المحتوى الرئيسى

فتاوى المرجعية لن تداوي الهزيمة النفسية

06/22 17:34

اقرا ايضا: فشل فتوي السيتساني تترجمها هبات المالكي المرشد السفيه والمرجع الماجور الغرور الايراني وفشل جهاز الرصد الغيبي حساب الحقل والبيدر في الموقف السعودي من ايران الامبراطوريه الايرانيه بين الوهم والحقيقه

لم يكن المرجع الشيعي الاعلي السيد علي السيستاني هو الوحيد الذي افتي بالجهاد ضد ثوره اهل السنة في العراق بل ازره في هذا خمسه اخرون من مراجع الشيعه الكبار وهم علي التوالي , الشيخ بشير الباكستاني النجفي و السيد صادق الشيرازي والسيد محمد تقي المدرسي ,من حوزتي  النجف وكربلاء. ومن ايران صدرت ايضا فتاوي بهذا الشان من الشيخ يد الله دوزدوزاني والشيخ جواد غروي ,من حوزتي قم والنجف. وهناك ايضا مراجع شيعه اخرون غير مشهورين اصدر كل منهم فتوي الجهاد ضد ثوره اهل السنه وقد تفاوتت بين الجهاد الكفائي والجهاد الوجوبي. وهذه الفتاوي لم تستطع لحد الان من تغيير الواقع الميداني في ساحه المعركه حيث مازالت هزائم قوات رئيس الحكومه المنتهيه ولايته نوري المالكي تتوالي الهزائم تلوي الاخري, عسكريا ونفسيا ومعنويا, وما زال اهل السنه يحققون الانتصارات الواحده تلو الاخري, سواء علي صعيد المعركه الميدانيه او علي صعيد المعركه الاعلاميه والمعنويه.

من خلال المراجعه التاريخيه لفتاوي الجهاد التي صدرت من قبل مراجع الشيعه في القرن المنصرم نجد ان جميع هذه الفتاوي واجهت الفشل ولم تحقق غايتها ما عدا فتوي واحده فقط وهي ما عرفت بفتوي (التنباك ) التي اصدرها الميرزا محمد حسن الشيرازي سنه 1890 م، ضد احتكار البريطانيين لهذا القطاع في ايران. وكانت فتوي الشيرازي قد حرّمت حينها زراعه واستخدام التنباك, ولكن بعد ان حققت هدفها تم الغاءها لاحقا ضمن الاتفاق الذي جري بين البريطانيين والمرجع الشيرازي.

وعند غزو البريطانيين العراق سنه 1914م اصدر المرجع الشيعي الاعلي وقتها "السيّد محمد كاظم اليزدي" فتوي الجهاد من مدينه النجف ضد الغزو البريطاني, وعلي الرغم من استجابه الكثير من ابناء العشائر الشيعه في الاحواز والعراق لهذه الفتوي الا انها فشلت في صنع الانتصار وعاد مراجع الحوزه الي التحالف مع البريطانيين بعد ان كانوا قد سعوا في الضغط عليهم من خلال هذه الفتوي لتسليم حكم الدوله العراقيه الوليده للشيعه الا ان البريطانيين رفضوا ذلك وفضلوا ان يكون الشيعه في المعارضه لاهداف لم يكشف عنها انذاك ولكنها ظهرت بعد الغزو الغربي للعراق في عام 2003م.

ومن فتاوي الجهاد الفاشله الاخري للمرجعيه الشيعه , فتاوي الزعيم الايراني السيد الخميني ,الاولي والثانيه,. لقد اصدر الخميني ابان الحرب ضد العراق( 1980- 1988م ) فتوي الجهاد ضد الجيش والنظام العراقي ورغم وجود اتباع كثيرون له في العراق الا ان فتواه لم تحقق غايتها واضطر الخميني لتجرع السم كما قال لتقبل هزيمه جيشه والموافقه علي قرار وقف القتال مع العراق.

وعقب نشر الكاتب البريطاني " سلمان رشدي" لروايته الملعونه ( ايات شيطانيه ) اصدر الخميني فتوي باهدار دم رشدي وذلك لكسب التعاطف الشعبي علي امل التغطيه علي فشل فتواه السابقه وهزيمه القوات الايرانيه امام القوات العراقيه. ولكن هذه المره ايضا لم يحالف الحظ المرجعيه الشيعيه حيث اعلن النظام الايراني في عهد رئاسه محمد خاتمي(1997-2005) تخليه عن فتوي الخميني باهدار دم سلمان رشدي مقابل عوده العلاقات البريطانيه الايرانيه التي كانت قد قطعت بسبب تلك الفتوي.

واليوم وبعد مرور اسبوعين من اصدار المرجع الاعلي السيد علي السيستاني لفتوي الجهاد التي دعي فيها الي مواجهه ثوره اهل السنه, فان هذه الفتوي لم تغير شيء علي ظهر الواقع فمازالت هزائم قوات المالكي في تزايد , ومازال اغلب الشيعه العراقيون غير مكترثون بهذه الفتوي ,ومازالت الهزيمه النفسيه والمعنويه هي سيده الموقف , ليس في العراق فحسب بل ولدي عموم الطائفه . واما ما شهدته بغداد وبعض المدن العراقيه خلال الايام الماضيه من استعراضات عسكريه لبعض المليشيات الطائفيه , فانها لا تمثل سوي جزاء يسيرا جدا من شيعه العراق الذين رفضوا الاستجابه لفتوي المرجعيه . كما ان هذه الاستعراضات مهما كثر عددها وعدتها, وان فتاوي القتال ضد ثوره اهل السنه مهما تعددت مرجعياتها, فانها لن تستطع التجييش اكثر مما جيشت, ولن تستطيع معالجه الهزيمه النفسيه والمعنويه التي لحقت بميليشيات المالكي واتباع المرجعيه.

وهل يصلح العطار ما افسد الدهـُر

أهم أخبار مقالات

Comments

عاجل