المحتوى الرئيسى

الحرب العالمية الأولى: البسكويت والخوذات أدوات لتغيير المسار

06/27 21:08

في بدايه الحرب العالميه الاولي، حلق 66 طيارا من الفيلق الجوي الملكي بطائراتهم عبر القنال لدعم الجيش

الخوذه المعدنيه والبندقيه الاليه والمنطاد هم ثلاثه امثله فقط تظهر كيف ان الجبهة الداخلية كان لها اثر كبير علي الطريقه التي ادارت بريطانيا بها الحرب العالميه الاولي.

من الصعب حاليا العثور علي الكثير من الاماكن التي صنعت فيها هذه الاشياء، بسبب استبدالها بمدن صناعيه اخري.

في بعض الحالات، كان من الضروري اصدار تشريعات برلمانيه لضمان امكانيه انجاز تصنيع هذه الاشياء.

يبحث الموقع الاخباري لبي بي سي في بعض اهم الوسائل التي دفعت احد ابرز الصراعات الدوليه نحو الابتكار الصناعي.

في بدايه الحرب العالميه الاولي، حلق 66 طيارا من الفيلق الجوي الملكي بطائراتهم عبر القنال لدعم الجيش.

وبنهايه الحرب عام 1918، كان سلاح الجو الملكي المشكل حديثا يضم اكثر من 18 الف ضابط.

وتاسست المطارات في انحاء البلاد لتدريب الطيارين، واكبرها من حيث المساحه كان في "ناربورو" في نورفوك والذي امتد علي مساحه اكثر من 900 هكتار.

وقال ديفيد تيرنر من جمعيه ناربوره للدراسات التاريخيه ان "الامر المذهل هو انه (هذا المطار) لم يفتح حتي عام 1915، ولم تكن هناك مبان هنا حتي عام 1916، وبحلول عام 1919 اختفت 95 في المئه من المباني".

تحول المطار الذي انشا في كاسل برومويتش في برمنغهام الي مدينه صناعيه حاليا.

لكن خلال الحرب، كان هذا المطار قاعده للطيارين من بينهم كل من ملازم اول طيار الليفتنانت ويليام ليف روبنسون في سي، اول رجل يسقط منطاد الماني فوق بريطانيا وارثر "بومر" هاريس، الذي قاد القاذفه كوماند في الحرب العالمية الثانية.

وقال كريس جون نائب رئيس جمعيه "ويسترن فرنت اسوسيشن" في برمنغهام ان تعلم الطيران كان مهمه محفوفه بالمخاطر، وقعت اكثر من 70 حادثه اصطدام في كاسل برومويتش، نصفها تقريبا اسفر عن سقوط ضحايا.

واضاف "كانت الطائرات عاديه للغايه، ولم تكن هناك معرفه جيده بمبادئ الطيران، وكانت الخسائر عاليه جدا".

بعد ان بدات مناطيد "زبلن" الالمانيه غارات علي بريطانيا، سارعت الحكومه البريطانيه الي تصميم وبناء مناطيدها الحربيه الكبيره والمتينه، ولقد لجات الحكومه للرجل الذي اشتهر بتصميم القنبله المحموله في الحرب العالميه الثانيه، وهو بارنز واليس.

عمل واليس لدي شركه فيكرز في منطقه بارو في كامبريا في تصميم هذه المناطيد الضخمه.

صمم واليس سلسله من المناطيد الحربيه المتطوره جدا، كان احدثها المنطاد ار 80، الذي كان يضم 1.6 مليون من المكونات، بالاضافه الي عوارض خشبيه خاصه من نوع "دورالومين" كيلومترا واسلاك تمتد ل85 كيلومترا.

وبنيت تلك المناطيد في حظيره ضخمه يصل طولها الي 150 مترا في جزيره وانلي بالقرب من بارو، والتي كانت تضم ايضا مصنعها للهيدروجين لتزويد الغاز المطلوب لرفع المناطيد.

كانت بندقيه الفيكرز الاليه تزن 13 كيلوغراما، وتحتاج الي فريق يصل الي نحو سته اشخاص لتشغيلها

وهدمت هذه الحظيره في العشرينيات من القرن الماضي.

وفي عام 1916، اختيرت كاردنغتون في بدفوردشير لتكون الموقع الذي ستبني فيه حظيرتان كبيرتان، يمكن ان تصنع فيهما مناطيد اكبر حجما.

ويصل طول الحظيرتين الي اكثر من 247 مترا، وكان من الضروري اصدار تشريع برلماني من اجل توفير كميات الصلب المطلوبه لتشييدهما.

وجري الانتهاء من تصنيع المنطاد الحربي (ار 31) فقط قبل خمسه ايام من انتهاء الحرب، لكنه لم يشارك في اي نشاط علي الاطلاق.

اذا صحت مقوله نابليون بونابرت بان "الجيش يسير علي معدته" (في اشاره لاهميه توفير الغذاء للجنود)، فان الجيش البريطاني قد زحف معتمدا علي البسكويت واللحم المحفوظ. كان البسكويت التقليدي للجيش متين جدا لدرجه ان الجنود كان بامكانهم تحويله الي اطارات صور.

اشتري الجيش البريطاني 58.5 كيلوغرام من البسكويت فقط في عام 1918 بتكلفه تبلغ 3.494.000 استرليني.

كان لدي الجيش 12 وصفه لتصنيع البسكويت الخاص به، لكن ما يتذكره الجنود بشانه هو مدي صلابته.

كان لدي الجيش البريطاني 12 وصفه لتصنيع البسكويت الخاص به، لكن ما يتذكره الجنود بشانه هو مدي صلابته

ولم تتمكن سوي الاسنان القويه من قضمه، لكن الجنود كان يغمسونه في الشاي الخاص بهم او سحقه الي فتات لاضافته الي طبخات الجيش التي لا تنتهي.

صنعت شركه هانتلي وبالمرز ومقرها ريدينغ بسكويت الجيش رقم 4 و9، وما يدل علي صلابته وطول فتره عمره هو ان بعضه ظل موجودا لنحو 100 عاما.

ويضم متحف ريدينغ مجموعه من هذا البسكويت، تظهر بعض الاستخدامات البديله لهذا البسكويت من قبل الجنود.

قام احد الجنود بارسال قطعه منها في رساله بريد ونقشت عليها عباره "لقد بدات اضرابا عن الطعام، والسبب مرفق، لتهتموا بالعابكم الصغيره".

تم تحويل قطعه اخري الي اطار صوره علي شكل قلب، بالاضافه الي صوره جندي يبدو صغيرا جدا.

في عام 1914 خاض الجنود البريطانيون الحرب وهم يرتدون قبعات خفيفه لم توفر اي حمايه للراس من الشظايا او الطلقات، لم تكن الخوذات قدمت لمعظم الجنود حتي "معركه سوم" في عام 1916.

انتجت شركه جوزيف سانكي اند سونس الملايين من الخوذات المعدنيه خلال الحرب العالميه الاولي

كان لدي مكتب الحرب قسم خاص للابتكارات خلال الحرب العالميه الاولي، وفي عام 1915 بدا قسم الابتكارات البحث عن تصميم للخوذه يمكن ان يقلل من عدد اصابات الراس التي يتعرض لها الجنود.

منح جون ال برودي شهاده براءه لهذا التصميم في نفس العام.

ولد جون في المانيا وتربي في افريقيا وحقق ثروته في افريقيا قبل ن يستقر في لندن.

صنعت خوذه برودي من قطعه واحده من الصلب، وهو ما جعل تصنيعها سريعا وسهلا.

وانتجت شركه جوزيف سانكي اند سونس الملايين من هذه الخوذات خلال الحرب.

ولم يشكك المؤرخ روجر ديكس في الفاعليه الكبيره لهذه الخوذات بالنسبه للجنود علي الجبهه.

وقال انه "انتجت عده ملايين من هذه الخوذات هنا (في بيلستون)، اصبح من الممكن انقاذ الاف الارواح وانقذ ارواح جنود كثيرون مما قد توصف بالجروح التي تغييرا كبيرا في حياه الاشخاص، وكانت اصابات الراس مروعه، ولذا فان (هذه الخوذات) احدثت فارقا كبيرا".

وللمفارقه المريره فان احد مديري الشركه وهو سيدني سانكي قتل بطلقه في الراس بالقرب من يبري في بلجيكا عام 1915، قبل عام من اصدار الخوذات للجنود البريطانيين.

بدا نحو مليوني جندي ارتداء الزي العسكري الكاكي للجيش البريطاني بحلول عام 1918، وكانت لفافه الساق التي يتم ارتداؤها حول مقدمه الساق احد ابرز السمات البارزه لهذا الزي.

واوضح دوغلاس كوردو من شركه "فوكس براذرس اند كو ليمتد" من ولنغتون في سمرست ان "اللفافه كانت اشبه بضماده مصنوعه من الصوف (المحبوك) وكانت تلف حول الساق".

واضاف كوردو بان "الشيء الرائع في هذه اللفافه يتمثل في انها لا تحتاج الي مقاسات، وهي ايضا تحمي الحذاء من الانغماس في الطين".

استبدلت لفافات الساق قبل فتره قصيره من الحرب العالميه الثانيه بالاحذيه التي تغطي الكاحل ومؤمنه بابزيم

وصنعت الشركه ما يقدر بـ 12 مليون زوج من هذه اللفافات، والتي في حال تفكيكها قد تغطي مساحه تصل الي 66 الف كيلو متر، وهي مساحه كافيه ليجوب الشخص ساحل بريطانيا مرتين.

واستبدلت لفافه الساق قبل فتره قصيره من الحرب العالميه الثانيه بالاحذيه التي تغطي الكاحل والمؤمنه بابزيم.

ولا تزال تصنع الشركه هذه الاحذيه في نفس المكان الذي استخدمته في الحرب العالميه الاولي.

الحقت هذه البندقيه الاليه خسائر كبيره في الارواح للجنود في ساحات المعارك في الحرب العالميه الاولي، وكانت بنادق فيكرز فعاله وناجحه وظلت تستخدم في الخدمه مع الجيش البريطاني لاكثر من 50 عاما.

ورغم ان بندقيه فيكرز طرحت للمره الاولي عام 1912، فان الجيش البريطاني لم يكن لديه سوي 100 قطعه منها مع اندلاع الحرب العالميه الاولي، وفقا لمؤسسه "ويسترن فرونت اسوسيشن". وكان الجيش الالماني لديه اكثر من عشره الاف بندقيه فيكرز في عام 1914.

وتزايد الطلب سريعا وبشكل هائل علي هذه البندقيه التي صنعت في مصانع فيكرز في كرايفورد بمدينه كنت، وصنعت 266 منها في الاشهر الخمسه الاخيره من عام 1914، و39 الفا في عام 1918، وفقا لاحصاءات مكتب الحرب.

ويمكن للفيكرز اطلاق نحو 500 طلقه في الدقيقه الواحده، وقللت لاحقا لوقف السخونه الزائده لفوهه البندقيه.

وكانت البندقيه تزن 13 كيلوغراما، وحمالتها ثلاثيه القوائم تزن نحو 23 كيلوغراما وتحتاج الي فريق يصل الي نحو سته اشخاص لتشغيلها.

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل