المحتوى الرئيسى

المرأة التى فضلت الإسلام على العتق (16)

07/14 09:24

نصر اللَّه المسلمين علي اليهود في خيبر نصرًا كبيرًا، وكانت هي من بين السبايا، قال لها رسول اللَّه «لم يزل ابوك من اشدّ اليهود لي عداوه حتي قتله اللَّه تعالي.. يا صفيه، ان اخترت الاسلام امسكتك لنفسي، وان اخترت اليهوديه فعسي ان اعتقك فتلحقي بقومك»  فقالت: يا رسول اللَّه، ان اللَّه يقول في كتابه:(وَلَا تَزِرُ وَازِرَهٌ وِزْرَ اُخْرَي) وانا قد هويتُ الاسلام وصدَّقْتُ بك قبل ان تدعوني حيث صِرْت الي رَحْلِكْ،

ومالي في اليهوديه ارَبٌ، ومالي فيها والد ولا اخ، وخيّرتني الكفر والاسلام، فاللَّه ورسوله احبّ الي من العتق وان ارجع الي قومي , فلما همت صفيه ان تركب البعير ثني لها النبي  ركبته لتركب، فاجَلَّتْ رسولَ اللَّه  ان تضع قدمها علي فخذه ؛ فوضعت ركبتها علي فخذه فركبت، ثم ركب النبي  فالقي عليها الحجاب، ثم سارا مع المسلمين حتي اذا كانا علي بُعد سته اميال من خيبر نُزُلاً مع الجيش منزلاً للراحه، فاراد النبي  ان يُعرس بها فابت صفيه، فغضب النبي  منها في نفسه، فلما كانا بالصهباء علي بعد سته عشر ميلا من خيبر طاوعته، فقال لها: «ما حملك علي ابائك حين اردت المنزل الاول؟ قالت: يا رسول اللَّه خشيت عليك قرب اليهود فاكرمها النبي  علي موقفها ذاك وخوفها عليه من اليهود.

تقول السيده صفيه -رضي اللَّه عنها-: دخل علي رسول اللَّه  وقد بلغني عن عائشه وحفصه قولهما: نحن اكرم علي رسول اللَّه  منها، نحن ازواجه وبنات عمه، فذكرت له ذلك، فقال: «الا قُلتِ: وكيف تكونان خيرًا مني؛ وزوجي مُحمد، وابي هارون وعمي موسي».

وتقول: جئت الي رسول اللَّه ازوره في اعتكافه في المسجد في العشر الاواخر من رمضان فتحدثت معه ساعه، ثم قمت انصرف، فقام النبي  معي يودعني، حتي اذا بلغت باب المسجد، عند باب ام سلمه مر رجلان من الانصار، فسلما علي رسول اللَّه فقال لهما النبي «علي رِسلكما انما هي صفيه بنت حُـيَـي». فقالا: سبحان اللَّه يا رسول اللَّه!، فقال «ان الشيطان يبلغ من ابن ادم مبلغ الدم، واني خشيت ان يقذف في قلوبكما شيئًا».

ولما كان رسول اللَّه  في مرضه الذي تُوفي فيه، قالت السيده صفيه - رضي الله عنها: واللَّه يا نبي اللَّه  لوددت ان الذي بكَ بي,  فغمزها ازواجه، فابصرهن رسول اللَّه  فقال: «مضمضن» قُلن: من اي شيء؟ قال: «من تغامزكن بها، واللَّه انها لصادقه».

وكانت - رضي اللَّه عنها - سخيه كريمه، فقد اهدت الي السيده فاطمه الزهراء وبعض امهات المؤمنين حلقات من ذهب، وتصدقت بثمن دارها قبل وفاتها

ويروي ان جاريه عندها اتت عمر بن الخطاب -رضي اللَّه عنه- فقالت له: ان صفيه تحب السبت وتصِل اليهود، فبعث اليها فسالها عن ذلك، فقالت: اما السبت فاني لم احبه فقد ابدلني اللَّه خيرًا منه وهو الجمعه، واما اليهود فان لي فيهم رحمًا لذلك اصلها, ثم قالت للجاريه: ما حملكِ علي هذا؟ قالت الجاريه: الشيطان,  فقالت لها السيده صفيه: اذهبي فانت حره.

وتحكي صفيه انها لما تزوجت النبي  راي بوجهها اثر خُضره قريبًا من عينها، فقال لها النبي: «ما هذا؟ قالت: يا رسول اللَّه  رايت في المنام كان قمرًا اقبل من يثرب حتي وقع في حجري، فذكرت ذلك لزوجي كنانه فضرب وجهي ولطمني لطمًا شديدًا، وقال: اتحبين ان تكوني تحت هذا الملك الذي ياتي من المدينه - يقصد رسول اللَّه -

وقد وقفت السيده صفيه بجانب الحق حين تعرض امير المؤمنين عثمان بن عفان للحصار في منزله، فوضعت خشبًا من منزلها الي منزل عثمان تنقل عليه الماء والطعام له.

أهم أخبار متابعات

Comments

عاجل