المحتوى الرئيسى

في سجون مصر.. ما لا عين رأت

07/24 21:25

رساله من الزنزانه.. الحياه حلوه لكن الحريه احلي.. جارك سلفي، اخواني، يساري، ليبرالي مش مهم، الاهم «كيف سنتعايش لشهور وربما سنوات بين اربعه جدران معًا؟!».. صحيح ان سجانك ليس في صفك لكن «لا تخسره علي الاقل انسانيًا».. ببساطه هذا ملخص الحياه داخل كثير من السجون المصريه، وتحديدًا بعد 30 يونيو 2013.

ربما يتحدث كثير من اهالي السجناء عن بعض المعاناه، قبل واثناء، وبعد زياره ابنائهم، لكنهم اجمعوا علي ان قواعد الزياره تختلف من اسبوع لاخر.

«لا ياس مع الحياه خلال زياره السجناء»

احدي السيدات التي جاءت لزياره زوجها المسجون، وبرفقتها فتياتها الثلاث التي لا تتجاوز اكبرهن 5 سنوات تقول: «السابعه صباحًا امام سجن ابو زعبل.. انتظارك امام البوابه الرئيسيه قد يطول، بل في كل مره قوانين السجن تتغير، ويصبح ما تم ادخاله في المرات الماضي للسجناء، غير متاح مستقبلا».

«كل مره نتبهدل في الدخول للسجن، وعلي حسب مزاج الامناء علي الباب، لو مزاجهم رايق نتفتش وندخل ولو حابين يضايقونا ياخدوا اي حاجه مننا حتي لو يسيبونا علي الباب لحد ما يتاكدوا منها بحجه انها ممنوعات».. واصلت السيده حديثها لـ«بوابه الشروق».

وتابعت: «6 ساعات علي الاقل هي مده الانتظار قبل حلول ساعه الفرج للدخول.. سقف صغير يغطي مكان الانتظار، وبطبيعه الحال لا يستوعب اعداد القادمين للزياره، فيضطر كثير منهم الجلوس علي الارصفه تحت اشعه الشمس او الوقوف وراء احدي عربات الترحيلات للاحتماء بظلها من حراره الشمس».

«بكاء الاطفال لا يتوقف من شده الحراره، بعضهم يصاب بالتعب فينام علي الرصيف، وليس امام الاسره سوي تغطيتهم باوراق الكرتون لحمايته من اشعه الشمس، رجال ونساء مسنون يجلسون في الطريق انتظارًا لرؤيه ابنائهم».. بحسب السيده.

«كل ما جيت بدري.. كل ما كان معادك في الزياره بدري».. فالدخول للزياره يكون وفقًا للترتيب الزمني لتسجيل اسماء اقارب المسجونين.. كل دفعه من الاسماء تضم 20 سجينًا تقريبًا. حين يسمع الاهالي اسم ابنهم من خلال ميكروفون السجن، يتوجهون الي غرفه الزياره، حيث يتم تفتيشهم مره اخري، ثم يدخلون الغرفه وعلي مصاطب خرسانيه يجلسون لـ45 دقيقه، منها 10 دقائق لحين وصول السجين للغرفه، و10 اخري لاخراج الزائرين لانهاء الزياره.. اذًا معك «25 دقيقه» لرؤيه السجين .

«ضحكه.. قهقهه.. عناق».. حديث ثم حديث.. اطفال في كل مكان.. مرت الـ45 دقيقه.. صافره امين الشرطه تنطلق، معلنًا انتهاء وقت الزياره ليبدا اخراج الناس، قبل التوجه الي بوابه الخروج، ويقوم الامناء بتفتيشهم قبل المغادره للمره الاخيره حتي يتاكدوا من عدم حصولهم علي رسائل مكتوبه من المسجونين.

«المعلبات يا ماما.. جمدوا المايه والعصاير قبل ما تجولنا بيومين تلاته.. لا استني يا ماما بلاش معلبات خليها في اكياس مجمده.. المعلبات بيمنعوها.. بيقولولنا المسجونين الجنائيين بيستخدموا العلب المغلقه في نقل المواد المخدره لداخل السجن، معتمدين علي عدم فتح امناء الشرطه للعلب».. الام: «حاضر يا ابني».. حوار دار لثوانٍ معدوده بين ام وابنها السجين.

«فرقتهم السياسه وجمعتهم الزنزانه».. داخل السجون هناك ظواهر جديده، ربما لم تكن موجوده من قبل، اليوم داخل السجن ليس مهمًا، ظاهريًا تبدو الخلافات الفكريه بين السجناء غير موجوده.. الجميع قرر «الطعام والتعايش اولا».. ففي الغالب طعام السجن لا يؤكل- بحسب احدي الزائرات لنجلها السجين.

تضيف السيده: «ابني بيقول بناكل مع بعض، بنقرا الكتب اللي موجوده، حتي لو في خلاف فيه نقاش.. الاخوان نفسهم يا ماما بيختلفوا بين تاييد مرسي او رفض.. الكل بيختلف بس نبطشي العنبر بيهدي الدنيا.. النبطشي ده شاب مسجون زينا بنختاره عشان ينظم توزيع اكل الزيارات والغسيل.. تنظيم التريض .. فصل الحمامات عن الزنازين وحاجات كتير».

«من الاخر يا ماما المسجون الجديد مش بيكون عارف حاجه، ومهمه النبطشي يجبله اكل بيجمعه من باقي المعتقلين.. عارفه معتقل من حركه 6 ابريل لسه جاي السجن قالي: لولا الاخوان وشبابهم المنظم كنا متنا من الجوع هنا».. بحسب كلمات الام.

«غرفه 13 مترًا في 9 امتار تحتضن 90 سجينًا.. لو كنت مسجون محظوظ هاتقضي فتره احتجازك في غرفه لا تزيد مساحتها عن 6 امتار في 3 امتار ومعاك 12 واحد كمان.. اغلب الزنازين تحت الارض.. مفيش ضوء يدخلها ولا هوا الا من فتحه في الجدار اعلي باب الزنزانه بطول شبر وبعرض 30 سم».. بحسب حديث دار بين مسجون وصديقه الزائر.

«بص يا سيدي: الحمام بقي دوره المياه عباره عن فتحه في الارض وحنفيه لا يفصلها عن باقي الغرفه شيء، بنضطر نستخدم بطانيه لفصل الحمام عن الزنانه.. المايه بتيجي بشكل متقطع لساعات.. في سجون تانيه بتقطع طوال اليوم ومش بتيجي الا 4 ساعات فقط».. وفقًا لكلمات السجين التي نقلها صديقه.

مسجون اخر تحدث: «بنحاول تكون علاقتنا بالسجان كويسه في اغلب الاوقات.. من الاخر هو موظف مسئول بس عن فتح واغلاق الزنازين ومش مسئول عن ظلمنا او حبسنا.. بنحاول نجنب نفسنا مشاكل كتير احنا في غني عنها».

صحيح ان حياه السجن ليست سهله.. صحيح ان اهالي السجناء يحلمون بالعوده الي بيوتهم وبين احضانهم ابنائهم المسجونين، لكن في النهايه المشاهد الانسانيه تتحدث عن نفسها علي بوابات السجون..

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل