قصة عمار بن ياسر ..ولماذا قال الرسول'صبرا آل ياسر إن موعدكم الجنة'

عمار بن ياسر وعن اله الذين قال لهم رسول الله صلي الله عليه وسلم :((صبراً ال ياسر, فان موعدكم الجنه)). وامه هي اول شهيده في الاسلام. ال ياسر هم الذين عُذِّبوا في الله. تبدا القصه حين قدم من اليمن الي مكة المكرمة ياسر والد عمار وكان معه اخواه الحارث ومالك, وكانوا يبحثون عن اخ لهم, فلما لم يعثروا عليه عاد الحارث ومالك, وبقي ياسر. وفي هذه البقعه الطاهره احس بالسكينه والراحه, فقرر ان يكون مقامه بها, والتقي عمار برجل صالح طيب يسمي ابو حذيفة بن المغيره, فكفله هذا الرجل الطيب واحب ياسراً لكريم خصاله وزوجه من امه"جاريه" عنده طيبه المنبت تدعي "سميه" فولدت لياسر عماراً, واعتقه ابو حذيفه, ثم مات ابو حذيفه.

وتمر الايام ويكبر عمار. ويسمع عن الدين العظيم دين الحق دين الاسلام, وعن الرسول الكريم الذي حمل الرساله, فاسرع الي دار ابن ابي الارقم ليعلن اسلامه ويلتقي بمحمد صلي الله عليه وسلم, وبعد ان شرح الله صدره بالايمان والاسلام عاد يحث الخطي الي والده ياسر, ووالدته سميه . . . ودعاها الي دين الاسلام, فاسلما لله رب العالمين. ولما علمت بنو مخزوم باسلامهم, وكان عمار مولي بني مخزوم وامه سميه مولاه بني مخزوم اذاقوهم صنوف العذاب. كانوا يسحبونهم في الشمس المحرقه, ويلبسونهم درعا من حديد, ويمنعون عنهم الماء, ويعذبونهم عذاباً شديداً. وفي كل يوم تتجدد رحلتهم مع العذاب القاسي, وذات يوم مر عليهم رسول الله صلي الله عليه وسلم فقال لهم:((ابشروا ال ياسر فان موعدكم الجنه)). هؤلاء هم المسلمون الاوائل الذين نكل بهم وراوا صنوفاً من العذاب. قام ابا جهل بقتل سميه ام عمار بطريقه وحشيه فكانت اول شهيده في الاسلام, كذلك استشهد والد عمار "ياسر" من قسوه التعذيب. وظل الكفار يعذبون عماراً حتي اضطروه ان يذكر الهتهم بخير ويذكر محمداً صلي الله عليه وسلم بسوء, وذهب عمار الي رسول الله وهو حزين يشتكي اليه ما حدث وهو خائف ان يكون اسلامه قد مس بما قال, فقال له رسول الرحمه:((اليس قلبك مطمئن بالايمان؟)). قال عمار:((بلي, يا رسول الله)) فقال صلي الله عليه وسلم :((فان عادوا فعد)). قيل ان الايه الجليله نزلت في عمار بن ياسر.

(الا من اكره وقلبه مطمئن بالايمان) [ النحل : 106]

وظل هذا العذاب بعمار حتي اذن الله لهم بالهجره. هاجر عمار فاراً بدينه الي المدينه المنوره, والتف الانصار حول المهاجرين فانسوهم ما لا قوه من العذاب في دين الله , ثم اذن الله لرسوله الكريم بالهجره الي المدينه,واصبح عمار ملازما للرسول صلي الله عليه وسلم . قال رسول الله صلي الله عليه وسلم :((ان الجنه لتشتاق الي ثلاثه, علي وعمار وسليمان)). سئل عمار يوماً عن الايمان؟ فقال:((مِن كمال ايمان المرء الانفاق من الاقتار-من الفقر والحاجه والقله- والانصاف من نفسك, وبذل السلام للعالم)). "رواه البخاري واحمد"

اشترك عمار في غزوه بدر, وشارك في كل الغزوات حتي انتقل رسول الله صلي الله عليه وسلم الي الرفيق الاعلي, وكانت حرب الرده. وفي يوم اليمامه كان يقول للمسلمين:((امن الجنه تفرون؟, انا عمار بن ياسر هلموا اليَّ)) وهو يقاتل.

وفي خلافه عمر رضي الله عنه, ارسل عمار بن ياسر اميراً الي اهل الكوفه, وابن مسعود معلماً ووزيراً, وكتب لهم كتاباً قال فيه:((انهما من أصحاب رسول الله صلي الله عليه وسلم , من اهل بدر فاسمعوا لهما واطيعوا واقتدوا بهما))