المحتوى الرئيسى

الشعب الكسير.. و«ديب» مبارك!

08/05 01:15

قبل ان تقرا: «لسه النظام مسقطش».. ليس فقط عنوان قصيده للخال عبد الرحمن الأبنودي شاعر الثوره الينايريه العظيمه، التي اندلعت ضد نظام حسني مبارك، وانما هو توصيف دقيق لما جري ويجري منذ اندلاع ثوره ٢٥ يناير العظيمه في مصر وحتي اليوم.. وابلغ دليل علي استمرار هذه  الثوره حتي اليوم هو استمرار وبقاء «الديب» يرتع ويلعب في بلدنا العظيم مصر حتي اليوم!

اكتب لكم هذه السطور وليس لديَّ «انترنت» بل وليس لديَّ يقين من انني سالحق بموعد كتابه مقالي الاسبوعي، فقد عدت لتوي الي القاهره، وبانتظاري طفلاي شادي ومازن وكلاهما بين سني الخامسه والثالثه من العمر وانا رجل طاعن في السن الان، ولا املك لهما من الوقت الكثير لافعل لهما اي شيء يعينهما علي الحياه، مثلي مثل الملايين من ابناء شعبنا الصابر البسيط «الكسير» الذي خرج في ٢٥ يناير ينادي بالعيش والحريه والعداله الاجتماعيه والكرامه الانسانيه. ملايين المصريين خرجوا ضد «مبارك».. شيطان مصر ليطالبوا بحقهم في الحياه الحره الكريمه وبفرصه من اجل مستقبل لم يجدوها ابداً في مجتمع فرص حسني مبارك الذي كان للاغتناء والاستثراء لمن كانوا يمثلون عليه في قومنا، لمن كانوا يمتلكون ما يؤهلهم كل الوقت للاستثراء الفاحش والاغتناء بلا عناء لانهم كان لديهم «الخميره» التي تعينهم دوما علي ذلك.. كان لديهم السلطه والثروه والنفوذ وبالتالي كانوا كلما طلعت عليهم شمس يوم جديد توالدت لديهم الثروات (مناقصات) وتوالدت العلاقات نفوذا وامكانيات ونفوذا فوق نفوذ.. وكان افقنا مسدودا وحلمنا مكسورا وشعورنا بالكبرياء مضروبا بالحذاء.

ملايين المصريين المنكسرين خرجوا يوماً ٢٥ و٢٨ يناير ليكسروا عرش حسني مبارك ويطيحوا بدولته، حالمين باسقاط نظامه، حلم مشروع، غالي الثمن، ضحي من اجله العشرات، من زهرات شباب وفتيات مصر، عشرات من الشباب والفتيات ضحوا بارواحهم، استشهادا، او اصابه باصابات لا يمحوها زمن ولا يطببها علاج ولا يعالجها جراح مهما بلغت مهارته، جاء هؤلاء بتضحيات وبطولات عظيمه، حاول «ديب» حسني مبارك بالامس (الاحد) ان يهيل عليها كلها التراب، وينسفها نسفاً، ويقلل من قيمتها، بل وليجعل منها مجرد «خدعه» اخوانيه - امريكيه، مع انه لا يطولها ابداً بقامته، ولا يرتقي الي مستوي الاحساس بها وبنبلها، فهو رجل ليس اكثر من محام.. يتلاعب بالكلمات، ويجيد فنون التمثيل ولعله ضل طريق الاخراج والتمثيل الي احتراف القانون والاشتغال بالمحاماه، فيستوي لديه كل المتهمين والابرياء، من الجاسوس الاسرائيلي عزام عزام ومرورا بحسني مبارك وصولا الي حبيب العادلي ورفاقه، الذين وان كانوا مجرد ادوات في ايدي المجرم مبارك، ومامورين بما يامرهم به، فقد كانوا شركاء له في جرمه، لانهم طاوعوه فيه، وساعدوا نظامه البوليسي علي الاستمرار والبقاء وصاغوا له الاف الحيل والاساليب لكي لا يسقط وتنتهي دولته القمعيه.

ليس هناك من شخص في هذا العالم حجه علي ٢٥ يناير.. او علي الشعب المصري العظيم، فهذه الثوره احدي تجلياته واحد اعظم امجاده، ولاعلينا من ان ٣٠ يونيه صححت مسارها او لم تصححه، ليس من احد حجه علي هذه الثوره، لا الرئيس السيسي نفسه، ولا طنطاوي ولا تابعه عنان، ولا اللواءات موافي وثروت والرويني، الذين تحدث عنهم واورد اسماءهم «ديب» مبارك واورد شهاداتهم كما تورد الاساطير في الروايات وخيالات شهرزاد واحاديث فرسان العصور الغابره، من زمن الهكسوس والاغريق، مروراً بزمن اسبرطه وفرسان مالطه، وصولا الي عصر جانكيز خان وفتوحات قاده المسلمين في عصور صدر الاسلام!

شعب مصر ليس طنطاوي ولا الرويني ولا موافي ولا اللواء خالد ثروت مدير مباحث امن الدوله، وليس الصحفيين ابراهيم عيسي والاخوين مصطفي ومحمود بكري وليس مطلقا مصطفي الفقي.. شعب مصر هو الابنودي وفاروق جويده واحمد حراره وعماد عفت وجيكا ود.محمد سلامه.. شعب مصر هو الذي قتل وسحل وضرب يوم جمعه الغضب في ٢٥ يناير التي بشهاده الاخوان انفسهم لم يكونوا جزءا منها في هذا اليوم مطلقا، ولم يكونوا وقودا لها كزياد بكير وسالي زهران ورفاقهما من الشهداء. بل جاءوها في يوم تال ليستولوا علي هذه التضحيات ويركبوها ويستخدموها بالتامر والاحتيال والخداع والتنظيم والمال ليحققوا بها اغراضهم.

ليس حسام عيسي وصيا علي الثوره يا «ديب» مبارك.. ولا هيكل ولا محسوب، بل الشعب المصري هو وصي ثورته، التي تامرت دولتك ونظامك الذي ترعرت فيه حتي اليوم ضدها، من اجل الا تقوم لها قائمه، ومن اجل اسقاطها، وحينما اقتطفها الاخوان عملت انت وهذا النظام «اللي لسه مسقطش» - كما يقول الخال الابنودي العظيم - علي التخلص منها، بشتي السبل والوسائل، بل وربما ساعدك الشعب الذي اراد بصدق التخلص من الاخوان المفسدين، بينما كان حلمك ان تستعيد انت نظامك العفن ودولتك القديمه!

اي بطوله تتحدث عنها لمبارك وكانه صانع حرب اكتوبر ومحرر سيناء التي اهملت منذ بدايات عهده، وحتي الان واصبحت تمثل اكبر تهديد لمصر واكبر خطر عليها؟ اي انجاز تتحدث لمبارك، وتعليمه علي النحو الذي نشاهده، والفساد المستوطن المعشش الذي لا نستطيع اجتثاثه، اي عداله واي قضاء واي احزاب واي مجتمع مدني واي دوله وطنيه تتحدث عنها ومقوله ان مبارك كان كنزاً استراتيجياً لاسرائيل صكها يهودي اسرائيلي صهيوني لا معارض سياسي مصري؟ اي انجاز تتحدث عنه وفي عهده استولي الاغنياء علي الاراضي بابخس الاسعار فلم يعد هناك مجال لاحد من المصريين الراغبين في اقامه مشروعات استثماريه منافسه لعمالقه دوله مبارك.. اين انجازاته والبطاله في عهده في اعلي المستويات، اين بطولاته وضحايا عبارات السلام بالالاف، وسراق المال العام المفلتون من العقاب بالمئات، اين مستشفياته لعلاج الجرحي والمصابين والفقراء؟

قل لنا يا «ديب» مبارك ما هي انجازاته ما هي نجاحاته ما هي الحياه السياسيه والحزبيه والديمقراطيه التي حققها، ولا تنسي ان تبرر لنا تزويره للانتخابات  واعتداءه علي الدستور والقانون ونحو ذلك مما كان يوصم به عهده، وجئت انت في مرافعتك لتمجده وتهيل التراب علي الشعب المصري؟!

أهم أخبار متابعات

Comments

عاجل