بردية "تورين" وثيقة للكشف عن مناجم الذهب بمصر

 اكد خبير الاثار الدكتور عبدالرحيم ريحان ان برديه "تورين" التي تعود لعصر الملك رمسيس الثاني، والمكتشفه بدير المدينه بطيبه بواسطه العالم الايطالي برناردينو دروفتي قبل عام 1824، ومكتوبه علي ورق بردي بالخط الهيراطيقي والموجوده حاليا بمتحف تورين بايطاليا، تعد وثيقه مهمه للكشف عن مناجم الذهب في مصر، حيث تشير الي منجم الفواخير وسلسله مناجم الذهب الواقعه في قلب الصحراء ما بين الاقصر والبحر الأحمر، مشيرا الي ان الفراعنه استخدموا اكثر من 40 منجم ذهب.

قال ريحان، في تصريح له اليوم، ان المصريين القدماء اظهروا براعتهم في استخراج الذهب من صخور الكوارتز، حيث كانت عروق الذهب بالصخره المحيطه به تقطع من المناجم بوسائل متعدده منها النار ثم يفتتها لقطع صغيره ويطحنها لمسحوق يوضع علي سطح مائل يمرر فوقه تيار من الماء بحيث يمكن فصل ذرات الذهب منه ثم تجمع وتصهر، وقد كشف عن الادوات الخاصه بعمليه السحق بالقرب من منجم ام الروس القديم.

واضاف ان المصريين القدماء صنعوا الصفائح الرقيقه من الذهب لتغطيه الاثاث والتوابيت، وكانوا يقطعونه الي اسلاك مختلفه الاحجام لتكفيت معادن اخري اقل قيمه، كما سجلوا علي جدران مقابرهم مناظر استعمال الذهب وصياغته مثل مقبره الملكه تي ومقبره مريروكا بسقاره وهي مناظر تصور عمليات وزن الذهب وتسجيله وتسليمه للعمال ورؤسائهم لصياغته في قلائد وحلي متنوعه.

اوضح ان المصري القديم كان يحصل علي الذهب من قفط وبلاد النوبه في الاسره الثانيه عشره، لافتاً الي ان نقوش المعابد والمقابر في الدوله الحديثه تحدد مكان الحصول علي الذهب من النوبه وقفط ووادي جضامي وارديا واداهت وسمنه ووادي حمامه وابو جريده، وقد عثر في وادي حمامه وابو جريده علي مخربشات من الدوله القديمه وخراطيش لرمسيس الثالث، وذلك طبقا لما جاء في كتاب "من اسرار الفراعنه" لحسن سعدالله مدير المكتب الاعلامي لوزاره الاثار والتراث.

تابع ان بردية تورين حددت منجم ذهب في منتصف وادي الحمامات ووادي السد علي بعد 18كم من وادي عطا الله وكذلك في وادي الفواخير علي بعد 4كم من محجر "بخن" الذي حددته برديه تورين قرب منجم الذهب في وادي الحمامات، مشيرا الي وجود مناجم للذهب في وادي عباد قرب البحر الاحمر، حيث معبد الرديسيه من عهد سيتي الاول والعديد من المناجم الاخري التي تحيط بهذه المنطقه كمنجم دونجاش شمال شرق ساموت ومناجم وادي الهودي ووادي العلاقي.