داعش صناعة أمريكية بنكهة تركية قطرية

تمثل العراق احد اهم الدول في المنطقه العربيه التي كانت بها واحده من اهم الحضرات و هي حضاره بابل و اشور و كان الفرس يطلقون عليها  دوله بلاد ما بين النهرين وكانت تعرف قديما ببلاد سومر وبلاد سومر كانت تقع بين نهري دجله والفرات جنوب بغداد بالعراق فظهرت الحضارة البابلية ما بين القرنين 18ق.م. و6 ق.م وكانت تقوم علي الزراعه وبابل دوله اسسها حمورابي عام 1763ق.م وهزم اشور عام 1760 ق.م واصدر قانونه شريعه حمورايي وظهر نبوخدنصر كملك لبابل (1245ق.م.- 1104 ق.م.) ودخلها الكلدانيون عام 721 ق.م ثم دمر الاشوريون مدينة بابل عام 689 ق.م. الا ان البابليين قاموا بثوره ضد حكامهم الاشوريين عام 652 ق.م وقاموا بغزو اشور عام 612 ق.م واستولي نبوخدنصر الثاني علي اورشليم عام 587 ق.م. وسبي اليهود عام 586 ق.م الي بابل. وهزم الفينيقيين عام 585 ق.م. وبني حدائق بابل المعلقة .

و يمثل الاشورين و الكلدان و السريان واحد من اهم روافد الحضارات القديمه في الشرق الاوسط اهمها الاشوريه والاراميه كما يعتبرون من اقدم الشعوب التي اعتنقت المسيحيه و تعود تسميه مملكة آشور الي المملكه الاشوريه و التي استمر وجودها ما يقارب الالف عام، من القرن السابع عشر قبل الميلاد وحتي عام 608 ق.م .

و تعتبر  اللغة الأشورية هي لهجه من اللغه الاكاديه كما اللغه البابليه، وقد اشتهر الاشوريين بانجازاتهم الحضاريه وامتداداتهم التوسعيه،  ومن الناحيه الدينيه فان للاله اشور كان له المكانه الاولي بين الالهه كما حملت مدينة آشور اسمه بعد ان كان يشار اليها باسم (بال تـِل) .

و  برحله  عبر الزمن نجد ان ان الحضاره العراقيه تعرضت الي تدمير هائل علي يد المغول  حينما دخل هولاكو بغداد في عام 1258 حيث قام جنوده باستباحه المدينه فمارسو القتل و السلب فقتلوا حوالي مليون من النساء و الشيوخ و الاطفال و قاموا بهدم القصور و اتلاف الكتب و ركزوا علي تخريب الحضاره  التي كانت تعبر عن حضاره الامه و ثقافتها حيث كانت بغداد انذاك عاصمه الخلافه الاسلاميه و مهد الحضاره و مدينه النور و قد وصل حقد التتار الي حد انهم ملاو نهر دجلة بالمخطوطات ليجعلوا منها جسر لعبورهم الي الضفه الاخري من النهر و لقد تحولت  مياه النهر الي اللون الاسود بعد ما صبغها المواد الذي صيغت بها  المخطوطات و استمروا علي هذا الحال 40 يوما .

و قد كان من الضروري  ان نلقي نظره فاحصه علي تاريخ العراق القديم لان الماض مرتبط بالواقع بشكل كبير قبل ان نصل الي الواقع المؤلم الذي تمر به العراق منذ سقوط صدام حسين و ياتي الحدث الابرز و الذي يلقي بظلاله علي العراق و سوريا بشكل خاص و علي المنطقه العربيه بشكل عام و هو ظهور داعش ذلك التنظيم الارهابي .

ظهر تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش) للمره الاولي عام 2013،  نتيجه اندماج بين تنظيمي دوله العراق الإسلاميه التابع لـتنظيم القاعده  و"جبهه النصره" السوريه، الا ان هذه الاخيره رفضت الاندماج علي الفور، ما تسبب في اندلاع معارك بين الطرفين في يناير2014 لا تزال مستمره  حتي اليوم و لكن رغم الاختلاف تبقي وحده الاهداف

و مما لا شك فيه ان داعش صناعه امريكيا و بمعاونه تركيه قطريه هدفها  تقسيم العراق و سوريا و تمزيق الوطن العربي و قد تم استهداف الوجود المسيحي في الموصل لنفس الغرض و هو واحد من اقدم مواقع تواجد المسحيين في العالم لتنفيذ المخطط الامريكي لتصفيه الوجود المسيحي في الشرق و بجانب استهداف التاريخ و الحضاره في العراق و قد كان الحدث الابرز هو تدمير قبر النبي يونس احد اهم المزرات الدينيه في العراق بجانب تدمير اكثر من 30 كنيسه يعود بعضها للقرن الرابع الميلادي في الموصل و تهجير اكثر من 35 الف مسيحي وسط صمت دولي مخزي .

اخيرا ... هناك  خطوره من انضمام جماعه انصار الشريعه في ليبيا الي تنظيم داعش علي الامن القومي المصري لما تمثله هذه الجماعات الارهابيه من اخطار علي الحدود المصريه، وبخاصه عقب نجاحها في الاستيلاء علي اسلحه ثقيله تابعه لاكبر القواعد العسكريه في بني غازي و لكن بكل تاكيد لن يتحقق هذا المخطط  بفضل جيش مصر اليقظ الذي لا يقهر و شعبها العظيم اللذان تصدوا لمخطط تدمير مصر و المنطقه العربي .