المحتوى الرئيسى

نظرة ما بين الواقع والتاريخ والخيال في أدب اليمني علي المقري

07/20 23:49

بصدور روايته " بخورعدني " يتجاوز علي المقري عقده التاليف الروائي في اليمن. ولكن هل يستطيع كسر عزله اليمن الثقافيه عن محيطها. DW عربيه التقته وتحدثت اليه عن اعماله الروائيه وعن رؤيته لواقع اليمن من خلال اعماله الادبيه.

علي المقري كاتب وروائي يمني صدرت له حتي الان عشره كتب، منها كتاب "الخمر والنبيذ في الاسلام" والذي يعد محاوله جريئه لكسر فكره التابوهات المحرمه بالاضافه الي اربع روايات هي: "طعم اسود...رائحه سوداء" و"اليهودي الحالي"، والحالي تعبير يمني يقصد به "الجميل"، وكذلك روايه "حُرمه". وعن روايته الرابعه "بخورعدني" الصادره حديثا عن دار الساقي في بيروت وعالمه الروائي، اجرت معه الـ DW الحوار التالي:

DWعربيه: روايتك "بخور عدني" تعود بنا الي ماضي عدن، حيث وُجد التعايش بين مختلف الهويّات. فما الذي قادك الي استعاده تلك التجربه، في ظل الواقع اليمني الحالي الذي تهيمن عليه الصراعات المذهبيه والسياسيه؟

علي المقري: الصراعات في اليمن او في البلدان العربيه، التي شهدت تحولات عاصفه، تاتي بعد عقود من التفرد بالسلطه والتحكّم بمصائر المجتمعات ومؤسساتها من قبل افراد وعائلات واحزاب وطوائف. وهذا التفرّد والاستحواذ تاسس علي قاعده وجود خصوم ليس لهم الحق في المشاركه المجتمعيه وتمثيلاتها.

وهؤلاء الخصوم، الذين عاشوا حال الاقصاء والتهميش والمواجهه، يبدو حالهم الان وكانّهم يواجهون الجميع، فالكل ضد الكل. وكل طائفه او جماعه او جهه جغرافيه او مذهبيه تري انّها قد صارت الاقوي وان حقها في السلطه والقرار والمال قد عاد اليها. اظن انّه حال انتقالي منفعل ومرتبك، ينطلق من قاعده استعاده الحق في السلطه ومحاكمه الخصوم التاريخيين ايديولوجياً وسياسياً، عبر حروب جيوشها اولئك الفقراء الذين لم تتح لهم السلطات المندثره العيش الامن والتعليم المنفتح والثقافه الديمقراطيه والتعبير الحر، ووضعتهم في حال استعداء وتربّص للمواجهه والانتقام.

هل اردت من ابطال روايتك الجديده ان يكونوا منقذين لهذا الحال ومغيِّرين له، كما نُسب اليك؟

لا، لم اقل هذا. ولا ادري لماذا نُقل عنّي هذا الكلام بهذا الشكل.انا اتحدّث عن اشخاص وليس عن ابطال، اذ انه لم يعد من الممكن الحديث عن ابطال روائيين منذ اتخذت الروايه الحديثه، او ما بعد الحديثه، وجهات جديده لانطلاقاتها السرديه. اصبحت تبدو معها احيانا بدون منطلقات. لهذا لم اهدف الي البحث عن منقذ او منقذين سواء في الماضي او في الحاضر.

روايه "بخور عدني" تضع مفهوم المنقذ نفسه تحت الاختبار من خلال تشكله الجمعي: اذ بدا مع الثوار حين صاروا في سلطه بديله عن الاداره الاستعماريه ومواجهتهم كل من يختلف معهم؛ وقبلهم كان هناك من يعتبرون انفسهم منقذين، ايضاً، كرجال الدين والمنادين بان تكون "عدن للعدنيين".

المتتبع لاحاديثك وكتاباتك يجد انك لا تحبذ صفه الرواية التاريخية، مع اننا نجد اشارات في رواياتك تحيل الي ازمنه واحداث؟

المساله ليست في انني احبذ او لا احبذ، فالتوصيف ياتي من خارج الفعل الكتابي. واعتقد ان (الكاتب) عبد الرحمن منيف هو من قال انّ "الروايه هي تاريخ المهمشين او من لا تاريخ لهم". اما اذا كانت الروايه التاريخيه هي تلك التي تنقل احداث التاريخ كما وقعت، فبالتاكيد ان رواياتي ليست تاريخيه. ما يمكن اعتباره تاريخاً موثقاً في رواياتي لا يتعدي بضع فقرات او اشارات في سطور قليله. فانا لا اورد الاشارات التاريخيه الزمنيه، الاّ اذا بدت لي انها تساهم في اضاءه المحنه الانسانيه التي اختبرها روائياَ.

ما ابرز الملامح الفنيه لمنجزك السردي؟وهل الاهتمام بترجمه رواياتك للغات اخري جاء تقديراً لهذا المنجز،ام لاسباب اخري؟

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل