الطائفة اليزيدية.. مزيج غريب من السياسات والمعتقدات يعبدون 'الشيطان' ويؤمنون بالله الواحد

- اليزيديه طائفه اتخذت من العراق موطنا لهم وموجودون في سوريا وتركيا وارمينيا وجورجيا

- هناك اعتقاد بانهم ينتسبون الي "يزيد بن معاويه" الا ان المؤرخين يرجعون انتسابهم الي يزيد الفارسيه

- رغم انهم مسلمون ويعبدون الله الا انهم يعبدون "الشيطان" ويدعونه اله يحكم العالم اسمه "طاووس" او "عزازيل"

- لليزيديين كتابان مقدسان: الجلوه لعدى بن مسافر.. ومصحف رش او المصحف الاسود

- اخر رئيس للطائفه هو الامير بايزيد الاموي واستطاع ان يستخرج تصريح بافتتاح مكتب للطائفه في بغداد

- شعار الطائفه: عرب اموي القوميه، يزيديي العقيده

كثر الحديث مؤخرا حول الطائفه اليزيديه؛ خاصه بعد اعلان الولايات المتحده تدخلها في العراق بهدف مساعده قوات البيشمركه علي صد هجوم المتشددين وحمايه الاقليات المسيحيه واراض وممتلكات السفاره الامريكيه في العراق، و"اليزيديون" واحده من بين طوائف عديده تنتشر بين ربوع ارض الرافدين، نالت شهره كبيره في الاونه الاخيره بعد استهداف تنظيم الدوله الاسلاميه في العراق والشام "داعش" لمعقلهم التاريخي في الموصل وجبل سنجار، ما دفع الالاف منهم للاعتصام برؤوس الجبال بالموصل دون طعام او شراب، وقد طرحت الولايات المتحده خيار توجيه ضربات عسكريه لانقاذ الاقليات المضطهده في العراق.

واليزيديه هم مجموعه بشريه اتخذت من العراق موطنًا منذ زمن بعيد، وتتوزع بعض جاليتهم في سوريا وتركيا وارمينيا وصولًا الي جورجيا، وهم يُعدون بمئات الالاف وربما اقل.

يدعي البعض ان تسميتهم منسوبه الي الخليفة الأموي يزيد بن معاويه " 64هـ" الا انّ هناك شكًا كبيرًا بذلك، حيث يرجع مؤرخو الاديان عقيدتهم الي اصول غارقه في القدم مشتقه من يزد الفارسيه ؛ ويجمع اليزيديون بين العديد من المفارقات، فعلي الرغم من كونهم اكرادا، لكنهم مندمجون تماما في محيطهم العربي، ومع انهم يعبدون الله الواحد، الا انهم يعبدون الشيطان خشيه واتقاء لغضبه، وبرغم كونهم مسلمين اساسا الا انه يطلَق عليهم اسم "عبده الشيطان" ، فهو بالنسبه لهم ملاك او اله يحكم العالم اسمه "طاووس" او "عزازيل"، ويسبغون عليه مظاهر التقديس لانه – وبحسب زعمهم - الموحد الاول الذي لم ينس وصيه الرب بعدم السجود لغيره في حين نسيها الملائكه فسجدوا لادم، وان امر السجود لادم كان مجرد اختبار، وقد نجح ابليس في هذا الاختبار فهو بذلك اول الموحدين، وقد كافاه الله علي ذلك بان جعله طاووس الملائكه، ورئيسا عليهم .

وينظر اليزيدون الي ابليس باعتباره "القديس القوي" الذي تصدي للاله وتجرا علي رفض اوامره، ويمجدون بطولته في العصيان والتمرد!!، ويعتقدون ان " ابليس" لم يطرد من الجنه بل انه نزل من اجل رعايه الطائفه اليزيديه علي وجه الارض، وقادهم اعتبار ابليس طاووس الملائكه الي تقديس تمثال طاووس من النحاس علي شكل ديك بحجم الكفِّ المضمومه وهم يطوفون بهذا التمثال علي القري لجمع اموال الزكاه.

ولليزيديين كتابان مقدسان: الجلوه لعدي بن مسافر، ومصحف رش او المصحف الاسود -علي حد وصفهم- الذي يتحدث بلسان الشيطان، والدخول في العقيده اليزيديه يتم بنطق شهاده "اشهد واحد الله، سلطان يزيد حبيب الله"، اما الصلاه فقد اقتصروها علي ليله منتصف شعبان، ويزعمون انها تعوضهم عن صلاه سنه كامله، وصيامهم ثلاثه ايام من كل سنه في شهر ديسمبر وهي تصادف عيد ميلاد يزيد بن معاويه، كما يعتقدون ان القيامه والحشر سيكون بين يدي الشيخ عدي في قريه باطط في جبل سنجار، حيث توضع الموازين بين يديه لحساب الناس، وسوف ياخذ جماعته ويدخلهم الجنه.

ويعتبر عدي بن مسافر (1163م )الشخصيه الاهم لدي اليزيديين فهم يحجون الي قبره سنوياً في مغارهٍ تقع في جبل لالش، وعدي هذا احد ابناء البيت الاموي الذي يري احقيتهم في الخلافه ، وكان في مقدمه الهاربين من السلطه العباسيه، رحل من لبنان الي الحكاريه من اعمال كردستان، ولقي الشيخ عبد القادر الجيلاني واخذ عنه التصوف، وتوفي بعد حياه مدتها تسعون سنه ودفن في لالش في منطقه الشيخان في العراق.

غير ان العقيده اليزيديه قد اتخذت منحي اكثر تطرفاً بظهور شمس الدين ابو محمد المعروف بالشيخ حسن: المولود سنه 591هـ /1154م وعلي يديه انحرفت الطائفه اليزيديه من حب عدي بن مسافر الي تقديسه والشيطان معاً ، وتوفي سنه 644هـ / 1246م بعد ان الف كتاب الجلوة لاصحاب الخلوه وكتاب محك الايمان وكتاب هدايه الاصحاب ؛ وقد عرضهم هذا المزيج الغريب من العقائد والممارسات عرضه للاضطهاد علي مدي العصور مما دفعهم للعيش في جبال الموصل.