مائة عام على الحرب العالمية الأولى.. الأكثر خطورة في تاريخ الإنسانية.. وكتبت نهاية عهد الامبراطوريات الكبرى

تاريخ العالم الحديث وبلوره فكره الدوله الوطنيه بدا مع نهايه الحرب اختفاء ثلاث من الامبراطوريات الكبري ابرزها العثمانيه والروسيه الرئيس الأمريكي تراجع عن وعوده بمساعده المستعمرات في الاستقلال ثوره 1919 اندلعت بعد تخلي بريطانيا عن التزامها بمنح مصر الاستقلال مقابل خدماتها بالحرب

قبل مائه عام كامله، وفي مثل هذا اليوم 28 يوليو 1914، اندلعت المواجهات الاولي في الحرب العالميه الأولى، بعد اغتيال ولي عهد النمسا الارشدوق فرانز في مدينه سراييفو عاصمه النمسا علي يد احد المتطرفين الصرب.

وتركت الحرب بصمات غائره علي التاريخ، واثارها لا تزال قائمه حتي الان، خاصه ان معظم الدول القوميه في اسيا واوربا تعد بمثابه نتائج مباشره لهذه الحرب، ومن ابرز تلك الدول رومانيا وبلغاريا ويوغوسلافيا واليونان وغيرها، فقد كانت مجرد اقاليم تابعه للدوله العثمانيه او ولايات خاضعه للامبراطوريه النمساويه المجريه او الروسيه، وفي اسيا ظهرت جمهوريات ارمينيا وجورجيا واذربيجان، فضلا عن جمهوريه مهاباد الكرديه، والدول العربية في غرب اسيا مثل لبنان وسوريا وفلسطين والاردن، تعتبر من الثمار التي افرزتها تلك الحرب، نتيجه اتفاق "سايكس بيكو" بين انجلترا وفرنسا لتقاسم مناطق النفوذ العثمانيه بعد نهايه الحرب.

وقد تمكنت المخابرات البريطانيه من دفع شريف مكه حسين بن علي الي التمرد علي الدولة العثمانية، في مقابل الترويج لوهم اقامه دولة عربية كبري، يمكن ان يحكمها الشريف الطامع.

وكانت الثورة المصرية العظيمه عام 1919، من بين التداعيات التي اسفرت عنها الحرب العالميه الاولي، بعد ان وعدت بريطانيا بمنح مصر استقلالا كاملا في مقابل التضحيات التي تكبدها الشعب المصري اثناء الحرب، حيث استولت السلطات الاستعماريه علي مقدرات الاقتصاد المصري طوال السنوات الاربع التي استغرقتها الحرب، بالاضافه الي عشرات الالوف الذين خدموا في الصفوف الخلفيه لقوات الحلفاء في غرب اسيا والجبهات الاوروبيه.

وفور انتهاء العمليات العسكريه في نوفمبر من عام 1918، توجه سعد زغلول واثنان من رفاقه الي دار المندوب السامي البريطاني لمطالبه بريطانيا بالوفاء بالوعود التي قدمتها لمصر، ولكن تعللت السلطه الاستعماريه بان زغلول ورفيقيه لا يمثلان الشعب المصري بصوره رسميه، ولذا انطلقت حركه جمع التوكيلات للوفد، ولم يجد الشعب المصري مفرا من الثوره بعد مماطله بريطانيا في تنفيذ التعهدات السابقه، وبالرغم من السماح للوفد بطرح مطالب مصر علي مؤتمر الصلح الذي انعقد في باريس، الا ان الرئيس الامريكي ورودو ويلسون تنكر للمبادئ الاربعه التي وعد بان تشكل اساس السياسه العالميه خلال فتره ما بعد الحرب، ومنها حق شعوب المستعمرات في تقرير مصيرها، ومن ثم الحصول علي الاستقلال بعيدا عن هيمنه قوي الاستعمار الاوروبي القديم.

وادت الحرب العالميه الاولي الي ادخال تغييرات بالغه العمق في تاريخ العالم، فقد اختفت امبراطوريات سابقه مثل الدوله العثمانيه والامبراطوريه المجريه النمساويه التي حكمت مناطق شاسعه من وسط القاره الاوروبيه، فضلا عن تلاشي الامبراطورية الروسية التي حكمتها اسره رومانوف، قبل ان تطيح بها ثوره اكتوبر الشيوعيه التي قادها لينين ورفاقه من البلاشفه، وبتحريض مباشر من المخابرات الالمانيه، التي كانت تسعي الي اخراج روسيا القيصريه من الحرب، ومن ثم تجريد الحلفاء من القوه البشريه التي تتمتع بها روسيا.