، بل يختار فضاءات بعيده وهامشيه ويختار كذلك شخصيات هامشيه في حدود هذه الفضاءات تعيش علي هامش المجتمع.

وفي السياق نفسه، تحدث الكاتب المغربي احمد المديني عن يوسف فاضل من خلال روايته «قط ابيض جميل يسير معي»، اذ يوظف فاضل احدي كبري المقدرات التي تنهض بالفن الروائي، وتعد من مفاتيحه وتجلياته وهو ما يسمي باللعب او الفرجه او العرض الذي يتميز بطابع التسليه، وهي عناصر تتجلي في جل كتابات فاضل، اذ يعتمد الصوره بالتقاط الزوايا وكتابته سينوغرافيه اكثر منها سرديه.

وبدوره، تحدث الشاعر المغربي محمد عنيبه الحمري، عن الجانب الانساني والروتين اليومي الذي جمعه بفاضل ومسار رحلته التي حطت به للعمل مع مسرح «شمس» التي كانت الوسيله لتحقيق رغبته في العمل كاتبا.

وقال الحمري ان «مواكبته ظروف كتابه جل مجامعه جعلته قريبا من فاضل، حيث سلبته الكتابه اوقاتها فاستجاب لاعبائها، اذ يستفيق علي حدث يوثقه او يطارد في لحظه فكره هاربه وهو في كل حالاته يتصفح اوراقه ويتجول بين دفاتره قبل ان يستعين بحاسوبه، فالكتابه بالنسبه له هم وحب يمارسه، والرتابه تؤلمه، وحزينا نصادفه ان لم ينه بعد روايه او يفتش في عمق لوحته عن مزيج من اللون ينقصه».

وعد الحمري، فاضل لم ينل حظه، فرغم مسيرته فان يوسف فاضل كان يدرك ان التراكم قد يصل للمبتغي بعد سنين من الجهد والعثرات وبعض من التضحيات الي ان يصل الي الهدف المرجو.

وقدمت الصحافيه سعيده شريف قراءات عن جل اعمال يوسف فاضل، وقالت عنه انه «يحفر، منذ اصداره اول اعماله الروائيه، في المجتمع المغربي ويشرح عيوبه وامراضه ويبحث في خلفيات الكثير من المحطات التاريخيه المهمه التي عرفها المغرب واثرت بشكل كبير في المجتمع المغربي، ناقلا ادق التفاصيل الصغيره التي قد لا يلتفت اليها الانسان العادي، ولكنها في نهايه المطاف قد تصنع سعادته او شقاءه».

واضافت ان فاضل لا يختار لرواياته ابطالا من الشخصيات الفذه، لانها لا تهمه بالاساس ولا يمكن ان تمنح رواياته النسق الذي يبحث عنه، بل يهتم بالشخصيات المهمشه والمشردين واصحاب العاهات والاقزام والباغيات والجنود ليشخص النبض الحقيقي للمجتمع والكبوات والاخفاقات التي يعرفها منذ الاستقلال الي الان.

وقالت ان «رواياته السابقه (الخنازير)، و(اغمات)، و(سلستينا)، و(ملك اليهود)، و(حشيش)، و(ميترو محال)، و(قصه حديقه الحيوان)، قام فاضل فيها باستجلاء عوالم المهمشين والمشردين والمتاجرين في المخدرات متناولا اساليب سرديه مختلفه تحضر فيها اللهجه العاميه المغربيه في ابهي صورها من دون زيف او تغليف، بلغته بسيطه وجميله وعميقه في ان واحد».

والي جانب النقاد والادباء والشعراء، قدم ثله من الممثلين واصدقاء يوسف فاضل لمحه عن العلاقه التي جمعتهم به، سواء من خلال اعمال مسرحيه او سينمائيه او من خلال علاقتهم الشخصيه به.

في هذا السياق، سرد الممثل المغربي محمد البسطاوي قصه علاقته بيوسف فاضل من خلال اعماله قبل ان يلج مجال الفن والمسرح، اذ كانت اعماله سببا في اشعال شغفه بالمسرح وتعلم من خلاله التشخيص عن طريق الاشتغال معه في مسرح «شمس» الذي اشرف عليه فاضل نفسه، ثم حكي علاقته به من خلال اعمال مسرحيه وسينمائيه اخري منذ بدايات البسطاوي الاولي وصولا الي علاقه صداقه متينه استمرت لسنوات.

واشاد البسطاوي بقوه باعمال فاضل سواء الادبيه او المسرحيه او السينمائيه، عادا المغرب يستحق هذا المستوي من الابداع.

فيما قال الممثل محمد الشوبي ان القراءه لفاضل بمثابه الدخول الي عوالم متعدده، اذ ان للجمله والحوار دلالات كثيره لا يمكن التعبير عنها في كلمه بسيطه وهو ينطلق دائما مما هو عادي وبديهي بالنسبه للانسان البسيط.

وحكي بدوره عن قصه لقائه فاضل التي بدات هي الاخري عن طريق متابعه اعماله الادبيه، مشيرا الي انه كان يبحث عنه من خلال كتاباته، مذكرا بروائعه الادبيه، مركزا علي عمل «حلاق درب الفقراء» الذي كان تجربه مميزه سواء مسرحيا او سينمائيا، وقدم لمحه عن سنوات عمله مع فاضل والطموحات والاحلام المشتركه التي راودتهم طيله سنوات الرفقه.

ووصف الشوبي فاضل بانه مبدع متعدد انشطاري لا يمكن ان ينحصر في زاويه واحده ويري الاشياء بتفاصيلها، وهي ميزه مهمه في الابداع يتمتع بها القليل من المبدعين المغاربه.

وبدوره، اشار الممثل بنعيسي الجراري الي بساطه فاضل في الكتابه، وعدها نقطه قوته في الروايه والمسرح والحوارات وهي تختلف عن جميع الكتاب ويسهل تمييز كتاباته عن باقي الكتاب.

واضاف انه اصيب بشغف القراءه لفاضل بعد ان اهداه روايته بعنوان «ملك اليهود»، ووصفه بانه انسان صريح في جميع الظروف يحب الناس، وهو قليل الكلام، وعميق التفكير ويحترم الاخر، وهو كذلك صاحب نكته وسخريه عاشها معها زملاؤه من خلال العمل معه في المسرح والسينما.

أهم أخبار منوعات

Comments

عاجل