المحتوى الرئيسى

قناة السويس تعيد تشكيل تاريخ مصر الحديث..استغرق حفرها 10 سنوات وتتحكم في 40% من تجارة العالم

08/06 11:59

- 40 % من تجارة العالم يمر عبر القناة

- محمد علي باشا رفض فكرة المشروع بسبب تخوفه من مؤامرات الدول الأوروبية

- مصر فقدت قرابة ثلث الميلون من مواطنيها في حفر القناة

تمثل ملحمة قناة السويس والأطماع الدولية فيها والصراع الذي خاضته مصر طوال ال150 عاما الماضية، محصلة للتاريخ المصري على مر العصور، ومن ثم تجدد الروح القومية المصرية وانبعاثها للدفاع عن البلاد ضد الغزاة، فضلا عن تحديد ملامح العلاقة المعقدة بين الشعب والحاكم على اختلاف العصور، فكما كانت القناة بمثابة مشروع تحمس له الحكام من أسرة محمد علي، فقد كان الدفاع عنها وحمايتها والقتال من أجلها، بمثابة أحد التحديات التي واجهت حكومات ما بعد يوليو من عام 1952، بالإضافة إلى أن القناة ظلت ولا تزال محورا لأطماع الدول الكبرى، بل إن الاتفاقية التي لا تزال حركة المرور في القناة، تم توقيعها والتفاوض بشأنها خارج مصر، وتعرف هذه الاتفاقية باسم معاهدة القسنطينية عام 1888.

وقد ظل مشروع الربط بين البحرين الأبيض والمتوسط بمثابة أحد الأحلام التي تطلع العديد من المهندسين والحكام إلى تحقيقها على امتداد عدة قرون، ولكن بدأ التفكير بشكل جاد في حفر القناة منذ الحملة الفرنسية على مصر، ولكن خطأً هندسيا وقع فيها المهندس الذي أوفده نابليون لقياس منسوب البحرين الأحمر والأبيض، أدى إلى تأجيل المشروع ، ولكن لم يتحمس محمد علي باشا لفكرة حفر القناة.

وبالرغم من مطالبة جماعة سان سيمون الفرنسية بإمكانية المساهمة الفنية في تنفيذ المشروع، إلا أن محمد علي بما عرف عنه من بعد النظر، رفض المضي في الدراسات الفنية الخاصة بالقناة، فقد كان يتوجس من احتمال صراع القوى الأوروبية على مصر، وهو ما تحقق بالفعل بعد أقل من 37 عاما من وفاة محمد علي الكبير، ولكن بدأ الحفر بالفعل في الخمسينات من القرن التاسع عشر في عهد الخديو محمد سعيد باشا الذي كانت تربطه علاقات ودية دافئة مع المهندس الفرنسي فريناند دي ليسبس.

وقد بدأ الحفر عند بورسعيد، ولكن عند انتهاء الحفر بلغ عدد القتلى من المصريين قرابة ثلث الميلون ، وتفاقمت الديون التي حصل عليها الخديو إسماعيل لتمويل حفل افتتاح القناة عام 1869، وسوف تطيح الدول الأوربية بإسماعيل عن العرش، لكي يخلفه نجله محمد توفيق، الذي شهدت فترة حكمه المشئومة الاحتلال البريطاني لمصر في سبتمبر من عام 1882، بعد أن تآمرت الأطرف الداخلية بزعامة الخديو والدول الكبرى على إجهاض الثورة الوطنية التي قادها الضابط أحمد عرابي، وهو ما عتبر بداية التدخل الفعلي في شئون مصر بعد عدة عقود من الصراع غير المعلن بين الدول الأوربية على وادي النيل، ولكن تأميم القناة في السادس والعشرين من يوليو عام 1956، شكل مرحلة جديدة وفارقة في تاريخ مصر، فقد فشل العدوزان الثلاثي في إعادة احتلال مصر.

ولكن في عام 1967 انتهت حرب الأيام الستة باحتلال سيناء وإغلاق القناة، ولم يتم افتتاحها للملاحة الدولية في الخامس من يونيو عام 1975 إلا بعد ملحمة العبور.

تعد قناة السويس بمثابة ممر مائي صناعي بطول 193 كم بين بورسعيد على البحر الأبيض المتوسط والسويس على البحر الأحمر. وتقسم القناة إلى قسمين، شمال وجنوب البحيرات المرّة. تسمح القناة بعبور السفن القادمة من دول المتوسط وأوروبا وأمريكا الوصول إلى آسيا دون سلوك الطريق الطويل - طريق رأس الرجاء الصالح. استغرق بناء قناة السويس 10 سنوات (1859 - 1869).

أهم أخبار حوادث

Comments

عاجل