المحتوى الرئيسى

الشعب لا يجد قوت يومه و"فاروق" يقترض الملايين لتزيين مركبته

07/24 13:25

لا توجد ثوره في العالم مطالبه بدستور وانتخابات

السادات : اعداء الديمقراطيه هم الملك والاقطاع والاستعمار والاحزاب

عبدالحكيم اقتحم قصر عابدين بنفس طريقه مستعمره نتساليم

طلقه طائشه عجلت بموافقه فاروق علي التنازل عن العرش!

ناصر قرر حل الاحزاب والدستور خشيه الرجوع لما قبل الثوره

في كتابه “القصه الكامله للثوره” بدا الرئيس الاسبق محمد أنور السادات بحاله اعتراف كامله، تصل لدرجه فضح كثير من رموز ثوره يوليو، واولهم محمد نجيب، اول رئيس جمهوريه وزعيم الثوره الذي اكد السادات انه لم يكن يعلم بعزم الضباط الاحرار قلب نظام الحكم الا في الخامسه من صبيحه 23 يوليو ! بل وانه بعدها لم يشارك في حراك الثوره وزحفها العسكري وكان يميل للاصلاح من داخل القصر ! ..

ليس هذا فحسب بل ان السادات يتهكم علي كل من اطلق “شائعات” ديكتاتوريه مجلس قيادة الثورة الذي الغي الاحزاب والدستور والحريات بشكل عام، ويؤكد ان عبدالناصر ورجاله لم يكونوا من السذاجه لكي يلقوا بالثوره في اتون الرجعيه والاقطاع التي قامت الثوره للقضاء علي رجالها، هؤلاء الذين اعتادوا خداع البسطاء ونهب مواردهم، يتساوي في ذلك علي ماهر اول رئيس وزراء بعد الثوره ورجل القصر المقرب من الملك فاروق، ومرورا برشاد مهنا، والمرشد الثاني للاخوان حسن الهضيبي، وفؤاد سراج الدين زعيم الوفد ومصطفي النحاس “زعيم الامه” واحمد ابوالفتح وابراهيم عبدالهادي وقائمه طويله من الاسماء ..

وقد تعرض الضباط الاحرار لمؤامرات كثيره، فقد عرض فاروق، الملك السابق، علي الضباط الاحرار تاليف وزاره، فكان ردهم هو طرد عم الملكه ناريمان الذي جاء يحمل العرض من مبني القياده بكوبري القبه . كما رفضوا فكره الحكومه العسكريه وهي التي كان يدعوهم اليها سليمان حافظ .. كانوا مصرين علي مواصله الزحف الابيض بلا دماء، حتي اذا اعترضهم قاطع طريق كان حتما ان تضرب الثوره بقبضتها الحديديه..

وبعباره موجزه يقول السادات : لكي تعرف الديمقراطيه يجب الا تكون منتميا الي الفئه التي استفادت من وجود الاحتلال، ومن وجود الباشوات والرجعيه . .اعداء التطور.

الديمقراطيه كما يراها عبدالناصر والسادات هي تحقيق مصالح الاغلبيه الكادحه، لا القله المنتفعه، وهي استقلال الوطن من تبعيته، واقرار العدل وتقرير المصير، كحقوق اساسيه .

ولكي تحقق الثوره هدفها كان عليها ان تتخلص من الملك، عدو الديمقراطيه الاول، والاسره الحاكمه برمتها، ثم كان جلاء القوات المحتله عن بلادنا هو الانتصار الثاني للثوره، ومن ثم قانون الاصلاح الزراعي، ولم يكن رفض الثوره الارتباط بحلف عسكري مع الدول الكبري الا ايمانا بالديمقراطيه، كما يؤكد السادات، ذلك ان الحلف العسكري كان سيضع مقدراتنا رهينه لتلك القوي.

لقد طلبت الثوره السلاح لجيشها من امريكا وانجلترا وفرنسا ، ورفضت الاولي وترددت الثانيه، في الوقت الذي اعطوا اسرائيل كل ما تريده من سلاح ! كانوا يريدون استغلال السلاح ككارت للضغط علي مصر، فقرر ناصر ان يحرق هذا الكارت ويشتري السلاح من المعسكر الشرقي وليس الغربي..

ويؤكد السادات ان ثوره يوليو لم تعرف الديكتاتوريه! ولا تحكم الفرد، وقد كانت السنوات الانتقاليه معبره عن الانطلاق نحو دستور ديمقراطي..

ويستعيد السادات جرائم الملك فاروق الذي كان الشعب لا يجد قوت يومه الضروري في الوقت الذي كانت الحكومات المتتاليه توافق علي انفاق مليون ونصف علي اصلاح وتزويق مركب يسعد فيها “فاروق” بالسفر والرحلات ، ولقد اعتمد المبلغ بوساطه برلمانات الشعب التي يفترض انها تعبر عن الديمقراطيه.. ويسخر السادات من مصطفي النحاس باشا معتبرا ان ولاءه كان لفاروق وليس للشعب .

اما الاخوان المسلمون فيؤكد السادات انها جماعه كانت تخطط لانقلاب دام مسلح ، وكان جهازهم السري يسعي للسيطره علي رقاب العباد، تماما كما يسيطر علي افراد الحزب لصالح المرشد المقدس ..

ثم يسخر السادات من استقاله محمد نجيب في فبراير 1954 ، وكان اول رئيس لمصر وقائد الضباط الاحرار، وقد برر استقالته بغياب الديمقراطيه، في حين انه كان معروفا عنه انه يقر في الاجتماعات ما يقره الضباط ثم يخرج وينفي علمه بكل شيء وافق عليه من قبل ! وكشف السادات ان نجيب كان يريد ان يكون له حق توقيف اي قرار لمجلس الثوره ومجلس الوزراء ، وحق تعيين قواد الوحدات بالجيش، والامور الاداريه ، واخيرا فقد طالب نجيب الا يرشح مجلس الثوره عند عوده الحياه البرلمانيه احدا لرئاسه الجمهوريه غيره! فما كان من الضباط اعضاء مجلس الثوره الا ان راوا ان مطالب جيب ديكتاتوريه

ويتهكم السادات علي ما يصفه بشائعات عداء الثوره للحريات، وفاشيه ناصر، وغيرها من الاتهامات، ويقول : الحقيقه ان جمال عبدالناصر ورفاقه ليسوا حكاما بل قاده ثوره ، والفرق كبير بين الثوار والحكام ! لقد تولت الثوره قلب نظام الحكم ، ولا يجب ان يفتح البعض سيل المطالب من قادتها، وعندما تقضي الثوره علي النظام الملكي العفن وترسي قواعد النظام الجمهوري وتقضي علي الاستعمار والاقطاعيين فهي تخطو نحو الديمقراطيه، لان الشعب كان سيخوض معركه دمويه حتي يتهاوي ذلك النظام، لكن رجال الثوره حقنوا الدماء باعتمادهم علي الجيش في هدم ذلك النظام سلميا، او بالقوه ان كان الامر استدعي قوه !

يقول السادات : لقد نجحت الثورة الصينية، بقياده ماوتسيتونج الذي نادي بمباديء صن يان، ولم يحدث ابدا ان وقفت جماعه في وجه قاده الثوره هناك وطالبوهم ببرلمان او بدستور او بحريات ، لكن كل الجماهير تتجه اولا واخيرا الي اقتلاع جذور النظام القديم الذي حكمت به الصين الاف السنين، وقد اعلن ماوتسي : “الاعداء الاساسيين للثوره الصينيه هم القوي الاستعماريه وشبه الاقطاعيه ” ومع ان البرجوازيه الكبيره قد خانت الثوره واصبحت عدوتها، الا ان الثوره يجب الا توجه ضد الراسماليه علي العموم، او ضد الملكيه، وانما ضد الاحتكار الاقطاعي، ولهذا نجد طبيعه الثوره الصينيه - كما يراها الساادت – ديمقراطيه برجوازيه وليست اشتراكيه بوليتاريه! وقد خاض الصينيون معارك دمويه من اجل انجاح ثورتهم، ومات مئات الالوف ، كل ذلك لان الجيش الصيني لم يقم بالثوره وكان خارج صفوفها.

ويخلص السادات الي حقيقه ان من يطالب الثوره بانتخابات ودستور وحريات، لابد ان يعود لمكانه، لانه يريد تصفيه الثورة العربية المصريه، وغالبا يحرك هذا الاتجاه رجال السياسه والسماسره الرجعيين في البلاد .

بعد طرد فاروق رفض جمال ورفاقه ان يبقوا علي دستور 1923 كونه دستور وضع علي اساس النظام الملكي الاقطاعي، ورفضوا البرلمان الذي يعمل لمصالح الارستقراطيه المصريه، ورفضوا احزاب الاخوان والاحرار الدستوريين وغيرها .. يعلق السادات علي ذلك بقوله : بقي ان نعود الي وحداتنا في الجيش ونترك البلاد لنفس الاشخاص الذين حكموها قبل 23 يوليو .. اي ان ثوره الشعب العربي المصري تسلم قيادتها هكذا ببساطه الي النحاس وسراج والهضيبي وعبدالهادي وكل افاق يريد ان يصبح زعيما بخطبه ووعوده المعسوله . ويقول السادات : هل لو جاء هذا القطيع سيوافقون علي تحديد الملكيه واعلان الجمهوريه والغاء الالقاب ورفع مستوي العامل والفلاح وكفاح الاستعمار وعدم الدخول باحلاف عسكريه !

ويتهكم السادات عليهم بقوله : ما هي الديمقراطيه في رايهم اذا لم تكن دوائر انتخابيه مسجله باسمائهم واشهرا في اوروبا وثيابا من باريس وكلابا تاكل اطيب ارزاق البشر ورشوه علنيه لكل عضو برلمان من كل صاحب مصلحه وسيطره اللصوص علي مصاير الملايين .. ثم ما هي حريه الصحافه في رايهم اذا لم تكن التجاره في الورق والسيارات والتامر مع المستعمر والتحدث باسم الاقطاع والمشعوذين.. وكانه يعيش ايامنا فيقول : لا يمكن للثوره العربيه ان تمضي في طريقها اذا اكتفت بخلع فاروق ثم تركت الامور كما هي . .

من الحقائق التي يكشفها الكتاب ان الثوره كان يفترض بها ان تندلع في 1955 لكن حريق القاهره سرع وتيره الاحداث اضافه لحركه التنقلات الواسعه بالجيش ومخاطر انكشاف امر الثوره .

وقد اختار “عزيز المصري” ان يظل ابا روحيا للثوره، واكتشف الضباط ان “فؤاد صادق” معاون للقصر، فما كان منهم غير ترشيح القياده الثالثه “محمد نجيب” لزعامه الثوره ، مع انهم علموا انه كان يري اصلاح الجيش من خلال القصر وليس الانقلاب عليه، ويمضي السادات في السخريه من نجيب حين يقول انه كان يجلس علي مكتبه وهو لا يدري شيئا عن عداله اجتماعيه مفقوده او استبداد او محنه استعمار ، وكل ما كان يعلمه هو حاله السخط لدي بعض صغار الضباط

اما رشاد مهنا، فما يكشفه السادات بكتابه انه لم يكن واحدا من تنظيم الضباط الأحرار، وحين عرض عليه عبدالناصر فضل رشاد ان يكون التعاون بينهما من بعيد لبعيد، وبعد حريق القاهره لجا اليه ناصر لمعاونته فوافق، واغراه جدا، ولكنه كان قد طلب من القصر نقله للعمل خارج القاهره في الوقت ذاته، بدا الامر كخدعه جديده، كان يخشي ان تطير رقبته في عمليه كهذه.

نجيب .. شاهد لم ير شيئا!!

يقول السادات : كان محمد نجيب في بيته قائدا لثوره لا يعلم بخطتها شيئا، في يوليو 1952 كان جمال وعبدالحكيم وصلاح والسادات في العريش ورفح بمهمات عسكريه، وادعوا الاضطرار لاجازات مرضيه للنزول للقاهره، وقد صدر القرار بحل نادي الضباط وحركه تنقلات ضخمه في الجيش وشعر الجميع ان الدور جاء عليهم، فعقدوا اجتماعا سريعا حضره جمال وحسين ابراهيم وكمال الدين حسين وعبدالحكيم عامر وخالد محيي الدين وبغدادي، وتقرر بدء المعركه النهائيه.

رسم الضباط خطه لقلب نظام الحكم، وخطه ثانيه للاغتيالات، ولكن الثانيه كان ناصر يرفضها، لانها ستكون فرصه القوي الرجعيه للقضاء علي الضباط الاحرار وبذا يكونوا قد ضيعوا فرصه الشعب الكبري من اجل التحرر ، وحين وصلوا لـ19 يوليو كان محمد نجيب لا يزال لا يعلم بامر الثوره شيئا، وفي الوقت الذي قرر الضباط قلب نظام الحكم كان حسين سري قد استقال من وزارته ، وتدور مشاورات لتاليف الوزاره الخامسه بعد حريق القاهره.

الغريبه ما يقوله السادات من انه قرر عصر يوم 22 يوليو ان يذهب للسينما مع اسرته ، ولم يعلم بان جمال ذهب لبيته ولم يجده، فترك له رساله “المشروع ينفذ الليله والمقابله في بيت عبدالحكيم الساعه 11” سار باقصي سرعته ولكنه وجد الطريق مغلقا وتاكد من قيام الثوره بعد سماعه اصوات مئات الطلقات صادره من ناحيه مبني قياده الجيش . وكان هناك كردون حولها فمنع السادات لانه لا يعلم كلمه السر! ثم عثر علي عبدالحكيم وناداه وبالفعل استطاع الولوج فاعطاه حكيم سلاحا صغيرا واخبره بان القياده سقطت، كان عبدالحكيم هو من فعلها تماما كما فعلها حين اقتحم مستعمره نيتساليم .

المثير ما يذكره السادات من ان قياده الجيش كانت قد علمت فعلا عن الخطه مساء 22 يوليو، كما دعا حسين فريد رئيس هيئه الاركان قوات لمؤتمر عاجل بمبني الرئاسه ، لكن عبدالناصر قالها : العمليه بدات ولا سبيل للتقهقر، وبالفعل انطلق الضباط والقوا القبض علي كل المجتمعين بمبني رئاسه الجيش، بمن فيهم حسين فريد نفسه، وقد قتل في تلك المعركه اثنان وجرح اربعه من الفريقين .

في العريش ورفح كان صلاح سالم وجمال سالم قد سيطرا علي جميع القوات، وفي الساعات الاولي من يوم الثوره كان الضباط قد سيطروا علي الجيش بالكامل، ووحداته، ولم يصل نجيب لمقر رئاسه الجيش الا الخامسه صباحا بتليفون من عبدالناصر، وفق شهاده السادات!!

21 طلقه في وداع فاروق

قام الضباط الاحرار بمناوره مع الملك، فادعوا ان حركتهم تهدف لتطهير الجيش، وقد وافق فعلا، وارسل ما يفيد ذلك ففوجيء بالتصعيد ياتي من الاسكندريه، وان المطلوب راس النظام نفسه! وهو ما شكل حاله ارباك كامله للقصر وسفراء بريطانيا وامريكا .

ويروي السادات اشياء في غايه الخطوره، وهو لا يدري كيف مرت الثوره بالرغم منها، فقد فاجاهم زكريا محيي الدين وكان قائد العمليات انذاك ان القوات لا يمكن ان تقتحم قصر التين بالاسكندريه في 25 يوليو موعد طرد الملك ! ونعلم ان مشاورات عنيفه جرت بين الضباط، فهناك من يري محاكمته واعدامه، ولكن الغالبيه ذهبت لاولويه خروجه من البلاد ونجاح الثوره علي محاكمته.

والحقيقه ان القدر كان مواتيا تماما للثوره، فقد انطلقت طلقه طائشه من مدفعيه حمايه السرايا، وتم الرد عليها بنيران اصابت سبعه جنود، لم يكن ذلك بحسبان احد مسبقا، والحقيقه ان ذلك اربك السفير الامريكي وجعل فاروق يستنجد به، فقد اعتقد انه ميت لا محاله، وارسل يستدعي السنهوري لاعداد صيغه التنازل، وطلب ان يحتفظ بممتلكاته في السرايات وثروته شقيقاته وتستثمر لحسابهم ، ووافق الضباط علي سفره علي متن المحروسه واطلقوا 21 طلقه تحيه وحموه من استهداف الاسطول البحري المصري له، وكان ضباطه عازمون علي ذلك .. ولكن ضباط الثوره رفضوا خروج الثروات باعتبارها مقدرات المصريين التي ثاروا لاستعادتها ..

يؤكد السادات ان الاخوان ورجال الاحزاب عموما لم يكونوا سعداء بثوره يوليو، ولم يؤيدوها صراحه، ثم جاءوها مهنئين بعد نجاحها، علي الرغم من تخليهم عنها قبل اندلاعها، ولهذا راي الضباط الاحرار ان الثوره لا يمكن ان تمضي في طريقها بديمقراطيه الوفد والسعديين والاخوان، ديمقراطيه النظام الملكي الاقطاعي القائم في كنف القوات المحتله .. اي ديمقراطيه العبيد .

فالبرلمان والدستور وكل الاشكال الوهميه للحريه والتي كانت قائمه قبل يوليو كانت وسيله لحكم الشعب بالقوه ومنعه من نيل حق واحد من حقوقه.

اراد عبدالناصر من الاحزاب ان تصلح نفسها في سته اشهر، واعلن الغاءها بالفعل في فبراير 1953 ، لكن السادات يؤكد ان القوي الرجعيه استغلت الامر لتصوير قياده الثوره بالديكتاتوريه والحكم المنفرد ، وفعلت الشيء نفسه مع قانون تحديد الملكيه الزراعيه الذي رفضته تماما، حتي يظل تحكم اتباع الملك فاروق والارستقراطيين مستمرا .

أهم أخبار متابعات

Comments

عاجل