إلا الأخلاق!!

بكوا بالدمع الغزير واتشحتفوا وطالبوا بمنع الاعمال  التي تسببت  في جعل الشعب المصري عديم الاخلاق, واتحفونا بالخطب الرنانه عن حرصهم علي الاخلاق وانهم مع قرار المنع

لانهم يخافون علي اولادهم واحفادهم وزايدوا علي زملائهم ابناء مهنتهم وقدموا انفسهم علي انهم حماه الاخلاق والفضيله, لم يهتموا بطرح مشاكل المهنه ولم يتعرضوا للظروف السيئه التي وضعتها فيها الحكومه والتي اوصلتها الي ان تكون رهينه لجاهل او فاسد او تاجر لاضمير له؟ ولكن  كان كل  همهم ان يعملوا كمخبرين, وداعمين لقرار استبدادي لم يحدث في مصر منذ عشرات السنين في ازهي عصور الديكتاتوريه, لم يطالبوا بمزيد من الحريه لهم او للشعب بل صاحوا الاخلاق يا حكومه؟ الاخلاق ياريس؟ الا الاخلاق؟ تموت المهنه، يموت الفن، وتحيا الاخلاق؟ انها صيحه غريبه فمن يريد الاخلاق من الرئيس او الحكومه او اولي الامر, دون حل المشاكل التي ادت الي تدهور الاخلاق, ودون تغير الظروف التي اوصلتنا الي هذه الحاله انما يطالب بالقمع ويطالب بالمنع ويطالب بالديكتاتوريه صراحه؟

وبالرغم من انهم من المفروض انهم فنانون ومثقفون, فيبدو انهم لم يقراوا قصه كليله ودمنه التي كتبت منذ زمن بعيد والتي صاح في نهايتها الثور الاسود (اه لقد قتلت يوم قتل الثور الابيض) ولم يتصوروا ان الحجر الداير لن يكتفي بالاخلاق.. بل سيشمل بعد ذلك كل ما هو فضفاض وغير محدد.. مثل اهانه الرموز, التي قد تكون اشخاصاً في المجتمع او مؤسسات او جهات في الدوله؟؟ او الحفاظ علي التقاليد والقيم, او عدم التعرض لثوابت المجتمع.

او قد تكون المرحله غير مناسبه لطرح اي تساؤلات او مشاكل فالوطن في خطر ولديه تحديات اي ان يرفع مره اخري شعار لاصوت يعلو فوق صوت المعركه ولكن باشكال وتنويعات مختلفه.

ان المنع والحجب لايحل مشاكل ولا يحمي المجتمع ولا النظام الحاكم, ولكن في نفس الوقت يجب ان يستجيب صانعو ومنتجو الفن لنبض واحتياجات الشعب الفنيه, والانسانيه, ولان وظيفه الفن الساميه  هي المتعه والترويح, يجب ان يدرك  المنتج نوع الفن الذي يقدمه وفي اي وقت واي ظروف, وان يراعي ان الجمهور  لديه ذائقه ومزاج  مرهون بالاحداث الاقتصاديه والسياسيه التي يمر بها المجتمع.

لذلك اتساءل فقط, هل من المناسب ان يتم انتاج افلام او مسلسلات عن الام الثوره؟ او فساد الشرطه وتجاوزاتها؟ او عن الحضيض الذي يعيش فيه المهمشون؟ وفساد رجال الاعمال والحكومه؟ وهل من المناسب ان نظل في نفس المستنقع ونفس الافكار عشرات السنين؟ حتي بعد الثوره التي كشفت كل عورات المجتمع؟ وهل هناك ضروره او تقبل وترحيب من الجمهور بهذه النوعيه وهو الذي ضج بالفعل من المسلسلات التي لاتهتم الا بنزوات النجوم؟ والذي تشبع الي درجه الملل من السياسه اليوميه في البرامج الليله في كل المحطات المصريه؟