المحتوى الرئيسى

مصطفى الفقى: أرفض إقصاء خبرات «الإخوان» و«الوطنى».. و«السيسى» لا يريد برلماناً مشاكساً

07/25 14:56

ظهر مجدداً علي الساحه السياسيه، ليلفت الانظار ويثير التساؤلات عن اسباب انضمامه لحزب الوفد، في هذه المرحله تحديداً، انه الدكتور مصطفى الفقي، رئيس لجنه العلاقات الخارجيه بمجلس الشعب الاسبق، وسكرتير معلومات «مبارك» في الثمانينات، الذي اكد ان انضمامه لحزب الوفد، في هذه المرحله تحديداً، ياتي لتحرره من الحسابات. وكشف «الفقي» عن علاقته بالرئيس عبدالفتاح السيسي، التي وصفها بالطيبه، معرباً عن تفاؤله الحذر تجاه مستقبل مصر.

■ لماذا اخترت هذا التوقيت تحديداً للانضمام لحزب الوفد، وكان هناك مزيد من الفرص بعد ثورة يناير؟

- لم تكن الفرصه متاحه بعد ثوره يناير؛ لاننا كنا في حاله دهشه، وكانت هناك حاله من الغموض، والتوجهات غير واضحه، والبوصله غامضه، والوطن ينتقل نقله نوعيه كبيره، ولا احد يعرف ماذا يدور، ثم اننا كنا موصومين باننا الاعضاء السابقون للحزب الوطني، ولم يكن هناك ترحيب كبير، ربما اكون شخصيه مختلفه؛ لان لي وضعاً خاصاً، باعتباري كاتباً وسياسياً ومثقفاً، ومع ذلك جاءت الفرصه. وانا اريد الانضمام حتي من قبل 25 يناير، وتقدمت للحزب الوطني برغبتي في الالتحاق بحزب الوفد، ورد عليّ احمد عز، امين التنظيم حينها، بان الامر مستحيل، وسوف يكون ضدي، خصوصاً انني رئيس لجنه، واستطرد مازحاً: «من يفكر في ذلك يخسر كثيراً»، فعدلت عن الفكره؛ لاني لم اكن «عنتر شايل سيفه»، كنت انساناً عادياً، يقيم الحسابات والتنازلات. والان، انا في مرحله من العمر لا تسمح لي باعطاء تنازلات او اتخاذ حسابات، يجب ان افعل ما اقتنع به؛ لذلك وجدت ان قناعاتي الحقيقيه تاريخياً مع «الوفد»؛ فانا نشات في اسره وفديه، جدي للام والاب احد زعماء الوفد وعضو الهيئه العليا فيه عن محافظه البحيره، وثانياً: انا دراستي عن مكرم عبيد باشا، سكرتير عام حزب الوفد. ان «الوفد» يستهويني تاريخياً، والفتره من 19 لـ52 تشدني دائماً؛ لذلك كان طبيعياً ان افكر الان في الانضمام للحزب، لكن ليس لديّ اجنده او رغبه في مناصب ولا اتطلع لشيء. اريد ان اتوافق مع نفسي فكرياً وسياسياً، وكانت لديّ مشكله دائمه، هي الصدام بين 23 يوليو، التي احترمها واومن بكثير من انجازاتها، واعترف ايضاً بكثير من اخطائها، وبين حزب الوفد، ووجدت ان الزمن كفيل، بعد اكثر من 60 عاماً، ان يداوي هذه الجراح، ويجعل هناك قبولاً متبادلاً بين الطرفين.

■ قلت: ان تاريخ حزب الوفد في الفتره من 1919 الي 1952 يستهويك، هل تري ان «الوفد» الان مثل «وفد سعد زغلول»؟

- لا، يجب ان يعود «الوفد» لرونقه، وهذا ما نريد ان نسعي اليه، لست وحدي، ادعو كثيراً من المثقفين المحترمين، اصحاب الرؤي البعيده، الذين درسوا تاريخ مصر جيداً، ان ينضموا لحزب الوفد، لتعزيزه، خصوصاً ان رئيس «الوفد» يرحب بذلك، ورحب بي ترحيباً كريماً وواضحاً.

■ ما رايك في اداء الاحزاب السياسيه الموجوده في المشهد السياسي؟

- احزاب ضعيفه، معظمها نشا «نشوءاً فوقياً» علي الورق فقط، انما حزب الوفد قيمته التاريخيه انه نشا من اسفل لاعلي.

■ «فوقي» تعني انها جاءت من الرئيس الحاكم؟

- اقصد بها مجموعه من الاشخاص يجتمعون، ويقررون ان هناك حزباً ما ويختارون اسمه، ويدعون الناس للانضمام اليه، لكن لم ياتِ بتلقائيه جماهيريه مثلما حدث مع حزب الوفد.

■ ما دورك السياسي في المرحله المقبله؟

- دوري السياسي لم ينقطع علي الاطلاق، اعتبر دوري فكرياً وتنويرياً، واسعي دائماً لاقول ما اومن به واوضح الحقائق واتحدث عن المسكوت عنه.. تلك صفات التزمت بها في عهد «مبارك»، ودفعت ثمنها باهظاً، وجري منعي عن الكتابه عاماً ونصف العام في «الاهرام» عامي 2009 و2010، نتيجه مقالات وتوجهات، لم يكن يرضي عنها الرئيس الاسبق «مبارك»، وتوجهات لم يكن يرحب بها.

■ هل ستشارك في انتخابات البرلمان المقبله؟

- ما زلت في مرحله استكشاف، نريد ان نعرف كيف ستتشكل القائمه، وكيف تكون المقاعد الفرديه، وصعب عليَّ في هذه السن ان اقتحم دائره في مقعد فردي، تحتاج مجهوداً كبيراً، لا اقدر عليه.

■ تفضل ان تخوض الانتخابات ضمن قائمه؟

- نعم، اذا تضمنتني قائمه، ارضي عنها، وعن الموجودين فيها، ساخوض الانتخابات، ولن اقول لا، من اجل خدمه بلادي، لكن لن اتطلع لمناصب داخل المجلس، لقد كنت لمده 10 سنوات رئيس لجنه العلاقات الخارجيه.

■ تردد انك ستكون مستشاراً سياسياً للرئيس السيسي، وعضواً في الفريق الرئاسي له، خصوصاً انك من اكثر المترددين علي القصر!

- لم اذهب الي القصر الرئاسي في عصر الرئيس السيسي ابداً، واخر مره تقابلت معه كان يوم تنصيبه، ولم يفاتحنا احد في شيء، وما يقال هو ترديدات لما يريده الناس، وليس لما يسعي اليه الرئيس، ومع ذلك نحن جميعاً في خدمه الرئيس بغض النظر عن المواقع، الوظائف الاستشاريه لا تحتاج ان يكون الانسان قريباً من الرئيس، يمكن ان يكون مستشاراً عن بُعد، ومع ذلك لم يطلب الرئيس مني ذلك.

■ الم يتحدث معك احد المقربين له عن ذلك ولو بالتلميح؟

- لم يتناقش معي احد، ولكن تربطني بالرئيس صله طيبه، منذ ان كان ضابطاً في القوات المسلحه ومديراً للمخابرات الحربيه، واستقبلني عده مرات حين كان وزيراً للدفاع، وحضرت اجتماعاً في حملته الانتخابيه، وكرمني كثيراً امام الناس، وارجو له التوفيق. وارجو ان يكون في مصر الان ما يدعو للتفاؤل؛ لاننا لاول مره في تاريخنا الحديث اصبح لنا راس دوله ولنا دستور ونتجه لاعداد البرلمان، اعتقد ان الامور تتجه للافضل، علي الرغم من كل التفاؤل الحذر الذي نشعر به.

■ تقول انك قابلت الرئيس حين كان وزيراً للدفاع وفي حملته الانتخابيه، فيمَ كان يستعين بك؟

- مره طلبت مقابلته، فاستقبلني في نفس اليوم، حين جري تعيينه وزيراً للدفاع اتصلت به، ولم يكن موجوداً فتفضل واتصل بي مباشره، وحضرت معه اكثر من مناسبه عسكريه، اذكر منها يوم التفتيش علي الفرقه التاسعه، كان يوماً مجيداً في تاريخنا، اقتنعت فيه ان لدينا جيشاً قوياً يدعونا للثقه، وامنت انه لا يوجد شيء يهز مصر، ما دامت بها مؤسسه عسكريه قويه، وهذا هو الفارق بيننا وبين العراق ولبنان وغيرهما من الدول التي اهتزت؛ لذلك المؤسسه العسكريه مستهدفه؛ لان النيل من المؤسسه العسكريه المصريه يعني اسقاط الوطن.

■ في اي الامور كنتما تتناقشان ويطلب رايك؟

- لا استطيع التحدث في ذلك، لكن بشكل عام كنا نتحدث عن مستقبل مصر وعن موقعها الان وعن علاقاتنا بدول الخليج.

■ لك مقوله شهيره تقول: «رئيس مصر لا بد ان توافق عليه واشنطن وتل ابيب»، فهل هناك موافقة علي الرئيس السيسي؟

- كان هذا في عهد «مبارك»، حين كانت تلوح في الافق مظاهر التوريث، وكنت اعلم ان جزءاً كبيراً من انبطاحنا امام الولايات المتحده الامريكيه واسرائيل هو تمرير مشروع التوريث؛ لذلك قلت وقتها ذلك، باستثناء الرئيس السيسي والرئيس جمال عبدالناصر؛ فهما الوحيدان اللذان جاءا علي غير رغبه الولايات المتحده الامريكيه في سياساتها. واذكر ان الرئيس الاخواني محمد مرسي والجماعه جاءا برضا ومباركه من امريكا واسرائيل، ومن الجدير بالذكر ان سنه حكم الاخوان لمصر كانت من اهدا السنوات علي الاطلاق في الجبهه الاسرائيليه، وانا لست من قال ذلك، بل نتنياهو، رئيس وزراء اسرائيل، فعل، وقال يوم اقصاء «مرسي»: «يا الهي، لقد كانت من اهدا السنوات منذ الاستقلال»، اي منذ 48.

■ كيف تري تعاملاته مع رجال الاعمال؟

■ هل تعتقد انه ضد رجال الاعمال، كما يري بعضهم في بعض قراراته؟

- لن يكون ضد رجال الاعمال، لكنه يطلب منهم معاونته، وحين اكتشف ان صندوق «تحيا مصر» كان ضعيفاً في الاسابيع الماضيه، وجَّه لهم نقداً ملموساً في خطابه، وقال: لم اكن اتوقع ذلك، واريدكم ان تساهموا، ولن احصل علي اموالكم قسراً، وارجو ان تاتي الاموال طواعيه. وهذا ذكاء منه، فيستعمل كما يقال «ذهب المعز وسيفه»، فيستخدم الترغيب والتشدد المحسوب في هذا السياق، واظن من خلال معرفتي ان اجتماعاته برجال الاعمال كانت قويه وصريحه للغايه.

■ هل علاقه «مبارك» برجال الاعمال تختلف عن علاقه «السيسي» بهم؟

- لم تكن علاقه «مبارك» برجال الاعمال مباشره، الا في مجرد افتتاح بعض المشروعات او حضور بعض الاجتماعات المحدوده، الذي كان علي صله بهم اكثر هو ابنه جمال، خصوصاً مع جيل الشباب. «مبارك» كان يقتنع ان رجال الاعمال هم الذين يمكن ان يبنوا مصر، وكان يعتقد ان حصولهم علي امتيازات لمصلحه مصر، ولم يكن هذا دقيقاً؛ لانه جري تجريف الثروه المصريه، وفي مقدمتها الاراضي المصريه، علي نحو غير مسبوق في تاريخنا.

■ وهل يختلف «السيسي» عنه في ذلك؟

- «السيسي» ابن بلد اكثر منه، ابن الجماليه، دخل محل ابيه وراه، ويعرف فنون التفاوض، وكيف يحصل علي ما يريد، ومدرب في الحياه، لكن حسني مبارك كان ضابطاً فقط، لم يكن مهتماً بالتعامل السياسي واسلوب الاحتكاك بالبشر، عاش طيله حياته في المعسكرات والتشكيلات الجويه.

■ كيف يتعامل «السيسي» مع الاحزاب، خصوصاً انه قال لرؤساء الاحزاب في احد الاجتماعات، انه يتمني ان يكون هناك في مصر حزبان او 3 فقط اقوياء، تري انه سيعطي الفرصه لوجود برلمان قوي؟

- من مصلحته ان يكون هناك برلمان واعٍ ومسئول، لان البرلمان المقبل امامه تحديات غير مسبوقه في تاريخنا، امامه غابه من التشريعات، عليه ان يترجم الدستور الجديد الي قوانين جديده، ويعدل القوانين القديمه، ويقدم المشروعات المتصله بالقوانين المكمله للدستور، وهي بلا حدود، وبالتالي هو في حاجه لبرلمان قوي بمعني ان تكون فيه عناصر خبيره ومثقفه، ورجال قانون، ومتخصصون في كل شيء، ولكن لا يعني هذا انه يريد برلماناً مشاكساً، خصوصاً ان صلاحياته وفقاً للدستور ليست كبيره، ولذلك لا يريد ان يقع في مثل هذا.

■ قلت انه لا يريد برلماناً مشاكساً؟

- اذا كان هناك برلمان يعترض علي كل ما يفعله الرئيس، ويعطل قراراته، والرئيس صلاحياته في الدستور الجديد اقل من ذي قبل، سنكون امام ازمه اخري، ستؤدي مثلما ينص الدستور علي سحب الثقه من حكومات معينه، واذا سحبت الثقه اكثر من مره، للرئيس ان ياتي للشعب في استفتاء ليحل البرلمان. نحن لا نريد ان نصل لهذه الاختناقات، عملنا 6 انتخابات واستفتاءات في السنوات الثلاث الاخيره، كل منها تكلف مليار جنيه.

■ هذه هي الاسباب التي تدفعه للمحاوله لان يكون البرلمان غير مشاكس؟

- يسعي ان يكون هناك برلمان متفهم لظروف البلاد، ولا تتسرب فيه عناصر معاديه لـ30 يونيو، ولا 25 يناير، لان العناصر المعاديه للثورتين، ستعطل البرلمان، وتعطل عمل الرئيس بالتالي.

■ كيف تري سعيه لذلك، كيف يفعله؟

- هو يترك الامور، لمن يفعلها الان، يترك عمرو موسي يقود مجموعه، وحمدين صباحي يقود مجموعه اخري، والشارع «بيغلي بتيارات سياسيه»، وهذه ظاهره صحيه وحيويه، ان يكون هناك اهتمام بالبرلمان المقبل، وهذا لم يحدث من قبل، ويعطي احساساً بان مناخ الحريه يتزايد.

■ لماذا لم يلب رغبه الاحزاب في قانون الانتخابات البرلمانيه، مع انهم طالبوا مراراً بتغييره؟

- خدي بالك، الاحزاب ليست كل شيء في مصر، واريد التذكير بان دور الاحزاب في الانتخابات الرئاسيه كاد يكون صفراً، الاحزاب ليس لها وجود في الشارع، وهذه قضيه خطيره جداً، لذلك التعويل علي اللافتات والاحزاب، ربما يكون ايضاً انتقاصاً من الديمقراطيه، انما التعبير المباشر للشعب، هو الافضل والاهم، وهو الذي صنع 30 يونيو، ولم تصنعها الاحزاب.

■ يقال ان جبهه الانقاذ الوطني شاركت بدور كبير في صناعه 30 يونيو؟

- «والله لو قلت لي ذلك، اقول لك ان ناس كتيره تانيه خرجت، ابرزهم الفلول، خرجوا باعداد ضخمه جداً»، وحزب الكنبه، ليس حقيقياً ان 30 يونيو اقتصرت علي جماعه معينه، انها اكبر بكثير، حين يكون عندك 20 او 30 مليوناً خرجوا، فهو خروج شعبي وتلقائي.

■ لماذا لم يلتفت الرئيس السيسي لرغبه الاحزاب في تخصيص نسبه اكبر للقوائم من الفردي، وتخصيصه 80% للفردي؟

- لان المزاج المصري مقترب من الفردي، ويحب ان يعرف الشخص الذي يرشحه، ولا يفهم القائمه كثيراً، ولا يتحمس لها، ولا يوجد عندنا نظام برلماني، لو عندنا نظام برلماني، دوله برلمانيه، واحزاب قويه، نعمل قائمه، لكن نظراً لكون البلاد مزيجاً من النظام الرئاسي، والبرلماني، وقريبه من النموذج الفرنسي، فالانتخابات الفرديه ما زالت مهمه.

■ الي اي مدي سيساعد هذا النظام الانتخابي علي وجود اعضاء الحزب الوطني والاخوان مره اخري؟

- لا احد يستطيع اجتثاث هؤلاء الناس، امريكا حتي الان لا تستطيع اجتثاث حزب البعث في العراق، فهناك عائله ما في الصعيد، منتميه من اول الوفد الي الاتحاد القومي، حتي الاتحاد الاشتراكي، وحتي الحزب الوطني، دائماً علي صله بالسلطه، هتقدري النهارده تمنعيها لو ليها شعبيه في منطقتها؟ اذا لم ترشح شخصاً معيناً منها، سترشح اخر، ثم نلجا للقانون، لا يمكن ان تمنعي مواطناً من حقوقه السياسيه الا بحكم قضائي.

■ هل تري وجود «الوطني» امراً طبيعياً لان من بينهم من له شعبيه؟

- بالضبط، ومن لم يجرم، ليس لاحد عليه شيء.

■ وهل تري ان اعضاء الحزب الوطني، موجودون بقوه ام لا؟

- اري انهم يتحركون بقوه في كثير من الجبهات، خصوصاً في الريف والاقاليم، قد لا يكونون ظاهرين في العاصمه، لكنهم في الريف، الناس لا تعرف الا النائب الذي تعودت عليه، والعائله التي تحترمها وتهتم بها، هذه مسائل لا تقدرين علي نزعها.

■ وهل انت مع ذلك؟

- انا ادعو من عمل مع الحزب الوطني وانخرط فيه، ان يفسح المجال، اذا استطاع، لابن عمه، او قريبه، تغيير الوجوه مطلوب ايضاً، التقليب داخل العمليه الديمقراطيه مطلوب، لكن ابديه الاشخاص علي المقاعد، امر لا مبرر له.

■ تتوقع وجودهم في البرلمان المقبل باي نسبه؟

- اتوقع الا يزيدوا علي 20%، ووجود بعض عناصر الاخوان في البرلمان بنسبه 10%، سيتسللون دون ان نشعر، بدعم من السلفيين، اري الساحه السياسيه، واتحدث عما اراه في هذا الصدد.

■ هل هناك علاقه لاعضاء الحزب الوطني المنحل بالرئيس، ام لا؟

- اراهم في اماكن ومواقع كثيره جداً، المجلس الاعلي للسياسات، الذي صنعه جمال مبارك، ثلثاه من عقول مصر الباهره، لا يمكن ان تنهي هذا، الافضل لمصر يقدم ما يستطيع، لو اني مسئول الان لاخذت اراء بعض الاقتصاديين، ممن طُردوا من مصر. مثلاً يوسف بطرس غالي، علي الرغم من كل الملاحظات عليه، واحترامي لحكم القضاء، فانه واحد من ابرز الاقتصاديين في العالم المعاصر، ياتي من ضمن العشره الكبار بشهاده المجتمع الدولي، لماذا لا تستفيد مصر بخيره ابنائها، انا عشت في الهند، وكانوا ياتون بالخبراء من اقليه الاقليه، اتوا برئيس وزراء من السيخ، الذين هم 2% من السكان، لانه عقليه، عُرف بانه استاذ كبير في الجامعات الغربيه، لماذا لا توظف مصر افضل خبراتها؟ حتي علي مستوي الاخوان اري خالد عبدالقادر عوده، ابن الشهيد عبدالقادر عوده، اخواني من احد خبرائنا في علوم المياه والانهار والهيدرلوليك، يستعان به، لا اعرف مساله المنع في الاستعانه بالخبرات، لا اعرف دوله تفعلها، لا توجد دوله تجعل السياسه قيداً علي الخبره الا مصر، وهذا امر خطير، ما دمت استطيع الاستفاده من الجانب الفني، وابعد التصنيف السياسي عن الخبره، والا ساستبعد الكثير، كما ان الدكتور رشدي سعيد، افضل الخبراء في نهر النيل، كان رجلاً يسارياً.

■ وما رايك في حكومه المهندس ابراهيم محلب؟

- هي حكومه فيها بعض الفنيين والعناصر الجيده والمتميزه، وهو رجل ميداني، وهذا مطلوب في الفتره السابقه علي الانتخابات، واقترح ان يتولي محلب، بعد ترك رئاسه الوزاره، هيئه المشروعات الكبري، تتبع الرئيس، تبعها محور قناه السويس، ومشروع الضبعه في الصحراء الغربيه، والمشروعات المرتبطه ببحيره ناصر.

■ هل تتوقع ان يكون رئيس وزراء بعد البرلمان؟

- لا، لن يكون. لسبب بسيط ان الذي سيحكم هي الانتخابات، وتشكيله البرلمان، هي التي ستشكل الحكومه، من جاء، ومن لم يات.

■ لكن، الاغلبيه هم الذين سيحددون رئيس الحكومة، ومن المتوقع الا يحصل احد علي الاغلبيه في البرلمان المقبل؟

- من قال؟ الاغلبيه ليست بالضروره اغلبيه حزبيه، ممكن تكون اغلبيه في اتجاه معين، فستكون هناك اغلبيه في اتجاه دعم الرئيس السيسي، تستطيع ان تقدم رئيس وزراء يتوافق عليه مع رئيس الجمهورية.

■ كيف تري علاقه الدكتور كمال الجنزوري بالسيسي؟ وبم تفسر تقربه الشديد للرئيس؟

- انا قريب جداً من الدكتور الجنزوري، واعتقد ان الرجل لا يبغي شيئاً، هو يشير بالاصلاح، يعطي نصيحه، يدعو للم الشمل، يدعو للائتلاف الكامل بين القوي المختلفه، وعدم التناحر، واعتقد انه رجل رصين فنياً، يعرف تفاصيل المجتمع المصري، وعمل محافظاً، ووزيراً للتخطيط، ونائباً لرئيس الوزراء، ورئيساً للوزراء مرتين، هو الوحيد الذي كان رئيساً للوزراء، قبل وبعد الثوره، ولذلك له قيمه خاصه جداً عندي، وعند الرئيس السيسي، والكثيرين.

■ في اي شيء تحديداً يستعين به الرئيس السيسي؟

- لا اعرف تحديداً، لكن اعلم جيداً ان العلاقه بينهما قويه وطيبه، فهو يعرف تفاصيل المجتمع المصري، «رجل زي الماكينه»، لو جاء بعد الثوره مباشره، لتغير كثير من الامور.

■ ماذا عن عمرو موسي؟

- من اكفا المصريين، وان كان يفضل دائماً العمل بمفرده، لانه رجل شخصيه كاريزميه، يبدو علي المسرح وكانه البطل دائماً، لكنه شخصيه تمثل رجل دوله، وله وزن كبير في الخارج، وله القدره علي الاداره في الداخل.

■ لماذا يريد دائماً ان يعمل بمفرده؟

- هو يعمل في فريق وكل شيء، لكن لا بد ان يقود، هذه صفاته منذ ان كنا دبلوماسيين صغاراً، نعرف عنه ذلك.

■ هل يكون رئيس البرلمان المقبل؟

- من اقوي المرشحين، هو والدكتور عبدالجليل مصطفي.

■ وكيف تتوقع شكل السيناريو المقبل للولايات المتحده في الشرق الاوسط؟

- اعتقد انها عندما تكتشف ان النظام في مصر صلب، واستطاع تكوين برلمان قوي، بعد ان اعد دستوراً جيداً، وجاء برئيس عبر انتخابات نزيهه ستتعامل معه. ان الولايات المتحده، تراهن علي الاقوي والقادر علي صنع الاستقرار، وجزء كبير من تعاملها مع الاخوان كان نتيجه مفهوم استقر في اذهانهم عن الشارع في العالم العربي والاسلامي، انه شارع متدين، ولن يقوده غير الاسلاميين فتحالفوا معهم.

■ وهل ستتعامل امريكا مع النظام الحالي بسلام، خصوصاً انها دائماً تملك خططاً وسيناريوهات بعيده المدي؟

- هناك اجزاء في الاداره الامريكيه قريبه من النظام الحالي، مثل البنتاجون، علاقتها بالرئيس السيسي والقوات المسلحه المصريه جيده جداً، هذه نقطه مهمه، والبيت الابيض نفسه منقسم، لكن الجزء الاقوي نسبياً الذي ليس معنا للاسف به اوباما، ومرجح الوضع بعض الشيء، الخارجيه منقسمه، الكونجرس منقسم، فليست كل الولايات المتحده الامريكيه ضدنا، هناك من يتفهمون جيداً ما جري وما سيجري.

■ وكيف تري ما يحدث في العراق، وداعش؟

- الارهاب الدولي يقوم بعمليه تفريخ، وهذا هو الجيل الثاني من القاعده، والمقصود هو تبديد شكل العالم العربي وعودته الي القرن السادس عشر، والتحول الي عشائر وقبائل وتجمعات دينيه، ويتحدثون عن خلافه من جديد، وانت ترين كيف هو الوضع، العراق ثلثه محتل، يكاد يكون منقسماً تماماً، والامريكان لا يساعدونه في شيء. هم من ادوا الي ذلك، هم الذين حلوا الجيش والشرطه، والمخابرات، وكانوا يدفعون بالعراق الي ما هو عليه الان، سوريا فيها ماساه، واسرائيل الان لا تخشي من شيء، تتحدث فقط عن خطر نووي ايراني لشغل الوقت، وتضرب فلسطين، وهي الرابح الوحيد في المنطقه، والمستفيد الوحيد من ثروات الربيع العربي.

- اسرائيل ضمنت ان كل الدول انشغلت في شيء عنها، وهناك تيارات تصارعت. يمكنك مشاهده الوضع في ليبيا والصراع الدموي الحاد، وغير مستقر في تونس، وياخذ طريقه للاستقرار بصعوبه في مصر، والاوضاع في سيناء، لماذا تصدير الارهاب الي هناك؟ يريدون استهداف الجيش المصري واستهلاكه، بل انني اعتقد ان ما جري في غزه مؤخراً كان نوعاً من الاختبار للقياده المصريه الجديده، في ظل تعاملها مع اسرائيل وفقاً لذلك، وجري تحريض من خالد مشعل واخرين، يقولون: «اين الجيش المصري؟» منذ متي ويقولون اين الجيش المصري؟

■ هل حماس هي الوحيده التي تقف وراء ذلك؟

- لا استطيع ان اقول ذلك، لكن هناك قوي كثيره تريد ان تحجم الجيش المصري، وتري ماذا سيفعل في هذه الظروف.

■ هل من الممكن ان تكون اسرائيل نفسها هي من تقف وراء ذلك؟

- اميل الي انها اسرائيل نفسها، تريد ان تدخل القياده في مصر في اختبار، واظن الضرب علي غزه هذه المره بكثافه غير معهوده وغير مسبوقه، انهم يعلمون ان مصر لن تدخل المعركه، لكنهم يريدون اختبارها في هذا التوقيت.

■ تري الي اي حال ستنتهي الاوضاع في غزه؟

- سوف تستقر، اخطا الفلسطينيون تاريخياً، لانهم تحدثوا عن فكره الكفاح المسلح، لا يعقل ان اقوم بكفاح مسلح مع قوي اكبر مني بكثير، «اعملي زي غاندي، واعمل تمرد مدني، واقعد في البيوت، ولا تتعاوني»، هذا هو الذي يغير، لكن معركه باسلحه لا اعتقد. وحين تقتل له 5، سيقتل لك 500، وهذا هو المسلسل، الذي نستمر فيه، لم يصل الفلسطينيون لقناعه ذكيه لفهم اسلوب الصراع مع قوي متغطرسه وعدوانيه وعنيفه كاسرائيل.

■ تري، لماذا رفضت «حماس» المبادره المصريه؟

- لانهم لا يريدون ان يكون للسيسي ولنظام حكمه، اليد العليا في تيسير الامور في القضيه الفلسطينيه، لا يريدون اعطاءه هذه الميزه، وهذا امر متوقع، لكن مصر ملتزمه تاريخياً تجاه القضيه الفلسطينيه، ونحن نري ان كل الفلسطينيين ليسوا حماس، نحن من دعاه الدور الاقليمي لمصر، والاشتباك السياسي والدبلوماسي الاقليمي، الذي عطله مبارك بشده. وقد اعلنت ذلك في عهده وغضب مني، مبارك كان يريد الانكفاء ولا يرحب بالدور الاقليمي، لكن مصر لا يصلح معها ذلك، مصر لو انعزلت تضيع. سامح فهمي ترك اثراً طيباً بزيارته العراق، مثلما فعل نبيل فهمي وزير الخارجيه السابق في لبنان. لذا يجب ان اكون دوله صاحبه كلمه، في كل الدول والا ساكون «طيشه».

■ هل تري ان مصر اصبحت اليوم صاحبه كلمه؟

■ في اي شيء تلمس ذلك؟

- علي المستويين الافريقي والعربي، وجوله الرئيس الافريقيه، وزياره وزير الخارجيه السابق نبيل فهمي للبنان، وزياره وزير الخارجيه سامح شكري للعراق، ومبادره التسويه التي طرحتها للقضيه الفلسطينيه، بغض النظر عن قبول حماس لها من عدمه. مصر تقول انها استردت الحيويه مره اخري، فضلاً عن اقترابها من دول الخليج، وعباره «مسافه السكه»، العباره الشهيره، لها معني كبير ان مصر لن تغيب عن المنطقه، مصر دائماً تعيش بفكره الدور، وتوظفه لمصلحتها اقتصادياً وسياسياً وفكرياً ودبلوماسياً، مصر لا تستطيع ان تكون دوله نكره في المنطقه، ولا التاريخ، ولا الجغرافيا يساعدانها علي ذلك.

■ لماذا كان مبارك يتجه للانكفاء علي مصر؟ هل حمايه له؟

- كان يري الانغماس في الصراعات مشكله، ولم يدخل بقوات خارج حدوده الا في تحرير الكويت، وفي ظل ضمانات معينه، ولاهداف محدده وبقوات محدده، وعاد مباشره، لكن لم يكن لديه فكره الانفتاح، ليلعب دوراً اقليمياً، اقصي حد عنده في العلاقات كان دول الخليج، لكن العالم العربي لم يكن داخل الصوره.

■ هل جمعتك علاقه بالاخوان، او طلبوا منك مبادره للتصالح؟

- الاخوان اخطاوا في حقي تماماً، وشهروا بي تشهيراً كبيراً في انتخابات دمنهور، ورغم حكم المحكمه الذي جاء مخالفاً لادعاءاتهم، ومع ذلك ربطتني علاقات طيبه بهم، محمد مرسي كانت تربطني به علاقه طيبه جداً قبل الرئاسه، وسعد الكتاتني، ومحمد علي بشر، واحمد سيف الاسلام البنا، تربطني بهم علاقات قويه جداً. اسره حسن البنا في عهد مبارك، كنت انا الذي احل مشاكلهم، وقالت بناته ذلك بعد الثوره، قلن ان مصطفي الفقي هو الوحيد الذي يحل مشاكلنا، وانا لا استطيع ان اجعل الخلاف السياسي سبباً للخلاف الانساني، ويكفي ان اقول انني اتصلت باحمد فهمي رئيس مجلس الشوري السابق، في اول رمضان، واتصل بي، لان هذه صلات انسانيه، قد نختلف في الراي لكننا ابناء وطن واحد، كل من لم يدن بالارهاب، ومن لم يدعم العنف، هو مواطن مصري اتعامل معه.

■ هل تتواصل معهم بشان مبادرات للتصالح الان؟

- نعم اسال عن بعضهم، وعن بعض رموز مبارك، وزرت الدكتور فتحي سرور رئيس مجلس الشعب الاسبق، ومعنوياته عاليه جداً، ويسمي فتره السجن، بالبعثه، والف مؤلفات رائعه، لانه من اقوي القانونيين المصريين علي الاطلاق، وكنت استقبل من قبل عصام العريان، وسيف الاسلام حسن البنا في الرئاسه، حين كنت سكرتير مبارك في الثمانينات، كنت احاول ان اقيم جسوراً بينهم وبين مبارك، والتقيتهم بموافقه من مبارك، لاني كنت مؤمناً بضروره استيعابهم، كنت اقول انني ضد فكر الاخوان 180 درجه، ولكنني مع حقهم في ممارسه العمل السياسي.

■ وهل نجحت هذه الجسور؟

- لان كل طرف كان مرتاباً من الاخر، وكانت هناك ازمه ثقه، كنا في بدايه عهد مبارك، دعوا مبارك لان يؤمهم في مسجد مصطفى محمود، بلا حراسه، وكان هذا طلباً رومانسياً، اكثر منه واقعياً، كانوا دائماً يعلنون انهم ليس بينهم وبين الرئيس مبارك، دماء، لكن ما حدث بعد ذلك هو ان هناك ما احدث التباعد اكثر واكثر.

- ان هناك ازمه ثقه تاريخيه، بين الاخوان، وكل انظمه مصر، ليس مبارك فقط، منذ ايام العصر الملكي، بسبب ممارساتهم في الاربعينات والخمسينات والستينات، الجميع كانوا مرتابين منهم، لذا ظلوا علي خلاف مع السلطه طوال التاريخ، وعندما وصلوا للسلطه اختلفوا مع الشعب.

■ هل من الممكن ان تتوسط للتصالح بين الاخوان والنظام الحالي؟

- اعتقد ان الامر صعب، لانه يحتاج مبادره منهم، ان ينبذوا العنف، وان يعتذروا عن الماضي، وان يتقدموا للمجتمع المصري، باوراق اعتماد جديده، واعترافهم انهم قوي سياسيه ليس لها علاقه باستخدام العنف، وتنبذه وتقاوم الارهاب، اذا فعلوا ذلك، علينا جميعاً ان نتقبلهم.

■ هل بادروا في احدي المرات، وابدوا استعداداً لتقديم بعض التنازلات للتصالح؟

- لا، لم يفعلوا، ولم يحدث من قبل.

■ هل تتوقع مزيداً من الاعمال الارهابيه الفتره المقبله؟

- اتوقع الهدوء بعض الشيء، لبعض الوقت، لان هناك شيئاً نسميه في علم السياسه «التعود علي الاشياء»، وقد قال الجبرتي «ذاكره العوام، 3 ايام»، الايقاع نفسه بيقل، الدنيا تتغير.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل