المحتوى الرئيسى

كاغاوا من ساحات الوغى إلى حروب الملاعب

06/24 16:10

يتذكّر الصحفي الياباني الكهل هيروشي كاغاوا عندما دخل الملعب الأولمبي في ميونيخ عام 1974 لتغطيه المباراه النهائيه لبطولة كأس العالم فيقول "انها لا زالت حيهً في ذهني، يوهان كرويف باللون البرتقالي وفرانز بيكنباور بالابيض، لقد فركتُ عيناي غير مصدق، ثم شعرت بالامتنان لذلك".

مونديال 1974 كان الاول في مسيره الصحفي الياباني الذي لا يزال يُغطي كاس العالم حتي عام 2014، لكن الفارق الوحيد انه حين فركَ عيناه في نهائي 1974 لم يشعر باي تجاعيد اما في البرازيل فهو سيشعر لا محال بثقل عامه التسعين.

كاغاوا هو  الصحفي الاكبر سناً في مونديال البرازيل كما تشير سجلات الفيفا التي تلقت الاف الطلبات الاعلاميه حول العالم، وياتي الصحفي الياباني الهَرم الي بلاد السامبا بحماس شديد بعدما تغيّب عن مونديال جنوب افريقيا عام 2010 بسبب سوء حالته الصحيه.

ضيف البرازيل والفيفا لا يزال يراقب المباريات بهدوئه المعتاد وسط زحام الصحفيين الشباب ومطاردتهم لمواعيدهم علي الهواتف النقاله، يجلس كاغاوا علي مقعده ومن خلف نظاراته السميكه ثم يشرع بالكتابه عن مونديال البرازيل الذي انتظره بشغف.

ولكن في عصر تكنولوجيا المعلومات ووسائل الاتصال السريعه لا يخفي الصحفي "العتيق" اي حاجه للمساعده من الصحفيين الشباب من ابناء وطنه فهم يمدوه دائماً بما يريد ان كان في شحن اجهزه الكمبيوتر او الهاتف النقال، "لكني لم استغني ابداً عن دفتر ملاحظاتي وقلم الرصاص".

ولد كاغاوا في مدينه كوبي عام 1924 وقبل ان يصبح لاعب كره قدم متحمس في شبابه، ظهر في ميوله الاتجاه نحو الاعلام: "التقيت اناساً من اماكن مختلفه، من جميع انحاء العالم، وذلك ساعدني علي التفكير في العالم كمكان اكبر من دوله واحده".

اللاعب الشاب كاغاوا، شارك في الحرب العالمية الثانية وكان يُسمي في الخدمه العسكريه رجل النوع والابداع، بسبب قدراته الفائقه في التعامل مع وسائل الاتصال انذاك، وفي احدي المرات كان كاغاوا في قمره القياده لطائره محمله بالمتفجرات ولقد خرج منها سالماً "لقد كنت محظوظاً جداً انني لا زلت حياً بعد تلك الواقعه".

بعد معاناه اليابان كلها بسبب القنبله الذريه علي هيروشيما عام 1945 قرر كاغاوا الاتجاه الي عالم الصحافه الرياضيه "كنت اريد القيام بشيء ما لمساعده اليابان وقد فكّرت ان كره القدم هي شيء ايجابي ويمكن العمل بها. اردت لمنتخب بلادي ان يكون جزءاً من كره القدم العالميه".

ويضيف: "شعبيه كره القدم كانت منخفضه جداً في اليابان، وكانت خلف البيسبول والركبي"، رغم ذلك بدا كاغاوا في الكتابه عن اهميه كره القدم في صحيفه سانكي شيمبون في اوساكا قبل ان يصبح مدير تحرير جريده سانكي الرياضيه.

"يعتقد الكثير من الناس ان اليابان كانت صغيره جداً للعب كره القدم. كان هناك الكثير من التشاؤم"، وكانت زياره نادي هيلسينغبورغ السويدي الي اليابان عام 1951 فرصه ليكتب كاغاوا عن اهميه كره القدم للتقارب بين الشعوب والتخلص من الام القنبله الذريه.

بفضل ما كتبه كاغاوا والصحفيين الاخرين في البلاد وما ارسلوه من برقيات في تغطياتهم لكؤوس العالم ولعوامل حكوميه اخري شهدت كره القدم في وطنه خلال النصف الثاني من القرن الماضي نمواً هائلاً، وراي كاغاوا بلاده تتوج هذا الازدهار بالتاهل لكاس العالم لاول مره عام 1998. "فخرٌ كبيرٌ شعرت به، وكان اكبر مما يمكن تخيله".

أهم أخبار الرياضة

Comments

عاجل