المحتوى الرئيسى

حكم تهنئة غير المسلمين بأعيادهم

08/07 11:57

قال الشيخ ابن عثيمين - رحمه الله ان تهنئه الكفار بعيد ( الكريسميس ) او غيره من اعيادهم الدينيه حرام بالاتفاق ، كما نقل ذلك ابن القيّم - رحمه الله – في كتابه احكام أهل الذمه ، حيث قال : واما التهنئه بشعائر الكفر المختصه به فحرام بالاتفاق ، مثل ان يُهنئهم باعيادهم وصومهم ، فيقول : عيد مبارك عليك ، او تهنا بهذا العيد ونحوه فهذا ان سلِمَ قائله من الكفر فهو من المحرّمات ، وهو بمنزله ان تُهنئه بسجوده للصليب بل ذلك اعظم اثماً عند الله ، واشدّ مَـقتاً من التهنئه بشرب الخمر وقتل النفس وارتكاب الفرج الحرام ونحوه . وكثير ممن لا قدر للدِّين عنده يقع في ذلك ، ولا يدري قبح ما فعل ، فمن هنّـا عبد بمعصيه او بدعه او كـُـفْرٍ فقد تعرّض لِمقت الله وسخطه .

وانما كانت تهنئه الكفار باعيادهم الدينيه حراما وبهذه المثابه التي ذكرها ابن القيم لان فيها اقرارا لما هم عليه من شعائر الكفر ، ورِضيً به لهم ، وان كان هو لا يرضي بهذا الكفر لنفسه ، لكن يَحرم علي المسلم ان يَرضي بشعائر الكفر او يُهنئ بها غيره ؛ لان الله تعالي لا يرضي بذلك ، كما قال تعالي : ( اِن تَكْفُرُوا فَاِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنكُمْ وَلَا يَرْضَي لِعِبَادِهِ الْكُفْرَ وَاِن تَشْكُرُوا يَرْضَهُ لَكُمْ ) .

وقال تعالي : (الْيَوْمَ اَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَاَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الاِسْلاَمَ دِينًا ) وتهنئتهم بذلك حرام سواء كانوا مشاركين للشخص في العمل ام لا

واذا هنئونا باعيادهم فاننا لا نُجيبهم علي ذلك ، لانها ليست باعياد لنا ، ولانها اعياد لا يرضاها الله تعالي ، لانها اعياد مبتدعه في دينهم ، واما مشروعه لكن نُسِخت بدين الاسلام الذي بَعَث الله به محمداً صلي الله عليه وسلم الي جميع الخلق ، وقال فيه : (وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الاِسْلاَمِ دِينًا فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الاخِرَهِ مِنَ الْخَاسِرِينَ )

واجابه المسلم دعوتهم بهذه المناسبه حرام ، لان هذا اعظم من تهنئتهم بها لما في ذلك من مشاركتهم فيها

وكذلك يَحرم علي المسلمين التّشبّه بالكفار باقامه الحفلات بهذه المناسبه ، او تبادل الهدايا ، او توزيع الحلوي ، او اطباق الطعام ، او تعطيل الاعمال ونحو ذلك ، لقول النبي صلي الله عليه وسلم : مَنْ تشبّه بقوم فهو منهم . قال شيخ الاسلام ابن تيمية في كتابه " اقتضاء الصراط المستقيم مخالفه اصحاب الجحيم " : مُشابهتهم في بعض اعيادهم تُوجب سرور قلوبهم بما هم عليه من الباطل ، وربما اطمعهم ذلك في انتهاز الفرص واستذلال الضعفاء . انتهي كلامه - رحمه الله - ومَنْ فَعَل شيئا من ذلك فهو اثم سواء فَعَلَه مُجامله او تَودّداً او حياءً او لغير ذلك من الاسباب ؛ لانه من المُداهنه في دين الله ، ومن اسباب تقويه نفوس الكفار وفخرهم بِدينهم .

أهم أخبار حوادث

Comments

عاجل