المحتوى الرئيسى

عمير بن وهب الجمحى: شيطان قريش الذي أحبه عمر أكثر من بعض أبنائه

08/04 23:10

هو عمير بن وهب بن خلف بن وهب بن حذافه بن جمح القرشي الجمحي

واحد من المبارِزين المعدودين المشهورين بحدَّه البصر؛ لذا كان من جمله المقاتلين في غزوه بدر ضد الاسلام والمسلمين، بل كان عينًا لقريش يخبرهم بما للمسلمين من عده، فقد صال بفرسه حول جيش المسلمين، ثم عاد قائلاً: "انهم ثلاثمائه يزيدون قليلاً او ينقصون"، وكان الامر كما اخبر.

وسالوه: هل وراءهم امداد لهم؟، فاجابهم قائلاً: "لم اجد وراءهم شيئًا، ولكن يا معشر قريش، رايت المطايا تحمل الموت الناقع، قوم ليس معهم منعه ولا ملجا الا سيوفهم، والله ما اري ان يقتل رجل منهم حتي يقتل رجلاً منكم، فاذا اصابوا منكم مثل عددهم، فما خير لعيش بعد ذلك، فانظروا رايكم".

وكان كلامه مؤثرًا في كثير من زعماء قريش، وكادوا يرجعون الي مكه بلا قتال، الا ان عدو الله أبا جهل حفزهم وحرَّضهم علي القتال، حتي ساروا اليها، ورجعوا اذلاء خاسرين

وكان من نتائج الغزوه ان ترك عمير ابنه اسيرًا في ايدي المسلمين، وذات يوم جلس عمير الي صفوان بن أمية، وقد فقد الثاني اباه "أمية بن خلف"، يجترَّان احقادهم

قال صفوان - وهو يذكر قتلي بدر -: "والله ما في العيش بعدهما خير".

وقال له عمير: صدقت، ووالله لولا دَين عليَّ لا املك قضاءه، وعيال اخشي عليهم الضيعه بعدي؛ لركبت الي محمد حتي اقتله، فان لي عنده عله اعتل بها عليه، اقول: قدمت من اجل ابني هذا الاسير.

فاغتنمها صفوان، وقال: عليَّ دَينك، انا اقضيه عنك، وعيالك مع عيالي اواسيهم ما بقوا.

فقال له عمير: اذًا فاكتم شاني وشانك.

ثم امر عمير بسيفه، فشحذ له وسُمّ، ثم رحل الي المدينه حتي قدمها.

وكان عمر بن الخطاب في نفر من المسلمين يتحدثون عن يوم بدر، ويذكرون نصر الله لهم، ثم نظر عمر فراي "عمير بن وهب"، وقد اناخ راحلته علي باب المسجد، متوشحًا سيفه، فقال: هذا الكلب عمير بن وهب - عدو الله - والله ما جاء الا لشر؛ فهو الذي حرش بيننا، وحزرنا للقوم يوم بدر، ثم دخل عمر علي رسول الله - صلي الله عليه وسلم - فقال: يا نبي الله، هذا عدو الله "عمير بن وهب"، قد جاء متوشحًا سيفه، فقال رسول الله - صلي الله عليه وسلم -: ((ادخله عليَّ))، فاقبل عمر، حتي اخذ بحماله سيفه في عنقه، فلببه بها، وقال لرجال مما كانوا معه من الانصار: "ادخلوا علي رسول الله - صلي الله عليه وسلم - فاجلسوا عنده، واحذروا عليه من هذا الخبيث؛ فانه غير مامون.

ودخل به عمر علي النبي - صلي الله عليه وسلم - وهو اخذ بحماله سيفه في عنقه، فلما راه الرسول قال: ((دعه يا عمر، ادنُ يا عمير))، فدنا عمير، وقال: انعموا صباحًا - وهي تحيه الجاهليه - فقال له النبي - صلي الله عليه وسلم -: ((قد اكرمنا الله بتحيه خير من تحيتك يا عمير، بالسلام تحيه اهل الجنه))، فقال عمير: اما والله يا محمد، ان كنت بها لحديث عهد.

قال الرسول - صلي الله عليه وسلم -: ((فما جاء بك يا عمير؟))، قال: جئت لهذا الاسير الذي في ايديكم.

قال الرسول - صلي الله عليه وسلم -: ((فما بال السيف الذي في عنقك؟)) قال عمير: "قبحها الله من سيوف، وهل اغنت عنا شيئًا؟".

قال الرسول - صلي الله عليه وسلم -: ((اصدقني يا عمير، ما الذي جئت له؟))، قال: ما جئت الا لذلك، قال الرسول - صلي الله عليه وسلم -: ((بل قعدت انت وصفوان بن اميه في الحجر، فذكرتما اصحاب القَلِيب من قريش، ثم قلت: لولا دَين عليَّ، وعيال عندي لخرجت حتي اقتل محمدًا، فتحمل لك صفوان بدَينك وعيالك علي ان تقتلني له، والله حائل بينك وبين ذلك.

عندئذٍ صاح عمير: اشهد ان لا اله الا الله، واشهد انك رسول الله؛ هذا امر لم يحضره الا انا وصفوان، فوالله ما انباك به الا الله، فالحمد لله الذي هداني للاسلام.

فقال الرسول - صلي الله عليه وسلم - لاصحابه: ((فقهوا اخاكم في الدين، واقرئوه القران، واطلقوا له اسيره.

انها هدايه يمنحها الوهَّاب الكريم لمن احب من عباده المؤمنين: ﴿ اِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ اَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ اَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ ﴾[القصص: 56

وهكذا شاء الباري ان ينتقل "عمير بن وهب" من شيطان قريش - كما لقبوه - الي واحد من انصار الاسلام والمسلمين.

أهم أخبار متابعات

Comments

عاجل