المحتوى الرئيسى

مصر والسعودية.. "اللي بينا كبير"

08/11 05:55

تتسم العلاقات بين مصر والمملكه العربيه السعوديه باسس وروابط قويه، نظرا للمكانه والقدرات الكبيره التي يتمتع بها البلدان علي الاصعده العربيه والاسلاميه والدوليه ، وهي علاقات متميزه تتسم بالقوه والاستمراريه ، والبلدان قطبا العلاقات والتفاعلات في النظام الاقليمي العربي ، تشابهما في التوجهات السياسيه يؤدي الي التقارب بشان العديد من المشاكل والقضايا الدوليه والقضايا العربيه والاسلاميه.

ويثبت المسار التاريخي للبلدين ان لقاء مصر والمملكه علي استراتيجيه واحده ممثله في التنسيق الشامل، يمكن ان يحقق الكثير للاهداف والمصالح العربيه العليا، وهو ما عبر عنه ملك السعوديه الراحل الملك عبد العزيز آل سعود في توضيح له للاهميه الاستراتيجيه للعلاقات المصريه السعوديه بمقولته الشهيره " لا غني للعرب عن مصر، ولا غني لمصر عن العرب " .

وفي هذا الاطار شهدت العلاقات بين البلدين خلال العشرين عامًا الماضيه، العديد من الزيارات واللقاءات المتبادله علي جميع المستويات لدعم القضايا الثنائيه والاقليميه، عززتها زيارات متبادله بين القيادات المصريه والسعوديه لبحث القضايا والمستجدات علي الساحتين العربيه والدوليه، مما يؤكد عمق العلاقات التاريخيه بين مصر والسعوديه.

وفي شهر يونيو الماضي وعقب تولي الرئيس عبد الفتاح السيسي مهام رئاسه مصر، قام العاهل السعودي خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز بزياره رسميه قصيره لمصر عقدت خلالها جلسه مباحثات داخل الطائره الملكيه المقله للعاهل السعودي لدي وصوله الي مطار القاهره قادما من الدار البيضاء بالمغرب ، حيث قدم الملك عبد الله التهنئه للرئيس السيسي علي توليه مهام الرئاسه في مصر فيما قدم الرئيس السيسي الشكر للملك عبد الله علي الدعم السعودي الكبير لمصر خلال الفتره الماضيه وعلي مبادره الملك عبد الله لعقد مؤتمر (اصدقاء واشقاء مصر) لتقديم الدعم اللازم لها خلال المرحله المقبله.

وتناولت المباحثات المصريه السعوديه سبل توطيد العلاقات الثنائيه، الي جانب التطورات الاخيره في العراق وسوريا وليبيا واهميه التنسيق والعمل المشترك بين البلدين لمواجهه التحديات التي تسود المنطقه.

وكان للمملكه موقف مشرف في دعم ثوره و30 يونيو، حيث قدمت دعمها السياسي والدبلوماسي والمالي لمواجهه المواقف المناوئه للثوره وحظرها انشطه الجماعات الارهابيه، ومسانده الاقتصاد المصري.

العلاقه بين مصر والسعوديه علاقه تاريخيه وتشهد تطورا قويا، منذ توقيع معاهده الصداقه بين البلدين في عام 1926 اذ ايدت المملكه مطالب مصر الوطنيه في جلاء القوات البريطانية عن الاراضي المصريه، ووقفت الي جانبها في الجامعة العربية والامم المتحده وجميع المحافل الدوليه ، وفي 27 اكتوبر عام 1955 وقعت اتفاقيه دفاع مشترك بين البلدين.

ووقفت المملكه بكل ثقلها الي جانب مصر اثناء العدوان الثلاثي علي مصر عام 1956، وقدمت لمصر في 27 اغسطس 1956 (100 مليون دولار) بعد سحب العرض الامريكي لبناء السد العالي، وفي 30 اكتوبر اعلنت المملكه التعبئه العامه لجنودها لمواجهه العدوان الثلاثي علي مصر.

وعقب العدوان الاسرائيلي علي مصر وسوريا والاردن عام 1967، وجه الملك فيصل بن عبد العزيز ملك السعوديه الراحل نداء الي الزعماء العرب بضروره الوقوف الي جانب الدول الشقيقه المعتدي عليها، وتخصيص مبالغ كبيره لتمكينها من الصمود ، واستمرت المسانده السعوديه لمصر حتي حرب اكتوبر 1973، حيث ساهمت المملكه في الكثير من النفقات التي تحملتها مصر قبل الحرب ، وقادت المملكه معركه البترول لخدمه حرب اكتوبر .

وتجسيدا للعلاقات المتميزه بين مصر والسعوديه في مختلف المجالات تشهد العلاقات الدينيه والثقافه نشاطا مميزا، وتشهد العلاقات الاقتصاديه والتجاريه تفاعلا ونموًا مستمرًا تضاعف عده مرات منذ الثمانينات من القرن الماضي، ادي الي ان تحتل الاستثمارات السعوديه، المرتبه الاولي بين الدول العربية المستثمره في مصر، والمرتبه الثانيه علي مستوي الاستثمارات العالميه.

ووفقا لبيان الهيئه العامه للاستثمار يبلغ حجم الاستثمارات السعوديه في مصر 5.777 مليار دولار بعدد شركات مؤسسه 3057 شركه خلال الفتره من 1/1/1970 حتي 31/12/2013، ويحتل القطاع الصناعي المرتبه الاولي باستثمارات تبلغ 2 مليار دولار، يليه القطاع الانشائي باستثمارات مليار دولار.

وتاتي الاستثمارات السياحيه في المرتبه الثالثه بـ933 مليون دولار، بعدد شركات مؤسسه 268 شركه، بينما تحل الاستثمارات في القطاع التمويلي في المرتبه الرابعه بـ112 شركه باستثمارات تبلغ 693 مليون دولار، تليها الاستثمارات الزراعيه ثم الخدميه وقطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات. وفي اطار تعزيز هذه العلاقات، قامت اللقاءات الثنائيه وتم التوقيع علي عدد من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم.

ويعد ملف العماله المصريه في السعوديه من اهم الملفات المهمه علي صعيد العلاقه بين الدولتين ، وتشير الاحصائيات الرسميه الي ان عدد المصريين العاملين بالمملكه العربيه السعوديه يُقدر بحوالي 1,8 مليون مصري، في حين تشير تقديرات اخري غير رسميه الي ان هذا العدد يزيد عن ثلاثه ملايين مصري. وبشكل عام تمثل العماله المصريه رقمًا مهمًا علي قائمه الاجانب العاملين في السعوديه، وينتشر المصريون في كافه مناطق وارجاء المملكه، كما يشغل العاملون المصريون قطاعات حيويه مهمه، منها علي سبيل المثال الصيدله والطب والمحاسبه والتعليم والانشاءات والمقاولات.

اتسمت علاقات مصر والسعوديه بعمق في العلاقات العسكريه بينهما، فقد كانت المشاركه العسكريه بين الجانبين خلال حرب تحرير الكويت عام 1991 ، وشهدت العلاقات عددا من الزيارات العسكريه المتبادله بين القاده والمسؤولين العسكريين في كلا البلدين لبعضهما البعض وبشكل دوري لتبادل الاراء والخبرات والمعلومات العسكريه والامنيه والاستخباراتيه التي تهم البلدين.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل