المحتوى الرئيسى

تلويح أميركي بخيارات عسكرية.. و«داعش» تجتاح البلدات المسيحية

08/08 02:40

يشكل مسيحيو العراق الذين فر عشرات الالاف منهم امس بعد سيطره متطرفي تنظيم «داعش» علي عده مدن في شمال العراق، مجموعه مهدده. وهاجر عدد كبير منهم البلاد في السنوات الاخيره. واعلن رجل دين مسيحي عراقي، ان المسلحين الاسلاميين المتطرفين سيطروا امس (الخميس) علي مناطق المسيحيين في محافظه الموصل (شمال) واجبروا عشرات الاف منهم علي الفرار.

واطلق البابا فرنسيس امس نداء عاجلا الي الاسره الدوليه «لحمايه» سكان شمال العراق المسيحيين بمعظمهم، الفارين امام تقدم جهاديي تنظيم «داعش».

وقال البابا في نداء تلاه الناطق باسمه الاب فيديريكو لومباردي، انه «يضم صوته الي نداء مطارنه» المنطقه من اجل السلام ويطلب من الاسره الدوليه «حمايه» السكان الفارين و«تامين المساعدات الضروريه» لهم. واكد ان «العنف لا يقهر بالعنف، بل بالسلام»، معبرا عن تعاطفه مع المسيحيين «المضطهدين والمجردين من كل شيء».

وتابع ان البابا فرنسيس «يوجه دعوه عاجله الي الاسره الدوليه لتتحرك من اجل وقف الماساه الحاليه ويطلب ان تتخذ الاجراءات اللازمه لحمايه المهددين بالعنف وتامين المساعدات اللازمه بدءا بالاكثر الحاحا، الي النازحين الذين يرتبط مصيرهم بتضامن الاخرين».

ودعت فرنسا امس لعقد اجتماع عاجل لمجلس الامن الدولي لمناقشه الوضع في شمال العراق، حيث تمكن تنظيم «داعش» من الاستيلاء علي عده بلدات مسيحيه. وقال لوران فابيوس وزير الخارجيه الفرنسي في بيان له: «تشعر فرنسا بالقلق البالغ ازاء احدث التطورات بالتقدم الذي احرزه تنظيم (داعش) في شمال العراق واستيلائه علي مدينه قراقوش، اكبر مدينه مسيحيه في العراق، والانتهاكات التي ارتكبت هناك والتي لا يمكن تحملها».

وقال فابيوس: «لمواجهه خطوره الوضع دعت باريس لعقد اجتماع لبحث كيف يمكن للمجتمع الدولي الاحتشاد لمواجهه التهديد الارهابي في العراق وتوفير المساعدات والحمايه للسكان المعرضين للخطر».

واعلن بطريرك بابل للكلدان في العراق والعالم لويس ساكو، وهو ابرز رجل دين مسيحي في العراق، لوكاله الصحافه الفرنسيه امس، ان «نحو مائه الف مسيحي نزحوا بملابسهم وبعضهم سيرا علي الاقدام للوصول الي مدن اربيل ودهوك والسليمانيه الكرديه»، محذرا من انهم يواجهون خطر الموت في حال عدم تامين الطعام والماوي لهم.

واضاف ان «هذا النزوح الجماعي يضم اشخاصا كبار السن ومرضي واطفالا وحوامل. هؤلاء الاشخاص معظمهم في العراء». وقال: «انها كارثه انسانيه. كنائسهم احتلت، وانزلت صلبانها وجري احراق نحو 1500 مخطوطه».

من جهته، قال يوسف توما، رئيس اساقفه كركوك والسليمانيه، لوكاله الصحافه الفرنسيه: «انها كارثه، الوضع ماساوي، ونحن نناشد مجلس الامن التدخل الفوري»، مضيفا ان «عشرات الالاف من السكان المذعورين هربوا، في لحظه نتحدث فيها عن وضع لا يمكن ان يوصف».

وقال رجل الدين، ان «مدن تلكيف وقراقوش وبرطله وكرمليس خلت بشكل نهائي من سكانها المسيحيين، وان النازحين يسلكون الطرق ويستقلون مركبات للوصول الي نقطه التفتيش في اربيل للدخول اليها». وكان تنظيم «داعش» المتطرف الذي يسيطر علي الموصل منذ يومين وجه منتصف يوليو (تموز) انذارا يمهل المسيحيين الذين يشكلون اقليه بضع ساعات لمغادره مدينتهم والا سيكون مصيرهم التصفيه. وكان قد خيرهم بين «اعتناق الاسلام» او «عهد الذمه»، اي دفع الجزيه، مهددا بانهم «ان ابوا ذلك فليس لهم الا السيف».

وقبل الاجتياح الاميركي في 2003 كان عدد المسيحيين في العراق يزيد علي المليون منهم اكثر من 600 الف في بغداد و60 الفا في الموصل، لكنهم كانوا موزعين ايضا في مدينه كركوك الغنيه بالنفط (شمال) ومدينه البصره في الجنوب.

لكن بسبب اعمال العنف الداميه التي هزت البلاد منذ ذلك الحين لم يعد عددهم يربو اليوم علي اربعمائه الف في كل مناطق العراق، نصفهم في نينوي التي تعد الموصل عاصمتها.

وكان بطريرك الكلدان في العراق والعالم لويس ساكو قال لوكاله الصحافه الفرنسيه: «لاول مره في تاريخ العراق، تفرغ الموصل الان من المسيحيين»، مضيفا ان «العائلات المسيحيه تنزح باتجاه دهوك واربيل» في إقليم كردستان العراق.

وقال ساكو، ان مغادره المسيحيين وعددهم نحو 25 الف شخص لثاني اكبر مدن العراق التي تضم نحو 30 كنيسه يعود تاريخ بعضها الي نحو 1500 سنه، جاءت بعدما وزع تنظيم «داعش» بيانا يطالبهم بمغادرتها.

وقبيل موجه النزوح من الموصل، شهد الكثير من القري القريبه من هذه المدينه الاستراتيجيه حالات نزوح كبيره لسكان مسيحيين خوفا من دخول المسلحين المتطرفين اليها، وبينها بلده برطله المسيحيه التي يعيش فيها نحو 30 الف شخص وتقع الي الشمال من الموصل.

وبحسب التقاليد دخلت المسيحيه الي العراق مع القديس توما الرسول اواخر القرن الاول بعد المسيح. والاكثر ترجيحا ان المسيحيه في هذه البلاد تعود الي القرن الثاني بعد المسيح. والكلدان يمثلون الغالبيه العظمي من مسيحيي العراق، والكنيسه الكلدانيه الكاثوليكيه التي تتبع الطقوس الشرقيه تعد اكبر الكنائس المسيحية في هذا البلد. كما تعد الكنيسه الكلدانيه التي تعتمد اللغه الاراميه، لغه يسوع المسيح، من اقدم الكنائس المسيحيه. وهي منبثقه عن العقيده النسطوريه التي تخلت عنها في القرن السادس عشر مع الاحتفاظ بشعائرها. اما بقيه الكاثوليك فهم السريان الكاثوليك والارمن الكاثوليك وكنيسه الكاثوليك اللاتين.

ومن بين المسيحيين من غير اتباع المذهب الكاثوليكي الاشوريون (النساطره) الاكثر عددا في حين تتوزع البقيه بين السريان الارثوذكس او الارمن الارثوذكس.

أهم أخبار متابعات

Comments

عاجل