المحتوى الرئيسى

الوجه الجديد لحقبة ما بعد الربيع العربي: عودة الجنرالات

08/12 14:58

اللواء السابق في الجيش الليبي خليفة حفتر

المصريون راهنو علي الجيش لانقاذ بلدهم

السيسي وحفتر... علامه فارقه علي انقسام الليبيين

القوات الخاصه في الجيش الليبي تنشق وتلتحق بحفتر

اللواء حفتر مصمم علي تطهير كل ليبيا

اللواء حفتر يتهم قطر بمحاوله اغتياله

تظاهرات في ليبيا دعما لخليفه حفتر

حفتر يؤيد ضربات من الجيش المصرى ضدّ المتشددين داخل ليبيا

حفتر يتوعد مهاجميه من انصار الشريعه

حفتر يجمّد مهام المؤتمر الوطني العام

حفتر يعلن الحرب علي الميليشيات المتطرفه في بنغازي الليبيه

خليفه حفتر: لا حوار مع الارهابيين

زيدان يعود الي ليبيا ويعلن تاييد حفتر

قوات حفتر تنسحب تكتيكياً من بنغازي: سنعود بقوه

لا يختلف اثنان ان مصر هي المثال الابرز علي عوده الجنرالات مع وصول الرئيس عبدالفتاح السيسي الي سده الحكم. ورغم انّ ليبيا تختلف عن مصر، اسفر "تمصير" النزاع فيها عن صعود جنرال اخر هو اللواء السابق في الجيش الليبي خليفه حفتر.

اعداد عبد الاله مجيد: استبشر العرب بانتفاضات الربيع العربي منذ ثلاث سنوات علي امل ان تطوي صفحه الدكتاتوريه في بلدانهم وتدشن حقبه جديده من الحريات والديمقراطيه.

وتوالت الاستطلاعات التي تبين ان اعداد المصريين والاردنيين والمغاربه الذين يعتقدون ان الديمقراطيه هي افضل اشكال الحكم تزيد علي اعداد الاميركيين او البولنديين مثلا الذين يعتقدون ذلك. ولكن الديمقراطيه مجردهً يمكن ان تعني اي شيء طالما انها فكره ايجابيه. فالايمان بالديمقراطيه شيء وممارستها شيء اخر تماما.

في مصر كانت خيبه الامل بالديمقراطيه لافته علي نحو خاص بعد تجربه المصريين مع الاخوان المسلمين بل انهم فقدوا الثقه بجدوي السياسه نفسها. ومن هنا كان التاييد الواسع لعزل الرئيس الاخواني محمد مرسي في 3 تموز (يوليو) 2013.

وكان حكام المنطقه الدكتاتوريون سواء في تونس او سوريا او اليمن شغوفين قبل انتفاضات شعوبهم عليهم بتذكير الغرب بانهم حماه السلام وضامنو الاستقرار رغم ممارساتهم القمعيه الدمويه. واعلن الرئيس المصري المخلوع حسني مبارك قبل عشره ايام علي خلعه ان احداث الايام القليله الماضيه تتطلب من المصريين شعبا وقياده "ان يختاروا بين الفوضي والاستقرار".

وحاول الحكام الدكتاتوريون تبرير هذه المقايضه بدعوي عدم نضوج الشعب وانقسامه الي مذاهب وايديولوجيات وطوائف وقبائل. وجاءت انتفاضات الربيع العربي لترفع الغطاء عن هذه الاحتقانات والنزاعات الداخليه التي كانت تغلي تحت السطح وكان الحكام يوظفونها لمصلحه بقائهم في السلطه.

صحيح ان تحسين الاوضاع الاقتصاديه بمكافحه البطاله وتوفير فرص العمل ومحاربه الفساد وتوفير الحد الادني من العيش الكريم كانت في مقدمه مطالب المحتجين في تونس ومصر ولكن مراقبين يشيرون الي ان قضايا الهويه سرعان ما تقدمت الواجهه.

ولم يعد لدي الاحزاب والحركات الفاعله، اسلاميه او ليبراليه، ما تقوله عن الاقتصاد سوي البديهيات. فلا احد يختلف علي مكافحه البطاله والفقر. وتصدرت الخلافات بشان الاسلام ودوره السجال بين المثقفين العلمانيين من جهه والنخبه الاسلاميه الصاعده من الجهه الاخري.

وامتد السجال الي اسس المجتمع والدوله. وتبدي الخلاف باسطع اشكاله في السجال حول معني الدوله القوميه الحديثه ووظائفها ثم حول دور الدين في الحياه السياسيه.

ودفعت حده النقاش في مصر عددا متزايدا ممن يسمون انفسهم ليبراليين وديمقراطيين الي الرهان علي الجيش وخاصه علي ضابط كاريزمي اسمه عبد الفتاح السيسي لانقاذ الدوله المصريه وحمايه طابعها المدني. ولم يتردد السيسي في قبول المهمه. ونزل الاف المصريين الي الشوارع لرد الجميل. ولاحظ محللون ما وصفوه بالحنين الي القائد الاب.

الخبره الملموسه اقوي من التنظير الديمقراطي

كان عام من حكم الاخوان المسلمين في مصر كفيلا بدفع كل ما يتذكره المصريون من مرارات ارتبطت بحكم العسكر الي الظل، من حركه الضباط الاحرار في 1952 الي فتره المجلس الاعلي للقوات المسلحه بعد اسقاط مبارك.

وتوجه ليبراليون ويساريون بل صانعو ثوره 25 يناير بانظارهم الي الجيش لتصحيح الخلل الذي حدث في العمليه السياسيه واطلاق بدايه جديده. فهم كانوا يتابعون بخوف وقلق تسلل الاخوان المسلمين الي مفاصل الدوله المصريه من القضاء والاعلام الي جهازها الاداري الضخم، تمهيدا لاعاده بناء المجتمع المصري علي صورتهم بالاكراه. وازاء مثل هذا المصير الذي كان شبحه يطارد مصر بدا خطر الانكفاء الي حقبه الانقلابات العسكريه كلاما لا معني له.

كانت مصر المثال الاسطع علي عوده الجنرالات التي تكللت بصعود عبد الفتاح السيسي الي الرئاسه. ولكن خيبه الامل بالديمقراطيه التي فتحت الباب للاسلاميين امتدت الي خارج مصر. وسواء في ليبيا او سوريا، في مصر او تونس فان سقوط الدكتاتور كان يعني اضعاف الدوله ونشوء فراغ كبير في السلطه سارعت الي استغلاله جماعات اسلاميه متطرفه، مثل انصار الشريعه في ليبيا.

في هذه الاثناء لاقي المؤتمر الوطني العام الليبي، المنتخب ديمقراطيا، صعوبه في فرض سلطته وهيبته وسط ميليشيات مدججه بالسلاح، كانت بين حين واخر تطوق مبني المؤتمر للتاثير علي اصوات الاعضاء بما يخدم مصالحها.

كانت ليبيا تختلف عن مصر، علي ما يُفترض. وبدا من المستبعد ان يتمكن الاخوان المسلمون من تكرار وصولهم الي السلطه في مصر ونسخ ما حققته الاحزاب الاسلاميه من صعود في عموم المنطقه. اذ لم تكن في ليبيا نخبه علمانيه كما في مصر او تونس وحتي احزاب "علمانيه" مثل تحالف القوي الوطنيه بقياده محمود جبريل كانت اكثر ارتياحا الي الكلام بلغه الدين والشريعه الاسلاميه منها بلغه العلمانيه والليبراليه.

ومع تعاظم سطوه الاخوان المسلمين الليبيين بقوه التنظيم التي تفتقر اليها الاحزاب والاطراف الاخري ازدادت ايضا مخاوف الليبيين من سيطره الاسلاميين علي الدوله.

واسفر "تمصير" النزاع الليبي، علي حد تعبير الباحث في معهد بروكنز شادي حميد، عن صعود جنرال اخر هو اللواء السابق في الجيش الليبي خليفه حفتر. وقدم حفتر نفسه باسم ما سماه "المجلس الاعلي للقوات المسلحه" مستعيرا التسميه المصريه للهيئه العسكريه التي اخذت مقاليد السلطه بيدها بعد سقوط مبارك.

وفي صفحه اخري مستعاره من الكتاب المصري ظهر حفتر علي التلفزيون في شباط (فبراير) لاعلان "خارطه طريق" هدفها انقاذ ليبيا من الميليشيات الاسلاميه والسياسين الاسلاميين. وفي ايار (مايو) هاجمت قوات حفتر مبني المؤتمر الوطني العام.

واعتبر محللون ان حفتر هو الوجه الجديد لحقبه ما بعد الربيع العربي وصوتها، مثل السيسي من قبله المنقذ الذي ينبئ عهده بعوده الاستقرار والامن بعد العمليه الديمقراطيه وما يقترن بها من اضطراب وتعطيل للحياه الاقتصاديه. ومن هذه الناحيه كانت مصر مصدر الهام لجاراتها ولكن ليس علي النحو المنشود بالضروره.

انقسام ذو ابعاد اقليمه متزايده

كان الانقسام بين معسكر الاسلاميين ومعسكر العلمانيين حقيقيا قبل انتفاضات الربيع العربي ولكنه كان انقساما ذا طابع محلي. وكان دور الاحزاب الاسلاميه متفاوتا في بلدان المغرب العربي.

ولكن صعود الاخوان المسلمين وسقوطهم في مصر اضفي علي هذا الانقسام بعدا اقليميا يعكس معركه تُخاض بالوكاله مع وقوف قطر وتركيا المنعزلتين بصوره متزايده الي جانب الاسلاميين فيها، كما يلاحظ الباحث شادي حميد في مجله شبيغل مشيرًا الي ان حركه النهضه الاسلاميه في تونس كانت حريصه علي تمييز نفسها والناي بها عن نظيرتها جماعه الاخوان المسلمين في مصر التي كانت تسيء الي سمعه الاسلاميين، بنظر قياده النهضه.

ولكن غضب الاسلاميين في تونس اصبح ملموسا بعد عزل مرسي وتعاطفوا بالطبع مع نظرائهم وخاصه بعد سقوط ضحايا خلال فض اعتصامات الاخوان المسلمين في رابعه العدويه وميدان النهضه. ولكن الاسلاميين التونسيين خافوا ايضا من تكرار السيناريو المصري في بلدهم مع تهديد المعارضه العلمانيه بمزيد من الاحتجاجات الجماهيريه اذا اصرت حركه النهضه علي البقاء في الحكم.

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل