حماس متوارية عن الانظار في غزة ولكنها ناشطة عبر مواقع التواصل

غزه: مقاتلو ومسؤولو حركه حماس في قطاع غزة لا يظهرون علنا ولكنهم حاضرون عبر الاذاعات او مواقع التواصل الاجتماعي التي اصبحت المصدر الوحيد لاستقاء الاخبار بعد ان بات تشغيل التلفزيون صعبا بسبب توقف محطه الكهرباء الوحيدة في القطاع عن العمل.

وفي العاده، يتواري مقاتلو الجناح العسكري لحركه حماس عن الانظار في القطاع حيث لم يظهروا علنا علي الرغم من قيامهم باطلاق اكثر من 3000 صاروخ علي اسرائيل خلال العملية العسكرية الاسرائيليه ضد قطاع غزه التي بدات في 8 تموز/يوليو الماضي، بحسب الجيش الاسرائيلي.

ولم يظهر اي من قاده حماس في غزه منذ بدء الحرب الا ان متحدثين معروفين باسم الحركه يتواجدون بانتظام في ساحه مستشفى الشفاء غرب مدينه غزه للادلاء بتصريحات او عقد مؤتمرات صحافيه في اوقات مختلفه.

وجميع الهواتف النقاله لقاده حماس مغلقه ونادرا ما يردون علي الاتصالات، الا انهم بالمقابل ينشطون بكثافه علي مواقع التواصل الاجتماعي لاسيما فيسبوك الذي يعج ببيانات صحافيه ومواقف تمجد "المقاومه" وتشيد بانجازات كتائب عز الدين القسام الجناح المسلح للحركه.

وكل مره تقوم فيها اداره موقع فيسبوك او تويتر باغلاق صفحاتهم يعود قاده حماس عبر صفحات جديده.

ويتوالي نشر البيانات الصحافيه ومواقف الحركه علي هذه الصفحات بشكل سريع.

وفي تغطيتها للحرب، تقوم  قناه الاقصي التلفزيونيه التابعه لحماس ببث مشاهد من الاماكن التي تعرضت للقصف والمستشفيات والضحايا بالاضافه الي اشرطه فيديو تابعه لكتائب عز الدين القسام الجناح العسكري للحركه.

وفي احد هذه الاشرطه، يخرج مجموعه من المقاتلين من مجموعه من الانفاق ويقومون بعمليات سريه في البحر.

ويؤكد مسؤول في حماس رفض ذكر اسمه "هذا جزء من معركتنا الاعلاميه والنفسيه التي ننتصر فيها علي العدو (...) هذه رسائل حماس الحاليه للاحتلال".

ومع التوقف الكامل لمحطة توليد الكهرباء الوحيده في غزه اواخر تموز/يوليو الماضي، اصبحت مشاهده القنوات التلفزيونيه رفاهيه لا يستطيع الكثيرون تحمل تكاليفها، بينما اتجه العديد من الغزيين للاذاعات لمتابعه الاخبار.

والسبيل الامثل للاستماع للاذاعات هو عبر الهواتف النقاله التي يسهل اعاده شحنها. ويلجا الاف الشبان الغزيون حاليا الي هذه الطريقه لمتابعه اخر التطورات.

ويقول الشاب مهند صبح وهو مهندس ميكانيكي "لا يوجد كهرباء لدي الناس. يقوم البعض بتشغيل المولدات الكهربائيه الخاصه ساعتين او ثلاثا في اليوم ولكن الوقود باهظ الثمن. ولهذا اتجه الجميع الي الراديو لمتابعه اخر الاحداث".

وتعمل عده اذاعات في قطاع غزه منها اذاعه الاقصي التابعه لحماس واذاعه القدس وغيرها.

من جهته، يقول محمد ثريا وهو مدير شبكه الاقصي لوكاله فرانس برس"تلفزيوننا معد للاستخدام الخارجي، للفلسطينيين في الضفه الغربيه وفي مصر والجزائر. اما في غزه فالناس يستمعون الي الاذاعه".

واضاف "نحو 50% من السكان يستمعون الي اذاعتنا".

وبحسب ثريا فان "المقاومه يجب ان تكون في عقول وقلوب الناس ومن هنا تاتي اهميه وسائل الاعلام. يجب ان يعرف الناس ان الصهاينه يقتلون الاطفال والاساتذه والاهل".

ويشير الشاب احمد نصر وهو في العشرينات من عمره بينما يضع سماعاته الموصوله بهاتفه النقال ان "اذاعه الاقصي حتي الان هي الاسرع" في نقل الاخبار والاحداث.