المحتوى الرئيسى

ما هو لغز قوة داعش وهل هناك استراتيجية لمواجهته؟

07/29 16:43

حقق تنظيم داعش انتصارات عسكريه وميدانيه مذهله سيطر خلالها علي مواقع عسكريه وعلي مساحات واسعه في سوريا والعراق بشكل فاجا الكثيرين. والسؤال عن سر قوه داعش بات ملحا، وهل هناك من يستطيع لجمه ووقف تقدمه؟

من خلال الانتصارات الميدانيه الكبيره التي يحققها تنظيم داعش في سوريا والعراق يتضح ان لديه خططا واستراتيجيات محدده ومدروسه وانه لا يتحرك بشكل عشوائي، وانما بداريه ومعرفه جيده بالاوضاع الميدانيه والسياسيه. في هذا السياق يقول الكاتب والمحلل السياسي العراقي وليد الزبيدي ان لدي التنظيم قيادات في الجانب الاستراتيجي، وخاصه ما يتعلق بالخطط العسكريه والحرب الاعلاميه، وحتي في مجال "الجغرافيه والاماكن التي يمكن ان يتحرك فيها هذا التنظيم والاهداف المؤذيه للخصم سواء في سوريا او العراق، "حيث لديه خطه للتمدد علي الارض او الجغرافيه الواحده واتضح هذا بعد العاشر من حزيران/ يونيو وما اطلق عليه استراتيجيه هدم الحدود بين العراق وسوريا، وتحديدا في منطقه الموصل، والتمدد باتجاه الرقه وحلب ودير الزور". وما يعزز قوه داعش في هذا المجال العسكري والميداني هو سيطرته علي المعدات والاليات والاسلحه الثقيله والمتطوره التي خلفها الجيش العراقي بعد تركه لمواقعه وكذلك ما سيطر عليه التنظيم من مواقع الجيش السوري وخاصه الفرقه 17 التي فرض سيطرته عليها بالقرب من الرقه والتي تعتبر من اكبر واهم واقوي المواقع العسكريه الاستراتيجيه للجيش السوري في شمالي البلاد، حسب راي الزبيدي. ويضيف الزبيدي في حواره مع DWعربيه، ان استخدام داعش لهذه الاسلحه بسرعه في عملياته ومعاركه اللاحقه يدل علي ان "هناك تدريبا وتخطيطا وان الامر لا يقتصر علي الجانب العفوي".

لكن قوه داعش لا تقتصر علي الجانب العسكري والتخطيط الاستراتيجي فقط، وانما تشمل الجانب التنظيمي والاعلامي ايضا بالاضافه الي القوه العقائديه التي يحملها اعضاء التنظيم ومقاتلوه، وفي هذا السياق يقول الكاتب الاردني حسن ابو هنيه الباحث في شؤون التنظيمات الاسلاميه، ان تنظيم داعش هو "اكثر التنظيمات الراديكاليه تماسكا علي الصعيد الايديولوجي والتنظيمي". ويضيف ابو هنيه في حواره مع DWعربيه بان داعش "استثمر حاله الغضب والبيئه الحاضنه بعد ثورات الربيع العربي وبدء الاحتجاجات سواء في سوريا او العراق. وتمكن بحكم تماسكه وثوابته من استقطاب عدد كبير من المقاتلين"، سواء من ابناء العراق وسوريا او حتي من الدول العربيه والاجنبيه. وحسب راي ابو هنيه فان قوه التنظيم الاساسيه تكمن في "الايدولوجيا المتماسكه والهيكل التنظيمي الصلب والسيطره الميدانيه والمقاتلين الاجانب، فضلا عن التاريخ والخبره الميدانيه الواسعه للتنظيم".

يحاول تنظيم داعش اقدامه في المناطق التي يسيطر عليها

الصوره التي يظهر بها داعش والاستراتيجيه التي ينفذها ويخطط وفقها، تشير الي ان اعضاء التنظيم ليسوا مجرد مقاتلين متطوعين، وانما هناك ضباط مدربون ومحترفون التحقوا بصفوفه. وهذا ما يؤكده ابو هنيه بقوله "ان معظم القيادات الحاليه للتنظيم قد تم تكوينها في السجون مثل ابو عبد الرحمن البيلاوي، مهندس عمليه دخول الموصل والمسؤول العسكري الذي قتل مؤخرا، وكذلك ابو علي الانباري المسؤول الشرعي والامني وابو مهند السويداوي او ابو امل العراقي مسؤول التنظيم في سوريا. وغيرهم". ويرجع ابو هنيه التحاق هؤلاء بصفوف داعش الي العمليه السياسيه التي "بنيت علي اساس اثني وطائفي ومذهبي، ادي الي جمله تحولات اهمها علي الصعيد السياسي، حيث كانت هناك قوانين عملت علي ما يسمي اجتثاث البعث ومن ثم العداله والنزاهه وكذلك قانون الارهاب". وهذا كله ادي الي استبعاد الكثيرين من المسؤولين العسكريين والضباط الكبار السابقين ووضعهم في السجون، حيث تم تكوين معظم القيادات الحاليه لتنظيم داعش الذي استفاد من خبراتهم ومهاراتهم وتسخيرها في عملياته.

الزبيدي ايضا في حواره مع DWعربيه لا يستبعد انضمام ضباط سابقين في الجيش العراق ابان حكم صدام حسين، الي تنظيم داعش نتيجه ما تعرضوا له من "اقصاء واعتقال وتعذيب شديد في السجون وفي المنطقه الخضراء". ولكنه لا يتفق مع من يقول بان هناك قوي اخري قد انضمت الي داعش وتقاتل في صفوفه قوات الحكومة العراقية او قوات الاسد مستخدمه التنظيم ستارا لها، والسبب في ذلك حسب رايه هو الاختلاف العقائدي، حيث ان "عقيده داعش لا تلتقي مع عقيده الاطراف الاخري" ويعيد تطور وتوسع التنظيم بهذه السرعه الي "سلوكيات الحكومه العراقيه وممارساتها الخاطئه، وهو ما استفاد منه التنظيم بشكل دقيق وذكي". ويضيف الزبيدي بان التنظيم استطاع بناء قوه استخباريه تتفوق في مهارتها استخبارات الحكومه العراقيه في المدن والمناطق التي يسيطر عليها. وفي هذا السياق يشير الي كشف داعش لمخطط حكومي يهدف الي تشكيل صحوات جديده يمكن ان تتصدي لداعش كما تصدت سابقا لتنظيم القاعدة وابو مصعب الزرقاوي، حيث "استطاع التنظيم خلال ايام ان يكشف المخطط ويرصد من يقف ورائه وكان رده قاسيا جدا، حيث فجر 258 منزلا لضباط ومواطنين انخرطوا في هذه الصحوات الجديده، واصدر تصريحا حذر فيه كل من يحاول ان يتصدي للتنظيم".

قوات البيشمركه تتصدي لوات داعش وتمنع تقدمها باتجاه المناطق الكرديه

مع تنامي قوه تنظيم داعش العسكريه والتنظيميه والاجتماعيه وتوسيع نفوذه والمناطق التي يسيطر عليها سواء في العراق او سوريا، بات يشكل تهديدا للقوي المحليه والاقليميه والدوليه، حيث التحق الاف المقاتلين الاجانب بصفوفه الذين يعود بعضهم الي بلاده وقد اكتسب تدريبا وخبره عمليه واستعدادا نفسيا وعقائديا لاستخدام العنف في بلاده. وهذا ما دفع الي دق ناقوس الخطر والتحذير من خطر داعش الذي لم يعد يقتصر علي سوريا والعراق، حيث يقاتل الان، وانما يمتد خطره الي امريكا والدول الاوروبيه ايضا والتي تدعو الي التصدي للتنظيم. ولكن هل هناك فعلا قوي داخليه او اقليميه او اراده واستراتيجيه دوليه للتصدي للتنظيم وخطره الداهم؟ عن ذلك يجيب الباحث في شؤون التنظيمات الاسلاميه حسن ابو هنيه، بانه في ظل استمرار الازمه السوريه والتدهور في العراق وعدم وجود "استراتيجيه واضحه لاعاده بناء العمليه السياسيه، سواء في سوريا او العراق، يبدو انه ليس هناك جهه اقليميه او دوليه راغبه في التورط في المستنقع السوري والعراقي". ويضيف بانه في ظل غياب استراتيجيه دوليه واقليميه واضحه للتصدي للتنظيم، فانه سيستمر في التنامي. ويشير ابو هنيه الي ان الاخطر من ذلك هو انتشار نموذج داعش الذي "لا يتوسع جغرافيا فقط في المنطقه الممتده من العراق الي سوريا ولبنان، وانما يتوسع وينتشر في اماكن عديده اخري".

اما بالنسبه للاكراد الذين يتصدون لتنظيم داعش ويمنعونه من التقدم باتجاه مناطقهم سواء في سوريا او العراق، فيقول المحلل السياسي العراقي وليد الزبيدي انهم لا يريدون الدخول في صراع ومعارك مع داعش وان "قوات البيشمركه مدربه علي اساس الدفاع عن مناطقها. والقيادات الكرديه تريد المحافظه علي ما حققته من بناء وامن. وبالتالي فان الاستراتيجيه الكرديه تقوم علي عدم التصادم (مع داعش)".

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل