المحتوى الرئيسى

بالفيديو.. “دراكولا المخيف”قتل 100 ألف إنسان ومُسلم أنهى حياته

06/27 01:52

اشتهرت شخصيه «دراكولا» مصاص الدماء، بانها مجرد اساطير وخرافات تطورت في اذهان الشعوب، واستخدمها المؤلفون لتقديم افلام سينمائيه وذلك بعد ظهورها للمره الاولي في روايه الكاتب الايرلندي برام ستوكر عام 1897 بعنوان «الذي لا يموت» ثم جري تعديلها عقب ذلك الي «دراكولا»، والتي لا يوجد منها سوي نسخه واحده طرحت قبل عده سنوات في مزاد علني، ولكن الحقيقه ان «دراكولا» شخصيه حقيقيه، وتولي حكم رومانيا في القرن الخامس عشر، اعتبره الرومانيون بطلًا قوميًا انقذ اوروبا من الغزو العثماني، بينما نظر اليه البعض علي انه مجرم انهي حياه اكثر من 100 الف شخص دون رحمه او شفقه.

اسمه الحقيقي فلاد الثالث، حكم رومانيا لفترات متقطعه امتدت اجمالاً لـ7 سنوات بين 1455 و1478، ولقب بـ«دراكولا»، لانضمانه لما يسمي بـ«عصبه التنين»، والتي كانت اتحاد سري ضم مجموعه من امراء ونبلاء اوروبا الوسطي والشرقيه للوقوف ضد المد العثماني، ويعني اسم «دراكولا» باللاتيني «ابن التنين»، اما في الرومانيه الحديثه فتعني بـ«ابن الشيطان».

وُلد «فلاد» في مقاطعه سيجيشوارا باقليم ترانسيلفانيا التابع لمملكه المجر (ويتبع الان دوله رومانيا الحاليه) في شتاء عام 1431 لوالده فلاد الثاني دراكول.

عاش «دراكولا» خلال فتره حرجه من تاريخ اوربا الشرقيه، فبعد سقوط القسطنطينيه علي يد السلطان محمد الفاتح اصبح البلقان باسره ساحه مفتوحه امام الجيوش العثمانيه، وغدت مقاطعه والاشيا الرومانيه عالقه ما بين مطرقه العثمانيين وسندان الهنجاريين، وكلاهما طامع يتهدد كيان ووجود هذه الاماره الصغيره.

وكان هناك تناحر مستمر بين امراء والاشيا علي العرش، ومؤامرات النبلاء الذين استغلوا هذا التناحر لتعزيز نفوذهم ومصالحهم.

اعتلي فلاد الثاني، الشهير بـ«دراكول»، ووالد «دراكولا»، عرش ولاكيا، وظل حاكمًا عليه حتي تمت ازاحته عن العرش من خلال مؤامرات تم ترتيبها بين خصومه في ولاكيا وملك المجر في ذلك الوقت فلاديسلاف الثالث عام 1442، ومع ذلك عاد «فلاد الثاني» لاعتلاء عرش والاكيا الذي انتزعه من بين يدي باسراب الثاني وحلفائه من البويار، وذلك بمساعده السلطان العثماني انذاك «مراد الثاني» بعدما اتفق معه علي دفع الجزيه للدوله العثمانيه.

فور عودته لعرش والاكيا 1443، ارسل فلاد الثاني ولديه الشرعيين، «فلاد» و«رادو» الي البلاط السلطاني العثماني كرهائن لدي السلطان «مراد الثاني» لاثبات ولائه للامبراطوريه العثمانيه، وفي اعقاب وفاه فلاد الثاني، عاد «فلاد الثالث» ليحتل مكان ابيه علي عرش «والاكيا» بمساعده العثمانيين، فيما بقي شقيقه «رادو» اسيرًا للبلاط السلطاني العثماني، الذي اندمج مع الحياه التركيه، واعلن اسلامه، واصبح جنديًا في جيش الخليفه العثماني.

وخلال تلك الفتره التي قضاها «فلاد الثالث» في ادرنه، تمكّن الامير الشاب من دراسه علوم المنطق والقران والادب وكذلك التركيه العثمانيه حتي اتقن هذه اللغه خلال السنوات الاخيره التي قضاها في البلاط السلطاني، كما تدرّب علي الفروسيه وفنون الحرب، ولكن كان يتعرض للضرب والتعنيف من قبل الاتراك بسبب شخصيته الجريئه.

ولم تدم فتره حكم «فلاد الثالث» طويلًا، حيث عاود نبلاء ترانسيلفانيا والملقبون بـ«البويار»، وايوان دي هونيدوارا، وصي عرش المجر، غزو ولاكيا مره اخري ليعيدوا احد حلفائهم، لعرش البلاد مجددًا بعد ان اطاحت به الجيوش العثمانيه سابقًا.

وبعد اقصائه من الحكم، لم يرغب «فلاد الثالث» في طلب المساعده من الدوله العثمانيه مره اخري، خاصه بعد اعتلاء السلطان محمد الثاني نظرًا للخصومه والكراهيه بين الاثنين منذ ان تربيا سويًا في البلاط السلطاني، وعليه فر هاربًا الي مولدافيا وعاش لفتره هناك تحت حمايه عمه «بوجدان الثاني»، قبل ان يلقي الاخير حتفه في 17 اكتوبر 1451، مما دفع «فلاد الثالث» للفرار مره اخري قاصدًا المجر، وهناك التقي بايوان دي هونيدوارا والذي اُعجب بدرايه الامير الشاب بالاحوال الداخليه للدوله العثمانيه وخططهم للحرب العثمانيه ولوجيستياتها، علاوه علي الكراهيه المطلقه من جانب فلاد الثالث تجاه الدوله العثمانيه، مما دفع ايوان دي هونيدوارا لاتخاذ فلاد الثالث مستشارًا عسكريًا له.

استمر مكوث فلاد الثالث في المجر حتي ما بعد سقوط القسطنطينيه علي يد محمد الثاني، الملقب بـ«الفاتح» في 29 مايو 1453، بعدها تعاظم المد العثماني من تلك المنطقه عن طريق امارات الكاربات مهددًا بر اوروبا الرئيسي بالكامل.

وبعد ثلاثه اعوام من غزو القسطنطينيه، حاولت الجيوش العثمانيه اضعاف المملكه المجريه عن طريق محاصره بلجراد عام 1456، في ذلك الوقت، وجد ايوان دي هونيدوارا نفسه مضطرًا لمغادره المجر وشن غارات مضاده في صربيا نجح من خلالها في رفع الحصار عن بلجراد، من جانبه استغل فلاد الثالث تلك الاضطرابات في العوده مره اخري الي والاكيا وقاد عشيرته لاسترداد ملكه للمره الثانيه في 22 اغسطس 1456.

فتره حكم «دراكولا»، كما اشرنا، لم تتجاوز اجمالًا السبعه اعوام وهي مده قصيره جدًا مقارنه باعداد البشر الذين قتلهم، والذين ناهز عددهم المائه الف انسان، اغلبهم من الاتراك والبويار، ولقب بـ«فلاد المخزوق» لاستخدامه الخازوق في القضاء علي خصومه.

ذكرت المصادر انه خوزق راهباً مع حماره، كما خوزق 500 شخص من المنتسبين الي الاسر العريقه، ويقال انه استمتع عندما خوزق 600 تاجر اجنبي، كما رمي 400 طالب في نار كبيره اشعلها لهذا السبب، واجبر الاطفال علي اكل لحم امهاتهم اللاتي قتلهن، وقطع ثدي بعض الامهات، وخيط محلها رؤوس اولادهن، كما جمع كل متسولي البلد، وقدم لهم الاكل، ثم قام باحراقهم، وسلخ جلود ارجل الاسري الاتراك ثم مسحها بالملح، وجعل الاغنام تلحسها.

وغير ذلك من الجرائم، التي قتل من خلالها بين عشرين وثلاثين الف انسان، فقط للاستمتاع، ولذلك، اطلق المؤرخ دورسون بك، المعاصر للسلطان محمد الفاتح، اسم «حجاج الكفار».

كما هاجم «دراكولا» مدينه براشوف الرومانيه، معقل البويار، للانتقام منهم، واعدم قرابه 30,000 من تجار المدينه وقادتها خزقًا صبيحه الاحتفال بعيد القديس برثولماوس، في 11 يونيو 1459، بعد اتهامه اياهم بالفساد والتامر علي والاكيا، بعدها خلد الي الراحه وتناول الغذاء وسط الجثث المعلقه علي الخوازيق، تاركًا ايها للتعفن، تحذيرًا منه لكل من تسوّل له نفسه الخروج عن طاعته، كما اغار علي مدينه سيبيو بترانسيلفانيا عام 1460 واعدم 10,000 من اهلها.

في 1460 ارسل السلطان محمد الفاتح رساله الي «دراكولا» يطالبه بدفع الجزيه المتاخره عليه، والمقدره بعشره الاف دوقت، علاوه علي تقدم والاكيا لخمسمائه من ابنائها للعمل في الجيش العثماني.

رفض «فلاد» شروط السلطان العثماني لقناعته بان قبول تلك الشروط واستمراره في دفع الجزيه يعني قبوله ضمنيًا بالوصايه العثمانيه علي والاكيا، وامر بتسمير عمائم الرسل العثمانيين علي رؤوسهم بمسامير حديديه بعد ان رفضوا خلعها في حضرته احترامًا واجلالًا.

كما ارسل فلاد الثالث خطابًا لسكسون ترانسيلفانيا بتاريخ 10 سبتمبر 1460، محذرًا اياهم من غزو محمد الثاني للبلاد وطالبًا منهم العون خلال حربه ضد الجيوش العثمانيه، التي عبرت بالفعل نهر الدانوب وبدات في جمع الافراد قصرًا وارسالهم لمعسكرات التدريب، وهو ما لم يروق لفلاد الثالث الذي تحرك بجنده مهاجمًا القوات العثمانيه، والقي القبض علي العديد من افرادها وامر باعدامهم خزقًا، واستمرت المناوشات بين امير والاكيا والقوات العثمانيه حتي 1461.

وارسل السلطان جيشا عثمانيا بقياده حمزه باشا للاقتصاص من دراكولا وقتله، ولكن هزم «فلاد» الجيش العثماني، ووضع جنوده علي الخوازيق، واطولها كان خازوق حمزه باشا نفسه، واسفرت حملاته بعدها علي قتل ما يزيد عن 25 الف تركي مسلم.

بعدها جهز «الفاتح» جيشا عثمانيا جرارا قاده بنفسه للقضاء علي دراكولا واحتلال والاشيا، لكن هذه الحمله العسكريه لم تفضي الي شيء، فدراكولا الخبير باساليب القتال العثمانيه، لم يخض معركه ناجزه مع السلطان، وانما لجا لحرب العصابات، خصوصا اسلوب الغارات الليليه، وهي غارات القت الرعب في قلوب العثمانيين، وزاد من رعبهم واشمئزازهم ذلك المنظر البشع الذي كان ينتظرهم علي سفوح التلال المحيطه باسوار مدينه تراجوفشت الرومانيه، حيث انتصبت غابه كامله من الخوازيق تكللت رؤوسها المدببه بجثث عشرين الف انسان، غالبيتهم من الجند العثمانيين.

أهم أخبار متابعات

Comments

عاجل