المحتوى الرئيسى

منتخب الجزائر بين جدل الثقافة والهوية

06/26 22:53

لاعبو منتخب الجزائر يبحثون عن التاهل للدور الثاني

فرحون بالقرب من تحقيق انجاز تاريخي

تحيه من اللاعبين الي الجمهور

مدرب منتخب الجزائر يحضن احد اللاعبين

الجزائر ابهرت في اسبانيا 1982 وخيبت الامال في المكسيك وجنوب افريقيا

الجزائر امام حتميه الفوز لتفادي خيبات المشاركات الثلاث السابقه

الجزائر تبدا رحله دخول التاريخ من بوابه بلجيكا

الجزائر علي ابواب انجاز تاريخي في كاس العالم

الجزائر في المونديال: استثمار سياسي وتغطيه لواقع اليم

الصحف الجزائريه تجمع علي مراره الهزيمه امام بلجيكا

الصحف الجزائريه تشيد بانتصار الخضر علي كوريا الجنوبية

بلجيكا تفسد فرحه الجزائريين وتنتزع انتصاراً ثميناً

تساؤلات حول صيام لاعبي الجزائر في حال التاهل الي الدور الثاني

جابو ميسي الجزائر يريد فرصه جديده

حمي مونديال البرازيل تجتاح شوارع الجزائر

عدم المجازفه والاكتفاء بهدف كلف المنتخب الجزائري غالياً

فرحه عارمه في الجزائر العاصمة بعد فوز الخضر

لاعبو الجزائر يريدون دخول التاريخ

مورينيو: الجزائر ستذهب بعيداً في المونديال

وصار كل الجزائريين خبراء في كره القدم!

وفاه مشجع بلجيكي خلال الاحتفالات بالفوز علي الجزائر

يثور جدل في الجزائر حول منتخبها لكره القدم، مع تواجد خمسه عشر "محاربًا" نشاوا بفرنسا وانخرطوا في البيئه الثقافيه والاجتماعيه الفرنسيه، ما خلق تضاربًا بشان جدوي استعانه الجزائر بلاعبين غير متشبعين بثقافه وهويه اجدادهم.

كامل الشيرازي من الجزائر: بالنسبه الي اللاعب الدولي الجزائري السابق محمود قندوز، الامر ينطوي علي مغالطه تسعي دوائر غربيه للتسويق لها، لاسيما فرنسا. ويشدّد قندوز، الذي خاض مونديالي 1982 و1986، علي ان هؤلاء اللاعبين جزائريون مئه بالمئه، اما حكايه انّهم وُلدوا وتلقوا تعليمهم في فرنسا، فذاك طبيعي طالما ان هؤلاء راوا النور في الغربه، "فهل كان مطلوبًا من عائلاتهم الاتيان بهم الي الوطن الامّ حتي يصيروا جزائريين؟".

وتساءل قندوز: "لِم لا يقول الفرنسيون ان عشرات النجوم الجزائريين صنعوا امجاد منتخبهم منذ ثلاثينيات القرن الماضي، بل ان كاس العالم الوحيده بجعبه الديوك اتت براس الجزائري زين الدين زيدان".

يقدّر قندوز بان الجزائر التي اضاعت الكثير من مواهبها، ليس في الرياضه فحسب، بل في العلوم والاختراعات، قطعت اول خطوه علي الطريق الصحيح عبر نجاحها في دمج ابناء الجيلين الرابع والخامس من جزائريي المهجر، مشيرًا الي ان بلاده فقدت خدمات نجوم كبار علي منوال كمال مريام، وسمير ناصري، وكريم بن زيمه، الذي يصنع افراح الفرنسيين الان في مونديال 2014.

من جانبه، ذهب مصطفي كويسي، وهو دولي جزائري سابق، الي ان بعض الاطراف لم يعجبها امتلاك الجزائر منتخبًا تهابه الامم، "فراحت تنبش وتصطاد في الماء العكر". والّح كويسي علي انّه لا يمكن لاحد الطعن في جزائريه 23 محاربًا يخوضون المونديال، "ثمّ اننا لم نقم بتجنيس لاعبين، بل استرجعنا جزائريين من لحمنا ودمنا".

واضاف مواطنه عبد الحكيم سرار، بطل افريقيا علي مستوي النوادي (1988) والمنتخبات (1990): "حتي وان جلبنا لاعبًا جزائريًا من سطح القمر او من كوب المريخ، اين المشكله، المهم انّه جزائري، وله القدره علي منح الاضافه للمنتخب".

سجّل عبد الغني، زبير، شوقي، جميله وغيرهم من متتبعي الشان الكروي انّه يُفترض في اي منتخب وطني، حتي يكون وطنيًا، ان يكون مراه عاكسه لهويه وطنه وشعبه في هيئته وسلوكه، خصوصًا في تظاهره كونيه بوزن كاس العالم، التي سعت، ولا تزال، امم صغيره، مثل كوستاريكا والاكوادور وتوغو وتشيلي والهندوراس، لابراز صورها فيها كامم عميقه الهويه والحضاره والثقافه.

لكن من تحدثوا لـ"ايلاف"، لا يمنعهم حبهم لمنتخبهم القومي ان يعدّدوا جمله امور تصطدم بهذا المقصد، بينها استعمال جل اللاعبين للفرنسيه وهي لغه المحتل القديم، وحمل بعض اللاعبين لاسماء غريبه وتسريحات شعر عجيبه، وتبني الجمهور والاعلام والمسؤولين لشعارات تشجيعيه هجينه.

ويؤكد المشجعون: "حبنا لفريقنا ليس اصلًا في ذاته، بل هو فرع عن حبنا لوطننا بعناصر هويته وثقافته"، لذا اهابوا بالمعنيين تفادي هذه الاختلالات مستقبلًا، ليصير المنتخب القومي ممثلاً حقاً للوطنيه الجزائريه، شكلًا ومضمونًا.

واذ يقرّ الاعلامي البارز مسعود هدنه بانّ لاعبي منتخب بلاده يمثلون فرنسا اكثر مما يمثلون الجزائر، فانّه عزا تصرفات هؤلاء اللاعبين الذين يوشمون ويحلقون شعورهم بطرق غريبه، الي "نمط حياتهم في اوروبا وتاثرهم كغيرهم من اللاعبين العرب وغير العرب الذين يلعبون هناك، والمساله تتلخص في رايه بـ"موجات شبابيه لا اكثر".

ويسجّل هدنه ان هؤلاء اللاعبين انفسهم يقراون الفاتحه ويرفعون ايديهم بالدعاء قبل بدايه المباريات، ويسجدون بعد كل هدف يسجلونه، "وعليه يمكننا ان ننتقد سلوكياتهم لكن لا يمكننا ان نجرّمهم، او نقول انهم لا ينتمون حضاريًا الي الامه الجزائريه المسلمه".

فرنسيون عند الهزيمه جزائريون عند المكسب

يستهجن سليم، عمار، عدلان ونسيمه تعاطي مواطنيهم، بمن فيهم وجوه معروفه محليًا، مع عثرات وانجازات منتخبهم بعقليه مزاجيه، فعندما خسرت الجزائر امام بلجيكا، تردّد ان المنتخب يمثل فرنسا ومواليها، وحين نجح هزم المنتخب كوريا الجنوبيه، راحت التعاليق تهلل لـ"جزائريه المنتخب، واصاله لعب المنتخب الجزائري وروح لاعبيه القتاليه النابعه من عمق جزائري".

وبمنظور الاديب خالد ساحلي، هويه جزائريي الخارج ليست هي المشكله، معلقًا: "قد نجدهم متمسكين حقيقه بثوابت الامه عن غيرهم، لانّ تربيتهم خارج بلدانهم تحتم عليهم المحافظه علي كيان وجودهم في ظل ثقافات اخري مختلفه موازيه".

ويضيف ساحلي ان هذا لا يعني ان الجزائريين المقيمين في الجزائر ليسوا منسلخين بالضروره عن هذه الثوابت، بيد ان الوطنيه لا تقاس بفضاء ولا بتراب لانها في الحقيقه موطنها القلب والعقل والتنشئه الاجتماعيه الصحيحه بعيده عن المزايدات.

ويشدّد ساحلي: "يمكن لاي مواطن مزدوج الجنسيه ان يمثل وطنه خير من الذي يتشدق بالوطنيه، فهي ليست حكرًا علي احد، ومقياسها الحقيقي هو التشبث والمقاومه في ظل ثقافات اخري". كما قال المهاتما غاندي: "يمكنني ان افتح نافذتي لرياح الغرب، بشرط ان لا تقتلعني من جذوري"، وعليه يجزم ساحلي ان المشكله الثقافيه يمكن ان نجدها في الاساس عند السكان الاصليين بدل المغتربين، والمغتربون كذلك هم جزائريون "فلتصمت الافواه الناعقه بالفتنه"، علي حد وصفه.

لا يعتقد حبيب ابو خليفه، استاذ علم الاجتماع الثقافي بجامعة الجزائر، ان العامل الثقافي الانتمائي يمكن ان يلعب دورًا جوهريًا في نجاح اي فريق او مجموعه، بقدر ما يكون النجاح مرتبطاً بالمستوي التقني والفعلي وبنيه العقليه الناجحه. ويتصور ابو خليفه ان الامر جد معقد، قياسًا بالتغييرات الكبري في المجتمعات الانسانيه، خصوصًا في ما يخص الرياضه، وبالاخص كره القدم.

يلاحظ ابو خليفه ان منتخب محاربي الصحراء يتكون حقيقه من مزدوجي الثقافه ، "لكن لا يمكن ان يكون ذلك عائقًا في وجه نجاح الفريق، مستطردًا: "حظنا اليوم في النجاح مرتبط اساسًا بهذا الموزاييك المتعدد الثقافات". ويذهب محدثنا الي ان العبره بطبيعه الصوره التي سيحتفظ بها العالم عن الجزائر بعد نهايه المونديال، مبرزًا ان العلم الجزائري يرفرف في قمم البرازيل، وكثير ممن لم يكن يسمع بالجزائر اصلًا، صار يعرف كثيراً من قيمها بفضل ما يقدمه هؤلاء الجزائريون في ارض السامبا.

ويتساءل ابو خليفه: "هل يمكننا اليوم تكوين منتخب جزائري محلي 100 بالمئه"، لافتًا الي ان ما يحدث في الجزائر ينطبق علي سائر الدول، مضيفًا: "بلادنا متخلفه ومنطقيًا كرتنا المحليه متخلفه ايضًا، لذا لا اري مانعًا من استقدام مزدوجي الجنسيه لاعطاء صوره مشرفه عن الجزائر". وانتهي الي ان الانتماء اصبح قيمه ثقافيه مشتركه في الرياضه، في صوره زيدان الجزائري الذي شرّف الكره الفرنسيه.

ظلّ اللاعب الفرنسي ذو الاصل الجزائري زين الدين زيدان، لسنوات طويله محلّ سجال تاريخي بين الجزائر وفرنسا، حيث حرصت الدولتان علي استقطاب زيدان علي نحو (نوستالجي) واخضاعه لمنظور سياسي يخدم توجهات كل بلد، حتي ان التنافس علي (جزائريه) او (فرنسيه) زيدان تحوّل في وقت ما الي رهان رمزي، ان لم نقل قضيه شرف، علي الرغم من ان زيدان شدّد علي انّه مجرد رياضي ولا يريد الدخول في متاهات سياسيه.

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل