المحتوى الرئيسى

كتاب لأستاذ الفلسفة المصري أبو العلا عفيفي.. التصوف أول ثورة في الإسلام

07/19 10:16

يسجل كتاب (التصوف.. الثوره الروحيه في الاسلام) ان الحياه الروحيه بلغت ذروتها في التصوف الذي كان نقطه التقي فيها المسلمون مع اصحاب الديانات الاخري وانه اول ثوره ضد الظلم السياسي والاقتصادي والاضطهاد فضلا عن الرغبه في الاستغناء عن ثراء كان ثمره للفتوحات في صدر الإسلام.

ويقول ابو العلا عفيفي ان الزهد كان مدخلا لثوره المسلمين الروحيه "علي ذلك الثراء المفاجئ الذي اصابوه... قامت في نفوس اتقيائهم ثوره داخليه هي نزاع بين نفس لا تزال علي ايمان غض قوي ودنيا مقبله عليهم بشهواتها ومباهجها" فكان الخلاص برياضه النفس علي المجاهده والاستغناء عن الملذات.

ويرجح ان دعوه أبي ذر الغفاري وهو احد صحابه النبي محمد "كانت صدي لهذه الثوره" علي الاثرياء وفي مقدمتهم بنو أميه وخصوصا معاويه بن ابي سفيان حيث اشتهر ابو ذر بندائه "اين اموال المسلمين يا معاويه". ويلقب ابو ذر بانه اول الاشتراكيين في الاسلام.

ويقول عفيفي ان ابا ذر المتوفي عام 32 من هجرة النبي محمد "قضي الشطر الاكبر من حياته في مناهضه بني أمية واساليب حياتهم وحكمهم والسخط علي اغنياء عصره داعيا الي حياه اشتراكيه عادله في حدود الاسلام وتعاليمه."

ويري ان التصوف الاسلامي هو وليد تاريخ الإسلام الديني والسياسي والعقلي وانه كان ثوره علي النظام السياسي الظالم والنظام الاجتماعي غير العادل في القرن الاول من صدر الاسلام حيث شهد "حوادث سياسيه خطيره مثل الحروب الاهليه الداميه الطويله التي وقعت بين علي (بن ابي طالب) ومعاويه والفتن والقلاقل في عهد عثمان (بن عفان)... وكبت للحريه الشخصيه لم يسبق له مثيل" ومال البعض الي العزله والزهد نشدانا لراحه الضمير.

وظل كتاب (التصوف.. الثوره الروحيه في الاسلام) بعيدا عن ايدي القراء والباحثين منذ 50 عاما حيث صدرت طبعته الاولي عام 1964 قبيل عامين من وفاه مؤلفه. وتقع الطبعه الثانيه التي اصدرتها الهيئة المصرية العامة للكتاب في 325 صفحه كبيره القطع.

وابو العلا عفيفي (1897-1966) كان الاول علي دفعته في كليه دار العلوم فسافر في بعثه الي بريطانيا لدراسه التربيه ولكنه اتجه الي دراسه الفلسفه في جامعه كمبريدج ونال درجتي الماجستير والدكتوراه في اعمال محيي الدين بن عربي الملقب بالشيخ الاكبر. ثم قام بتدريس مادتي المنطق والفلسفه بكليه الاداب بجامعه القاهره.

وقال الشاعر أسامة عفيفى حفيد المؤلف لرويترز انه وضع "اول كتاب عربي" في المنطق لطلبه المدارس التوجيهيه-الثانويه بعنوان (المنطق التوجيهي) كما وضع "اول قاموس" للمصطلحات الفلسفيه وله ترجمات ومؤلفات بالانجليزيه والعربيه منها تحقيق وشرح (فصوص الحكم) لابن عربي وتحقيق (مشكاه الانوار) لابي حامد الغزالي.

واضاف ان ابو العلا عفيفي تولي عماده كليه الاداب بجامعه الاسكندريه وكتب دراسات عن المتصوفه والادب لصوفي والشعر الصوفي وجمالياته في مجلات (الرساله) و(الثقافه) و(الهلال) و(الازهر) وكثير منها لم ينشر كتب. 

ويقول المؤلف ان التصوف الاسلامي وغير الاسلامي في جوهره ظاهره انسانيه ذات طابع روحي غير محدوده بزمان او مكان او جنس او لغه وانه يتجاوز الفلسفه لانه حال او تجربه روحيه "استبطان منظم للتجربه الدينيه ولنتائج هذه التجربه" في النفس. وللتصوف عشرات التعريفات منها "الا تملك شيئا ولا يملكك شيء" كما قال سمنون المحب. 

ويضيف ان اساس الطريق الصوفي وفلسفته تصفيه النفس وتطهيرها من ادران البدن فاقترن الصوفي بالصفاء لان الصوفي يتجاوز عالم الحس الي الفناء في الهب وهي منزله روحيه يحصل للصوفي فيها ما يسمي "الاشراق".

ويسجل ان "اتقياء المسلمين لم يجدوا في فهم الفقهاء والمتكلمين للاسلام ما يشبع عاطفتهم الدينيه فلجاوا الي التصوف لاشباع هذه العاطفه... تلمس اليقين عن طريق الوجدان" فكان الزهد بدايه الطريق الصوفي الي المعراج الروحي.

ويرفض القول بان الفناء الصوفي نوع من النرفانا الهنديه لان "النرفانا ظاهره سلبيه محضه وفكره متفرعه عن مذهب تشاؤمي شامل".

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل