المحتوى الرئيسى

«أصل الحكاية» : «الديكتاتور» في روما .. و«الأمير» عند العرب

07/09 15:08

هناك الكثير من الالقاب و المسميات التي تتكرر علي اسماعنا كثيراً دون ان نعرف ، ما اصل تلك الكلمات ، و من اين جاءت ، و يكشف لنا الصحفي هشام زكي ” اصل الحكايه ” ، و هي موسوعه ثقافيه معلوماتيه تبحث عن اصل تسميه الاشياء ، و من خلالها سنتعرف علي أصل كلمة ” امير المؤمنين ” و ” ديكتاتور ” و ” دبلوماسي ” و ” وزير ” .

نبدا مع قصه لقب ” امير المؤمنين ” الذي اطلق في اول الامر علي ” عمر بن الخطاب ” رضي الله عنه ، بن الخطاب كان يبحث عن لقب مختلف لانه كان دوما يردد ” و الله ما انا بملك فاستعبدكم ، و انما انا عبد الله عُرض علي الامانه ” ، و عندما سمع بن الخطاب احد الاشخاص يناديه باسم ” امير المؤمنين ” ،

فاستحسنه و اختاره بعد ذلك لقبا له .

و لقب الامير في ذلك الوقت لم يكن مستحدثا ، فعرفته الدول العربيه و الاسلاميه منذ العهد النبوي ، و لكن كان مخصص لوظيفه او اقليم ، فكان هناك القاب ” امير الجيش ، امير الصدقات ، امير اقليم من الاقاليم ” .

و اقتنع عمر باللقب ، لان القران يسمي السياسه و شئون الحكم و امور الدنيا بـ “الامر” في قوله سبحانه و تعالي ” و امرهم شوري بينهم ” و ” شاورهم في الامر ” ، ” و اطيعوا الله و رسوله و اولي الامر منكم ” ، فالساسه هم الذين ياتمرون و يتامرون اي يتشاورون في الامر ، و كبيرهم هو الامير ، اللقب الذي استحسنه عمر ، و منذ ذلك الحين اصبح لقب ” امير المؤمنين ” هو لقب الحاكم الاسلامي .

اما لقب ” ديكتاتور ” فاطلق لاول مره في جمهوريه روما القديمه ، و كان يطلق علي الرجل القوي الذي يتم استدعائه اوقات الازمات العسكريه في بدء الامر ، ثم اصبحوا يستدعوه ايضا خلال الازمات الداخليه في البلاد ، و كان يحكم البلاد بسلطات مطلقه ، لمده 6 اشهر ، يتخلي بعدها الديكتاتور عن السلطه ، ثم يعود لمكانه الاول .

و مع الوقت اصبح للديكتاتور صلاحيات مطلقه الي ابعد الحدود و لاجل غير مسمي ، و هو امر متوقع فعندما تنصب شخص بسلطات مطلقه ، سياتي اليوم ليستغلها رافضا الالتزام بالمده المحدده له ، علي مر التاريخ استحدثت القاب و مسميات عديده ، و لكن ان تستحدث روما لنفسها ” ديكتاتور” شئ اخر ،و رغم ان الديكتاتوريه و الديمقراطيه متواجدين منذ بدء التاريخ لكن لفظ الديكتاتور لم يكن استحدث بعد ، و قد استحدث علي ايدي روما .

و الديكتاتوريه كمصطلح سياسي في العصور الحديثه تعني نظام حكم ، يحكم فيه شخص واحد بجميع الصلاحيات التشريعيه و التنفيذيه ، سواء مارس هذه الصلاحيات شخصيا او عن طريق بعد اعوانه و حاشيته .

و من ابرز سمات الديكتاتور في العصر الحديث هو كبت الحريات و السيطره علي جميع اجهزه الدوله ، و من اشهر الشخصيات الديكتاتوريه في العصر القديم ، هو ” يوليوس قيصر ” ، منح عام 46 قبل الميلاد ، صلاحيات ديكتاتوريه لمده 10 سنوات ، مددت بعدها بعامين ، لتصبح سلطات لا تنتهي الا بوفاته ، و كان ذلك من اسباب المؤمرات التي احيكت لاغتياله ، و من اشهر النظم الديكتاتوريه في القرن العشرين هو نظام هتلر الالماني .

كما اخذ العالم عن روما لقب ” ديكتاتور ” اخذوا منها ايضاً لقب ” دبلوماسي ” فهو مشتق من الفعل اليوناني ” يطوي ” فكانت جوازات السفر و جوازات المرور ايام الامبراطوريه الرومانيه ، تدمغ علي قطعه مدنيه مزدوجه ثم تطلق علي شكل معين ، و يطلق عليها كلمه ” دبلوماسي ” .

ثم اصبح هذا اللفظ يطلق علي الاوراق الرسميه و خاصه الوثائق التي تعطي بموجبها امتيازات معينه ، او تشمل علي احكام معاهدات اجنبيه .

و شاع استخدام الكلمه بمعناها الحالي في اواخر القرن الـ 18 ، لوصف البعثات التي تتبادل الدول ايفادها و التحدث باسم الحكومه ، و التعبير عن ارادتها ، و الدفاع عن وجهه نظرها لدي حكومه اخري ، و تعد جمهوريه البندقيه هي اول دوله انشات نظاما لتعيين سفراء دائمين يقيمون في العواصم الاجنبيه .

و عن اصل كلمه ” وزير ” فهي كلمه عربيه ، مشتقه من كلمه ” الوزر ” و تعني الملجا او المعتصم ، اي الشخص الذي نرجع لرايه و تدبيره ، و لها معني تاني و هو الثقل ، لان الوزير يحمل اعباء الدوله ، و جانب من مسئوليه الحكم .

و ذكر في القران ” و اجعل لي وزيرا من اهلي هارون اخي اشدد به ازري و اشركه في امري ” علي لسان نبي الله موسي عليه السلام ، فاول ذكر للكلمه كان في القران الكريم .

و كان محمد رسول الله صلي الله عليه و سلم يشاور اصحابه خاصه ابو بكر حتي عرف بانه وزير الرسول ، و في الدوله الامويه استعان معاوية بن ابي سفيان بعمرو بن العاص و زياد بن معاويه ، و لكن لم يكن يطلق عليهم حتي ذلك الوقت لقب ” وزير ” .

فكلمه وزير لم تقنن و تعرف بهذا الاسم الحالي الا في العصر العباسي ، و قبل ذلك كان يطلق علي من يمثل هذا المنصب ” كاتب او مشير ” .

و اول شخص اطلق عليه لقب وزير كان ” ابو سلمه الخلال ” و كان يلقب بوزير ال محمد ، و كانت طقوس تولي الوزاره المتبعه وقتها لتولي المنصب ، هو ان يرسل الخليفه اثنان من الامراء بكتاب لمن يريد توليته الوزاره ، و علي الوزير قبل مقابله الخليفه ان يرتدي ملابس ” التشريف ” ، ثم يدخل علي الخليفه يقبل يده ، و يرحل .

أهم أخبار متابعات

Comments

عاجل