المحتوى الرئيسى

أم الحبيب الثانية(23)

07/23 22:32

هي احدي المهاجرات الاُوَل، كان رسول اللَّه يناديها: “يا امَّه”، وكان اذا نظر اليها، يقول: “هذه بقيه اهل بيتي” [ابن سعد والحاكم]. وكان النبي يزورها دائمًا، ويكرمها، ويقول عنها: “أم أيمن امي، بعد امي”. وكانت هي سعيده بهذا الامر، وتعيشه كانه حقيقه، فكانت تحنو عليه حنان الام علي ابنها، وتخشي عليه خشيتها، وتغضب احيانًا عليه كما تغضب الام، فعن انس- رضي الله عنه – قال: انطلق بنا رسول الله الي ام ايمن، فانطلقت معه، فناولته اناء فيه شراب. قال: فلا ادري اصادفته صائمًا او لم يُرِدْه، فجعلت تصخب عليه (تصرخ فيه) وتذمر عليه (تكلمه بحده وغضب) وما كانت لتفعل ذلك مع رسول الله ( الا وهو يعلم انه بمثابه الابن، فهي قد حضنته وربته

هذه ام ايمن -رضي الله عنها- احاطت رسول الله بحبها ورعايتها، وكانت امَّه صغيرًا وكبيرًا، فاكرمها اللَّه -سبحانه وتعالي- بفضله، وجزاها خيرًا علي جميلها، وحفظها كما حفظت النبي ، فتروي لنا قصه هجرتها الي المدينه، ومدي حمايه الله تعالي لها، فتقول: خرجتُ مهاجره من مكه الي المدينه، وانا ماشيه علي رجلي، وليس معي زاد، فعطشتُ وكنتُ صائمه، فاجهدني العطش، فلما غابت الشمس اذا باناء تعلّق عند راسي مُدَلَّي برشاء (اي حبل) ابيض، فدنا منِّي حتي اذا كان بحيث استمكن منه، تناولته فشربتُ منه، حتي رَويت، فكنتُ بعد ذلك – في اليوم الحار – اطوف في الشمس؛ كي اعطش فما عطشتُ بعدها. [ابن سعد

لما توفي النبي قال ابو بكر الصديق لعمر بن الخطاب -رضي اللَّه عنهما-: انطلقْ بنا نزْر ام ايمن، كما كان رسول اللَّه يزورها، فلما دخلا عليها بكت,  فقالا: مايبكيك، فما عند اللَّه خير لرسوله؟ قالت: اَبْكِي انّ وحْي السماء انقطع، فهيَّجتهما علي البكاء، فجعلتْ تبكي ويبكيان معها. [مسلم وابن ماجة

انها ام ايمن بركه بنت ثعلبه بن عمرو بن حصن، وكانت تعرف بالحبشيه، وهي وصيفه (خادمه) عبد الله بن عبد المطلب والد النبي ، فلما مات صارت لزوجته امنه بنت وهب ام النبي ، فظلّت تُكِنّ لها كل اخلاص ومحبه صادقه، وسافرت معها ومع ابنها محمد الي يثرب لزياره قبر زوجها عبد اللَّه، ولما عادوا مرضت ام النبي ، وماتت في الطريق، فدفنتها ام ايمن في مكان يعرف بالابواء، وسط الصحراء في الطريق بين مكه والمدينه، وحملتْ النبي الي جده عبدالمطلب، وظلتْ تخدمه وتسهر علي راحته؛ حتي تزوج السيده خديجه بنت خويلد -رضي اللَّه عنها-، فانتقلت معه الي منزلها، وكانت موضع احترامٍ وتقديرٍ منهما

وعندما تقدم اليها عبيد بن زيد من بني الحارث بن الخزرج للزواج منها تكفلتْ السيده خديجه بتجهيزها، وبعد عام من الزواج انجبت منه ابنها (ايمن الذي تُكني به دائمًا) وقد استشهد ايمن في موقعه خيبر، ولما توفي عبيد بن زيد -زوج ام ايمن- تقدم “زيد بن حارثه” للزواج بالسيده ام ايمن، وزاد من رغبته فيها قول الرسول : “من سره ان يتزوج امراه من اهل الجنه، فليتزوج ام ايمن” [ابن سعد]، فولدتْ له “اُسامه بن زيد” حِبّ رسول اللَّه

وهي احدي المؤمنات المجاهدات اللاتي شاركن في المعارك الاسلاميه مع رسول الله ، فقد شهدت اُحدًا، وكانت تسقي المسلمين، وتداوي الجَرْحَي، وشهدت غزوه خيبر

وروت ام ايمن -رضي الله عنهـا- بعـضًا من احاديــث رسول الله 

أهم أخبار متابعات

Comments

عاجل