الزواج السري بالمغرب - هل هو اضطرار أم اختيار؟

"وقعنا علي ورقه، كتب عليها: "اني زوجتك نفسي وملكتك نفسي". هكذا تحدثت سامية، بنبره منكسره، وهي تحاول استرجاع ما حدث قبل حوالي سنه. الطالبه ذات 24 ربيعا تزوجت " بالطريقه السريه" من زميل لها، عرف بتدينه، بعد استشاره بعض زملائها في الجامعة. وتشرح ساميه قائله: " التحقت بركب الزواج داخل الجامعه، حتي لا اتهم بالرجعيه، وتم اقناعي حيق قيل لي انه حلال وسيمنعنا من الوقوع في الخطيئه".

اخذ موضوع الزواج السري بالمغرب بعدا سياسيا، بعدما تحدثت عنه النائبه البرلمانيه فوزيه الابيض في سؤال لوزير العدل والحريات مصطفى الرميد في البرلمان المغربي، حيث وقفت علي حالات زواج في الجامعات بدون عقد شرعي، في ظل وجود من يكفر بثقافه التوثيق القانوني للزواج ولا يعترف بالتصريح القانوني الملزم للطرفين، رغم وجود نص صريح في مدونه الاسره (الماده 16) والذي يعتبر وثيقه الزواج القانونيه امرا ضروريا لاثبات رابطه الزوجيه. واوضحت النائبه البرلمانيه ان "هناك فئه من الطلبه تكفر بالامن التوثيقي، والقوانين المؤسسه للعلاقه الشرعيه، التي تحمي الطرفين، وهناك فئه تتحايل علي القانون بطريقه غير شرعيه تحت غطاء ديني، يتركون العقد الكتابي الموثق والمعترف به رسميا ويتشبتون بـ"الميثاق الشفوي".

الزواج السري بهدف الابتعاد عن الشبهات

من جهتها تؤكد فاطمه (30 سنه) قائله " قبلت انا وزوجي ان نخوض تجربه الزواج السري لانه بات الخيار الوحيد لنعيش مع بعضنا البعض امام رفض العائله" . غير انها تشير بنبره حازمه " علاقتنا جيده ونحن راضينا عليها لان ما يجمعنا هو اقوي من مجرد ورقه ".

القانون لا يعترف بـ"الزواج" السري

وسط غياب ارقام دقيقه واحصائيات رسميه حول " الزواج" السري، تظل محاكم الاسره في المغرب تعج بعدد من قضايا اثبات النسب، نتيجه التشابكات المعقده في الزواج السري الذي لا يقوم علي ارضيه قانونيه. وعن ذلك تقول زهور الحر نائبه رئيس الجمعيه المغربيه لمسانده الاسره، الرئيسه السابقه لمحكمه الاسره والقاضيه السابقه بالمجلس الاعلي، عضو اللجنه الملكيه لوضع قانون الاسره: "لا يعترف القانون المغربي بشيء اسمه الزواج العرفي او السري، اذ ان المشرع المغربي في مدونه الاسره وضع مجموعه من الشروط. فالقانون يعترف فقط بالزواج الموثق. اما بالنسبه للزواج غير الموثق فان مدونه الاسره تسمح بتوثيقه لاحقا اذا كانت هناك ظروف وشروط قاهره حالت دون توثيقه في حينه".

ملصق لرفض العنف ضد النساء

وعن اسباب الزواج السري تعزو النائبه البرلمانيه الابيض ذلك لـعده اسباب منها " الفقر والجهل والرغبه في الابتعاد عن ميولات شاذه، او بسبب غلاء تكاليف المهر، او عدم القدره علي كبح الرغبات او فقط بسبب ادراج الزواج السري في سياق الحريه الجنسيه الي غير ذلك من الاسباب".

" يلجا بعض الناس الي الزواج السري اضطرارا وليس اختيارا، ولان الاصل في الزواج ان يكون مشهورا علنا، فان الزواج السري مكروه وغير محمود". هذا ما يؤكده الشيخ عبد الباري الزمزمي رئيس الجمعيه المغربيه للدراسات والبحوث في فقه النوازل في تصريح ل DW/عربيه حول موقف الشريعه من الزواج السري . ويضيف انه اذا كان الزواج مكتمل الاركان بحضور الشهود وولي الامر وبالصداق وتوفر التراضي مع اقامه الوليمه، فهو زواج شرعي، حتي في حاله غياب التوثيق.

اما رئيس المجلس العلمي لمدينه تماره لحسن السكنفل وهو مجلس علماء ترعاه وزاره الاوقاف والشؤون الاسلاميه، فيري من جهته ان" الزواج السري هو زواج باطل شرعا لان من شروط الزواج اولا وجود التراضي ثم كتابه العقد، ثم حضور الشهود وحضور ولي الامر. ومع عدم وجود هذه الشروط اصلا فليس ذلك بزواج بل هو علاقه جنسيه غير شرعيه، اي انه زنا تكون ضحيته المراه والابناء في ظل غياب الوثيقه الشرعيه".

مظاهره نسائيه للمطالبه بالمساواه مع الرجل في الحقوق