المحتوى الرئيسى

محاكمة المسؤولين عن الفظاعات في نظام الخمير الحمر

08/07 18:18

حكمت محكمه بنوم بنه التي ترعاها الامم المتحدة الخميس علي اكبر مسؤولين في نظام الخمير الحمر اللذين لا يزالان علي قيد الحياه، بالسجن المؤبد لارتكاب جرائم ضد الإنسانية.

في ما يلي بعض العناصر لفهم الوقائع والمحكمه والقضايا الجاريه.

-- استولي الخمير الحمر علي السلطه في كمبوديا في 17 نيسان/ابريل 1975. واراد بول بوت مستفيدا من دعم صيني، بناء النموذج الماركسي المثالي بالعوده الي "السنه صفر". والغي الدين والمدارس والعمله، واخلي المدن لصالح المزارع الجماعيه في الارياف.

وضاعف النظام عمليات التطهير بحجه وجود "مؤامرات". فقضي نحو مليوني كمبودي، جراء الارهاق والامراض والجوع او التعذيب والاعدام، وهو ما يوازي ربع سكان كمبوديا.

واطاحت فيتنام بنظام الخمير الحمر في 7 كانون الثاني/يناير 1979، متحالفه مع عناصر سابقين في الحركه مثل هون سن الذي اصبح اليوم رئيس الوزراء. وبات الخمير الحمر متمردين في شمال البلاد وغربها بدعم عسكري من بكين وموافقه من الولايات المتحده وحلفائها. وانهارت الحركه في منتصف 1990.

--  وقعت كمبوديا والامم المتحده اتفاقا في 2003 لانشاء الدوائر الاستثنائيه في المحاكم الكمبوديه التي انشئت في 2006 في بنوم بنه.  وبخلاف محكمه الجزاء الدوليه للنظر في جرائم الحرب في يوغوسلافيا السابقه (لاهاي)، والمحكمة الدولية المخصصه لرواندا (اروشا، تنزانيا)، فان المحكمه تنظر في جرائم الحرب والجرائم ضد الانسانيه في موقع حدوث المجازر. والهيئه القضائيه مختلطه تعتمد لغه الخمير واللغتين الانكليزيه والفرنسيه، كما تدمج القوانين الدوليه والكمبوديه والثقافه القضائيه الفرنسيه والانكلوسكسونيه.

والمحكمه مخوله محاكمه اكبر المسؤولين في النظام والنظر في الجرائم المرتكبه بين 1975 و1979. وتم استبعاد عقوبه الاعدام وكذلك التعويضات الماليه للضحايا.

والمحكمه المموله اساسا من الخارج انفقت حتي الان 215 مليون دولار، وهي تفترق دائما الي المال. كما تنتقد لبطء اجراءاتها وتدخل الحكومه الكمبوديه فيها.

--  في 2010 حكم علي كينغ غيك ايف الملقب ب"دويش" المسؤول السابق عن سجن تول سلينغ في بنوم بنه بالسجن 30 عاما ثم بالسجن المؤبد في الاستئناف في 2012.

وفي 2011 بدات محاكمه بتهمه ارتكاب جرائم ضد الانسانيه والاباده، "الاخ الثاني" المنظر الفكري نوون شيا ووزير الخارجيه السابق يانغ ساري وزوجته يانغ ثيريت والرئيس السابق خيو سامفان.

لكن يانغ ثيريت اعتبرت غير مؤهله لان تحاكم لاصابتها بالخرف وافرج عنها في 2012. وتوفي زوجها في 2013 عن 87 عاما.

وصدر الخميس حكم بالسجن المؤبد علي نوون شيا وخيو سامفان لارتكاب جرائم ضد الانسانيه بعد التهجير القسري للسكان وخصوصا اجلاء خلال ايام وتحت التهديد مليون نسمه من العاصمه.

وبدات المحاكمه الثانيه في نهايه تموز/يوليو وستغطي جرائم اخري ضد الانسانيه واتهامات بالاباده تتعلق فقط بفيتناميين واقليه شمس المسلمه.

 الذين افلتوا من العداله :

-- بول بوت "الاخ الاول" توفي في 1998 عن سن ال73.

-- تا موك قائد المنطقه الجنوبيه الغربيه في كمبوديا الملقب ب"الجزار" توفي في 2006 عن ثمانين عاما. واوقف في 1999 وكان يفترض ان يحاكم.

وللمحكمه صلاحيه محدوده تتعلق بكبار المسؤولين فقط ما يعني ان الاف الكوادر والمقاتلين لن تتم محاكمتهم ابدا.

وتحقق المحكمه في ملفين اخرين مثيرين للجدل لكن الحكومه الكمبوديه تؤكد معارضتها لاجراءات اخري.

خيو سامفان "الساذج" رئيس دوله الخمير الحمر

خيو سامفان الذي حكم عليه اليوم الخميس بالسجن المؤبد كان رئيس الدوله في عهد الخمير الحمر مع ان هذا المنصب لم يمنعه من ان يؤكد انه كان قائدا رمزيا "ساذجا" ومستبعدا من الدوائر القريبه للنظام الذي تسبب بموت حوالي مليوني شخص.

ولم يقدم خيو سامفان (83 عاما) الملاحق من قبل محكمه بنوم بنه التي ترعاها الامم المتحده، بتهم الاباده وجرائم ضد الانسانيه وجرائم حرب، اي تفسير او اعتراف بشان الفظائع التي ارتكبت في كمبوديا بين 1975 و1979.

وقد قسمت المحاكمه للتوصل الي حكم اول بسرعه الا انه سخر من محاكمته الاولي التي تتعلق بجرائم ضد الانسانيه. وقال خلال الجلسات "يبدو انكم تريدون ان يصغي الجميع لخرافاتكم"، مبديا بذلك اراده كبيره في الدفاع عن نفسه. واضاف "لدي انطباع بانكم تريدون ان توصلوني الي المقصله".

واكد رئيس "دوله كمبوتشيا" السابق ان "الحقيقه هي انني لم اكن املك اي سلطه وهذا كان يناسبني تماما". ومع ذلك حكمت عليه المحكمه اليوم الخميس بالسجن المؤبد لارتكابه جرائم ضد الانسانيه في قرر اعلن محاموه انهم سيتقدمون بطلب لاستئنافه فورا.

وكان خيو سامفان طلب في كتاب صدر في 2004، من عائلات الضحايا "ان يصفحوا عن سذاجته". وفي 2007، نفي في كتاب جديد انتهاج اي سياسه متعمده للنظام الماركسي الشمولي بهدف "تجويع" السكان او ارتكاب "جرائم علي نطاق واسع".

وخيو سامفان المولود في 1931، تابع دروسه في مونبولييه (جنوب شرق فرنسا) ونال شهاده الدكتوراه في الاقتصاد عن اطروحه حول الاقتصاد الكمبودي. والتقي هناك خصوصا ايانغ ساري الذي اصبح وزير خارجيه الخمير الحمر لاحقا وسالوت سار الذي اصبح بول بوت.

وقد عاد الي كمبوديا في 1959 وانتخب نائبا في 1962 وشغل منصب وزير دوله لشؤون التجاره طيله تسعه اشهر (1962-1963) في حكومه الامير سيهانوك. لكن في نيسان/ابريل 1967  انتقل الي العمل السري وانضم الي الحزب الشيوعي في كمبوتشيا الذي عرف باسم الخمير الحمر. وقال في الكتاب نفسه انها "حركه لا تتطابق لا مع مبادئي ولا مع دراستي ولا مع خياراتي كمثقف ونائب".

وفي 1976، بعد تولي الخمير الحمر السلطه، اصبح رئيسا للدوله شبه مرغم بعد استقاله الامير نورودوم سيهانوك. وفي هذا المنصب، اكد انه لا يعرف شيئا. وقال خيو سامفان "امضيت حياتي محبوسا في بناء تابع للمقر العام لقاده الخمير الحمر". ووصف وظيفته هذه بانها "فخريه الي ابعد حد".

وسامفان الذي شدد دائما علي "جهله بما يحصل فعلا في البلاد"، واصل في الثمانينات بينما عاد الخمير الحمر الي التمرد مجددا، تجسيد الحركه بشغله منصبي رئيس وزراء الحكومه الشيوعيه في المنفي ورئيس الحزب. وحاول ايضا الظهور بمظهر "المعتدل" عندما بدا العالم يدرك مدي الفظائع. وانسحب في 1998 واعتقل في تشرين الثاني/نوفمبر 2007.

نوون شيا المنظر الايديولوجي للخمير الحمر

نوون شيا المنظر الايديولوجي للخمير الحمر الذي يوصف بالوقح والاستفزازي والمتغطرس وحكم عليه اليوم الخميس بالسجن مدي الحياه بعد ادانته بجرائم ضد الانسانيه، يعد من اكبر مهندسي فظائع نظام تسبب في مقتل حوالي مليوني شخص في كمبوديا بين 1975 و1979.

ويمثل الرجل الذي كان الذراع اليمني "للاخ الاول" بول بوت الذي توفي في 1998 بلا محاكمه، منذ 2011  امام محكمه بنوم بنه برعايه الامم المتحده بتهمه ارتكاب اباده وجرائم ضد الانسانيه وجرائم حرب. لكن الاجراءات اختصرت كي يتم التوصل الي حكم في اسرع وقت.

ولدي اعلان الحكم الاول الخميس علي "الاخ الثاني" وعمره 88 سنه وكان جالسا في كرسي متحرك، لم يحرك ساكنا. وقد ارتدي نظارته السوداء المعتاده ودفع امام المحكمه ببراءته، ورد دفاعه علي الفور باستئناف الحكم. وفي اخر يوم من محاكمته في نهايه 2013، اعترف نوون شيا بنوع من "المسؤوليه الاخلاقيه" واعرب عن "ندمه العميق" لكنه في الوقت نفسه طلب اخلاء سبيله ما جعل "ندمه" غير مفهوم لدي الضحايا.

وقال "لم امر بارتكاب اي جريمه (...) انا بريء من تلك التهم"، محملا "الخونه" والفيتناميين الذين طردوا الخمير الحمر من الحكم في 1979، المسؤوليه. من جانبهم شدد المدعون علي الدور "الاساسي" لنوون شيا ورئيس دوله "كمبوتشيا الديمقراطيه" خيو سامفان المدان بالحكم نفسه الخميس، في النظام الدكتاتوري الذي دفع الي الموت ربع سكان كمبوديا بالارهاق والجوع وتحت التعذيب وبالاعدامات غير القانونيه.

واثناء هذه المحاكمه الرمزيه، اثار نوون شيا غضب الضحايا بمغادرته القاعه احتجاجا علي اجراءات او مركزا علي سوء حالته الصحيه، ورغم انه قد يكون فعلا عاني خلال اعتقاله من عده امراض فان المحكمه اكدت انه قابل للمحاكمه.

ولد نوون شيا واسمه الحقيقي لونغ بونرووه في 1926 لعائله صينيه-خميريه كانت تقيم في اقليم باتامبانغ شمال غرب كمبوديا. ودرس الحقوق في بانكوك خلال الاربعينيات وعمل في وزاره الخارجيه التايلانديه وانضم الي الحزب الشيوعي التايلاندي.

ولدي عودته الي كمبوديا شاهم في تنظيم الحزب الشيوعي في كامبوتشيا غداه الاستقلال في 1954، وفي تعزيز انظمه الحزب الذي عرف اكثر باسم الخمير الحمر، ثم فر من بنوم بينه في 1970 بعد انقلاب الجنرال لون نول الموالي للاميركيين. وكان مساعد القياده العسكريه للخمير الحمر من 1970 الي 1975 وكان ايضا مفوضهم السياسي الاكبر المكلف اعتبارا من توليهم السلطه في 1975، مطارده "اعداء الثوره".

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل