المحتوى الرئيسى

من قلب الموصل ـ كيف تسير الحياة في ظل "داعش"؟

06/25 17:02

كان اليوم الثاني بعد سيطره "داعش" علي الموصل اثر انسحاب قوات الجيش والشرطه منها، يوما مختلفا لمواطني المدينه. فالملامح الخارجيه للمدينه قد تغيرت وخلت هذه المره من ازمات السير. كما اختفي الحزام العسكري، الذي كان يضيق الخناق حولها منذ اكثر من سبع سنوات. كذلك لم يعد هناك اثر لطوابير الزحام والسيارات التي كانت تقف قرب نقاط الجيش التفتيشيه لساعتين واكثر.

هذا الهدوء الامني طمان الناس وجعلهم يخرجون ويسهرون لاوقات متاخره ليلاً، بيد ان المدينه لاتزال تعيش ازمات عديده ومن نوع اخر، في الخدمات والرواتب، ما يسبب مخاوف لدي المدنيين. المواطن محمود خالد (40 عاما) يصف المدينه بعد دخول مسلحي "داعش" بالقول: "عند الرابعه فجراً، وبعد هروب الجيش، وقف المواطنون للتفرج علي مقر الفرقه الثانيه التابعه للجيش العراقي (منشاه الكندي). شعرنا بالصدمه والرعب، اذ كيف لهذا الجيش بعديده وعدته ان يهرب ويخذل المدينه!!؟ لم يعد لدينا بعد الان اي ثقه بالحكومه."

ممنوع استخدام اسم "داعش" في الموصل

في الموصل يمنع علي المواطنين اطلاق اسم "داعش" علي المسلحين، وهذا حسب التوجيهات التي اعلنها هؤلاء. ومن يخالف التوجيهات ويلفظ اسم "داعش" ستفرض عليه عقوبات تصل الي الجلد. فالمسلحون يعتبرون "داعش" صناعه ايرانيه، بينما هم يعتبرون انفسهم ثوارا ويمثلون الدوله الاسلاميه في العراق وسوريا.

وعن واقع الخدمات والازمات التي تعيشها المدينه يقول محمود (رفض ذكر لقبه): "بعد يومين من دخول المسلحين تم قطع الكهرباء والغاز والبنزين والانترنت عن كل المدينه. كما فرّ التجار واصحاب رؤوس الاموال منها، وهو ما اضعف التجاره وساهم في شح البضائع في الاسواق."

"داعش" دخلت محافظه صلاح الدين ايضا

ويكشف محمود لـ DW عربيه ان "الخضروات والفواكه تورد للمدينه من الاقليم (كردستان). ولا يشتري المواطن الا حاجته اليوميه خوفاً عليها من الفساد بسبب عدم وجود كهرباء لحفظها في الثلاجات خاصه مع ارتفاع درجات الحراره صيفاً". اما عن وضع المصارف الحكوميه فيقول محمود: "المسلحون سيطروا علي كل البنوك في المدينه واعلنوا حمايتهم لها. كما قاموا بتوزيع الرواتب لبعض المتقاعدين ممن يملكون بطاقه الاستلام الذكيه".

ويشير محمود في حديثه لـ DW عربيه الي ان" المسلحين لم يطلبوا من احد تطبيق فقرات وثيقه المدينه. كما انهم لم يعاقبوا من لم ينفذها حتي هذه اللحظه. لكني شخصيا اخاف ان يفرضوا عليّ في المستقبل ارتداء الجلابيب والصلاه في الجامع واطلاق لحيتي". وكان "المكتب الاعلامي لولايه نينوي التابع للدوله الاسلاميه في العراق والشام" قد اصدر "وثيقه المدينه" وقام بتوزيعها في مساجد الموصل بعد ثلاثه ايام من سيطره التنظيم علي المدينه.

وتتضمن الوثيقه ست عشره فقره، ابرزها الحث علي صلاه الجماعه في المساجد وتحريم شرب الخمر والتدخين. كما تنص الوثيقه علي التزام النساء في البيوت وعدم الخروج منها. كذلك تمنع الوثيقه حمل السلاح لغير المنتسبين لداعش. كما حملت الوثيقه فقره تنص علي هدم الاثار والمراقد باعتبارها "اصنام وشركا بالله".

هدي عامر (27 عاما)، موظفه حكوميه تعمل في الموصل. هدي تشعر بالخوف بعد اصدار الوثيقه ، وتعبر عن مخاوفها بالقول: "انا خائفه من تطبيق بنود الوثيقه التي قام المسلحون باصدارها بعد احتلالهم المدينه. كما اخشي ان يسلبوني حريتي ويمنعوني من الخروج الي العمل".

نساء غادرن الموصل بعد سيطره المسلحين عليها

الدوائر الحكوميه متوقفه عن العمل

وبعد ان فرض المسلحون سيطرتهم علي كامل المدينه، اعلنت الحكومه توقف العمل في دوائرها حتي اشعار اخر، في حين اعلنت قوات داعش استمرار العمل وفرضت سيطرتها علي كافه الدوائر. وتقول هدي في هذا السياق: "كل النساء العاملات في الدوائر الحكوميه متوقفات عن العمل. هن يخفن الخروج لان داعش اعلنت في وثيقتها عدم السماح للنساء بالخروج. لكن التنظيم طلب من الموظفات بعد فتره الاستمرار في العمل. انا شخصيا لا ارتاح لهذا التناقض في تصرفهم. وفي ظل غياب القانون لا اضمن ما قد يفعلونه بالنساء خاصه انني غير متزوجه واخاف علي سمعه اهلي في حال حصول اعتداء عليَ لذا اريد للجيش العوده."

وتضيف هدي ان "المسلحين بزعامه من يطلقون عليه الحجي يعقدون اجتماعات يوميه مع مدرائنا، وقد اخبروهم ان كل النساء العاملات في المدينه سيتركن العمل باستثناء الممرضات والمعلمات، اذ سيسمح لهن بالعمل. وحاولنا الحديث مع هذا الحجي فرفض بحجه انه يستحرم النظر الي النساء."

ازاله تمثالي ابي تمام وعثمان الموصلي

وتعرضت بعض النصب والتماثيل المهمه في المدينه الي التدمير مثل نصب ابي تمام والموسيقار المتصوف عثمان الموصلي، كما تم هدم قبر المؤرخ ابن الاثير، وازيل تمثال السيده مريم في كنيسه "مريم العذراء" الموجوده في مركز المدينه.

ويتحدث ابو احمد (هكذا قدم نفسه) لـ DW عربيه ساخرا "التماثيل تعبت من الوقوف لذا انزلوها لترتاح. ازاله التماثيل لن تشكل اهميه الان، المهم هو توفير الخدمات والرواتب للناس فالمواطنون سيقتلون بعضهم بعضا لو حصلت مجاعه في المدينه". ويقول ابو احمد، وهو مهندس مدني: "صحيح انه لم يعد هناك جيش يوقفنا في طوابير طويله عند الدخول والخروج، كما تمت ازاله الحواجز الامنيه، والمسلحون لم يؤذوا احدا حتي هذه اللحظه، لكننا مازلنا خائفين من رد فعل الحكومه، كتوجيه ضربات عسكريه تؤدي الي قتلي جدد من المدنيين".

من بقي من الجنود ورجال الشرطه عليهم تقديم التوبه لداعش

"داعش تخير قوات الأمن بين التوبه او القتل"

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل