المحتوى الرئيسى

"النوبي".. مابين سنوات التهجير وأعوام الغربة

07/07 23:26

بهدوء وتركيز، اتخذ مقعده وسط حديقه شارع جامعة الدول العربية، يقرا الجريده بتمعن، يقلب صفحاتها وينتقي المقالات والاخبار، لا يقطع حبل قرائته وتركيزه اي شيء، فالوقت ما زال مبكرًا علي المضايقات التي اعتادها الحاج محمد النوبي، منذ ان عرفت قدماه السير في شوارع المهندسين صباحًا، قبل ان يذهب الي مقر عمله في احدي شركات الصرافه القريبه.

"النوبي"، لقبه الاكثر شهره من اسمه، عرفه الناس به منذ سافر الي الخليج باحثًا عن الرزق، اكثر من 20 عامًا قضاها في الكويت، ليغادرها زحفا الي مصر "بتحويشه العمر"، بعد اقتحام صدام لها، لم تكن المره الاولي التي يهرب فيها، فخروجه من الكويت اعاد له ذكري تهجيره من النوبه، خوفًا علي اهلها من فيضان النيل عند بناء السد العالى، ذكري ما زالت مؤلمه بخاطره، الوجع لا يزال يسكن وجدانه، يتجدد في كل مره، يساله احدهم: "انت من اسوان يا حاج"، فيرد دامعًا: "لا انا من النوبه"، ما تزال ذاكرته تحمل اللغة النوبية التي يعلمها لشباب العائله القاهريين "الجيل اللي طالع مش عارف اللغه بتاعته عشان اتولد وعاش بعيد عن بلده واحنا بندرس لهم كانهم في مدرسه بالظبط".

احلام كثيره قطع الحاج محمد وعودًا لتحقيقها، وفعل "علمت ولادي و بقوا في احسن مراكز في البترول والهندسه وبنتي دكتوره في الجامعه"، رحله العمل في الخليج لم تنته بعد غزو العراق للكويت، ولكنه عاد اليها مره اخري بعد التحرير "انا ما كنتش عايز ارجع للغربه تاني بس لقيت الحال في مصر ما يسرش، سافرت ورجعت قبل ثوره يناير باسبوع، بس ما ندمتش المره دي استكفيت كده".

"الشقا"، الكلمه التي عرفتها حياه النوبي، "انا عندي 76 سنه وماقدرش اقعد في البيت يوم واحد لازم اشتغل"، للعمل في حياه النوبي اهداف اخري، ليس من بينها المال "انا الحمد لله مستريح وحالي متيسر لكن بشتغل عشان اعيش وعشان الشوق بيني وبين مراتي يفضل موجود، كفايه وقفتها في البلكونه تستناني لما اروح والفطار والغدا اللي اعمله بايدي يوم الجمعه، عشان هي ترتاح، راحتها عندي هي الحياه".

أهم أخبار منوعات

Comments

عاجل