المحتوى الرئيسى

ماؤه لا يتغير طعمه أو لونه أو رائحته.. بئر زمزم نظفت مرتين والتحاليل تؤكد غناه بالأملاح النافعة والمفيدة

07/26 19:10

- بئر زمزم تصل مياهها من صخور قاعيه عبر ثلاثه تصدعات صخريه تمتد من الكعبة المشرفة والصفا والمروه

- الماء يفيض منه منذ الاف السنين دون ان يجف البئر او ينقص حجم المياه

- اهم ثلاث محطات في تاريخ بئر زمزم

زمزم، بئر وماء وتاريخ واعجاز للخالق يتجلي في الحرم المكي، و قصه عظيمه يرويها التاريخ باحرف من نور وضياء. في منبعه الاساسي سر غامض يعتبره علماء الجيولوجيا كنزا كبيرا ربما يستحيل كشف رموزه الي ان تقوم الساعه، فما من ماء يصل الي هذا النبع حتي يكتسب خواص ماء زمزم، نقاءه وطهارته. هذه النتيجه ليست نظريه او غيبيه او منقوله من بطون الكتب القديمه، لكنها خلاصه ابحاث علميه شملت البئر وماءه ودرجه نقائه، وشملت مياه ابار اخري قريبه جدا منه، وجد انها لا تتمتع بنفس الخواص.

يفيض الماء منه منذ الاف السنين دون ان يجف البئر او ينقص حجم المياه فيه، وكانت مفاجاه مدهشه للعلماء اثناء توسعه الحرم المكي وتشغيل مضخات ضخمه لشفط المياه من بئر زمزم حتي يمكن وضع الاساسات، ان غزاره المياه المسحوبه قابلها فيضان مستمر في الماء، يفور ويمور كانه امواج البحر.

بئر زمزم مكانه شرق الكعبه المشرفه في بيت الله الحرام في مكه المكرمه حيث اقدس مكان علي وجه الارض في الجهه الغربيه من المملكه العربيه السعوديه وتقول المصادر التاريخيه ان بئر زمزم يستعمل في السقايه منذ اربعه الاف سنه، تصل بئر زمزم مياهها من صخور قاعيه عبر ثلاثه تصدعات صخريه تمتد من الكعبه المشرفه والصفا والمروه وتلتقي في البئر وتبعد الصخور القاعيه 20 متراً شرق الكعبه بعمق 40 متراً والتي تغذي بئر زمزم بالمياه امداداتها من الجبال الموجوده في الناحيه الشرقيه وتتصل منطقه التعويض هذه بمنطقه البئر عبر مجموعه من التصدعات وتتصل مدينه مكه المكرمه منطقه الاوديه ومناطق النتوءات الصخريه ويوجد اتصال نشط بين البيئه السطحيه والبيئه السفليه المتحلله عبر التصدعات هناك صعوبات في تصريف المياه الجوفيه في مناطق الصخور الصدعيه.

في تاريخ بئر زمزم مجموعه من المحطات المهمه التي تطورت فيها، الا ان ابرزها ثلاث، اولها في العام 1383 هـ، عندما انتهت مرحله استخدام الدلاء نهائيا لانتشال الماء من البئر واستبدلت بالصنابير، بعدما امر الملك سعود رحمه الله بتوسيع المطاف، فخفضت فوهه البئر اسفل المطاف في قبو عمقه (2.7) م، يتم النـزول اليه بدرج ينقسم الي قسمين: احدهما للرجال، والاخر للنساء، وتم تطوير البئر الي ابدع ما يكون.

والمحطه الثانيه، كانت في العام 1399هـ عندما صدر امر الملك خالد رحمه الله بتنظيف بئر زمزم علي احدث الطرق واتم وجه بواسطه غواصين متمرسين، وكان هذا العمل من اعظم اعمال التنظيف في تاريخ بئر زمزم، ونتج عنه ان فاضت البئر بماء اغزر مما كان بكثير.

والمحطه الثالثه، كانت في مطلع العام 1400 م، وهي محطه التنظيف الثاني للبئر. وعن المحطتين الاخيرتين تحدث الدكتور المهندس يحيي كوشك في حوار سابق لصحيفه عكاظ ، انه جري تنظيف البئر مرتين في عصرنا الحاضر واتيحت لي فرصه المشاركه في المرتين، مشيرا الي ان بئر زمزم ليست كغيرها من الابار التي يمكن وقف استعمالها لفتره لتنظيفها.

وعن المره الاولي، قال" بدانا بقياس عمق البئر من عده اتجاهات وكان العمق يتراوح بين 19.20 مترا و 19.80 مترا، ثم قمنا بوضع ثقل بطرف حبل سميك وانزاله راسيا في البئر لارشاد الغواصين اللذين ارتديا ثياب الغوص كامله، حيث نزلا البئر وهما يحملان الكشافات وبعدما مكثا في الداخل نصف ساعه قدما تصوراً لداخل البئر، وافادا ان البئر مليسه من الداخل بعمق تسعه امتار، وتوجد فتحتان تحت منسوب التلييس لم يستطيعا تحديد اتجاهاتهما وذلك لتوقف البوصله، والبوصله سليمه وتم توجيههما الي استكشاف قاع البئر، فغاصا ثانيه وعادا وافادا ان هناك كميات كبيره من المواسير الحديديه والسطول واوعيه من الصفيح وكان هذا سبب عدم اشتغال البوصله".

واضاف "اثناء عمليه الاستكشاف التمهيديه للبئر برزت بعض الصعوبات الفنيه، فقد كان الغواصان يستخدمان اثناء عمليه الاستكشاف اسطوانات الهواء المضغوط للتنفس في الماء وكانت كميه الهواء داخل الاسطوانه تكفي لحوالي ثلث ساعه واكبر اسطوانه تكفي لمده نصف ساعه، ومن المعروف ان الغواص عندما ينزل في الماء ينزل ببطء شديد ويخرج ببطء شديد وتستغرق عمليه الهبوط والصعود بين 10 و15 دقيقه، لذلك لم يكن الغواص يستطيع البقاء في قاع البئر اكثر من عشر دقائق نظراً لقرب انتهاء اسطوانه الهواء المضغوط، وكان لابد من ايجاد وسيله لتزويد الغواص بالهواء بصفه مستمره، وراينا الاستعانه بمضخات الهواء (الكومبرسور) لضخ الهواء للغواصين وهما يعملان داخل البئر".

وتابع ان المشكله الاخري تمثلت في نقل المخلفات والطمي من داخل البئر الي خارجه ولذلك استعنا ببرميل من البلاستيك وكان لابد من ايجاد وسيله للاتصال بالغواص تحت الماء، وقد اشتريت اجهزه للتهويه هي قناع يرتديه الغواص يمكن توصيله بخرطوم الهواء وفيه سماعات. وقال «واجهنا مشكله اخري وهي كيف يتغلب الغواص علي الحرقان الذي كان يحدث في حنجرته، نتيجه لعدم وجود الزيت المطلوب للكومبرسور، وقد اتضح انه اذا شرب الحليب قبل نزوله الي البئر لن يشعر بالحرقان». واضاف انه رغم هذه الصعوبات، تمكنا من رسم قطاع للبئر وتحديد اتجاهات المنابع الرئيسيه وحصر جميع المخلفات التي كانت فيه ووضعها في متحف خاص ببئر زمزم داخل بدروم الحرم.

أهم أخبار حوادث

Comments

عاجل