ننشر أسماء النبي ومعانيها وأسباب تسمية المسلمين بها

سمَّي الله عز وجل النبي صلي الله عليه وسلم في القرآن الكريم بـ: "محمد"، و"احمد"، وذكر اسم محمد في عده مواضع، منها قوله تعالي: {وَمَا مُحَمَّدٌ اِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ اَفَاِنْ مَاتَ اَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَي اَعْقَابِكُمْ وَمَنْ يَنْقَلِبْ عَلَي عَقِبَيْهِ فَلَنْ يَضُرَّ اللَّهَ شَيْئاً وَسَيَجْزِي اللَّهُ الشَّاكِرِينَ} [ال عمران:144].

وقال ابن حجر رحمه الله: "ومما وقع من اسمائه في القران بالاتفاق الشاهد، المبشر، النذير المبين، الداعي الي الله السراج المنير، وفيه ايضا المذكر، والرحمه، والنعمه، والهادي، والشهيد، والامين، والمزمل، والمدثر".

ثبت في احاديث صحيحه عن النبي صلي الله عليه وسلم ما ظاهره تحديد عدد اسمائه صلي الله عليه وسلم، كحديث جبير بن مطعم رضي الله عنه ان النبي صلي الله عليه وسلم قال: "لي خمسه اسماء: انا محمّد، واحمد، وانا الماحي الّذي يمحو الله بي الكفر، وانا الحاشر الّذي يحشر النّاس علي قدمي، وانا العاقب" رواه البخاري.

قال الحافظ ابن حجر: "والذي يظهر انه اراد ان لي خمسه اسماء اختص بها لم يُسَمَّ بها احد قبلي، او مُعَّظمه، او مشهوره في الامم الماضيه، لا انه اراد الحصر فيها".

وفي روايه مسلم: انّ النّبي صلي الله عليه وسلم قال: "لي خمسه اسماء: انا محمد، وانا احمد، وانا الماحي الذي يمحو الله بي الكفر، وانا الحاشر الذي يُحشَر الناسُ علي قدَمَيَّ، وانا العاقِب، والعاقِبُ: الذي ليس بعده نبيٌّ، وقد سماه الله رَؤوفاً رحيماً" رواه مسلم.

وعن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما قال: "قرات في التوراه صفه النبي صلي الله عليه وسلم: محمد رسول الله، عبدي ورسولي، سميته المتوكل، ليس بفظ ولا غليظ" رواه البخاري.

عن ابي موسي الاشعري رضي الله عنه قال: كان رسول صلي الله عليه وسلم يسمي لنا نفسه اسماء فقال: "انا محمد، واحمد، والمُقَفِّي، ونبي التوبة، ونبي المرحمه" رواه مسلم، وفي روايه اخري: "ونبي الملحمة" .

قال ابن حجر: "من اسمائه المشهوره: المختار، والمصطفي، والشفيع المشفع، والصادق المصدوق".

بعض معاني اسماء النبي صلي الله عليه وسلم

الماحي: هو الذي محا الله به الشرك والعقائد الوثنيه من الجزيره العربيه.

الحاشر: هو الذي يُحشر الناس علي قدمه اي علي اثره، فكانه بعث ليحشر الناس.

العاقب: الذي جاء عقب الانبياء فليس بعده نبي فان العاقب هو الاخر، فهو خاتم الانبياء والمرسلين صلوات الله وسلامه عليهم اجمعين.

المُقَفِّي: هو الذي قفي علي اثار من تقدمه وسبقه من الرسل، فكان خاتمهم واخرهم.

نبي التوبه ونبي الرحمة: قال النووي: "ومقصوده انه صلي الله عليه وسلم جاء بالتوبه والتراحم"، فهو الذي فتح الله به باب التوبه علي اهل الارض فتاب الله عليهم توبه لم يحصل مثلها لاهل الارض قبله، وكان صلي الله عليه وسلم اكثر الناس استغفارا وتوبه.

نبي الملحمه: هو الذي بُعِث بجهاد اعداء الله، فلم يجاهد نبي وامته قط ما جاهد رسول الله صلي الله عليه وسلم وامته.

الامين: هو احق الناس صلي الله عليه وسلم بهذا الاسم، فهو امين الله علي وحيه ودينه، وهو امين مَنْ في السماء، وامين من في الارض، ولهذا كانوا يسمونه قبل النبوه "الامين".

البشير: هو المبشر لمن اطاعه بالثواب، والنذير المنذر لمن عصاه بالعقاب، وقد سماه الله عبده في مواضع من كتابه.

المنير: سماه الله سراجا منيرا، وسمي الشمس سراجا وهاجا، فالمنير هو الذي ينير من غير احراق، بخلاف الوهاج فان فيه نوع احراق وتوهج.

كتب ومصنفات في اسماء النبي

لقد صنف العلماء في اسماء النبي صلي الله عليه وسلم وعددها مصنفات كثيره، وخصص المصنفون في السِيَّر والشمائل ابواباً لبيان اسمائه صلي الله عليه وسلم، كما فعل القاضي عياض في كتابه "الشفا بتعريف حقوق المصطفي". واوصل بعضهم للنبي صلي الله عليه وسلم نحو ثلاثمائه اسم، وبلغ بها بعض الصوفيه الف اسم فقالوا: "لله الف اسم، ولرسوله صلي الله عليه وسلم الف اسم".

قال الامام ابن حجر: "نقل ابن العربي في شرح الترمذي عن بعض الصوفيه ان لله الف اسم، ولرسوله صلي الله عليه وسلم الف اسم".

ولا شك ان في هذه الاعداد الكثير من المبالغه، فالصحيح ان اسماءه صلي الله عليه وسلم اقل من ذلك بكثير، فلا يجوز الزياده عليها بما لم يرد في الكتاب والسنه الصحيحه، خاصه اذا كانت هذه الاسماء الغير صحيحه فيها غلو وافراط، مثل هذه الاسماء التي وردت في بعض كتب الصوفيه والتي منها: مدعو، غوث، غياث، مقيل العثرات، صفوح عن الزلات، خازن علم الله، بحر انوارك، مؤتي الرحمه، نور الانوار، قطب الجلاله، السر الجامع، الحجاب الاعظم.