"تسونامي" الأغنية الرياضية يجتاح الجزائر مع المونديال

تلقي الاغنيه الرياضيه رواجا كبيرا في اوساط الجزائريين منذ تاهل "محاربي الصحراء" الي كأس العالم 2014 الجاريه فعالياتها بالبرازيل، حيث انعش الطلب المتزايد علي الاغاني التي تشجع الفريق الوطني اسواق الاقراص المضغوطه، الاصليه منها والمقلده، وحققت ارقاما قياسيه في عدد مبيعات الالبومات.

ورغم الخساره التي عرفها رفاق بوقره في اول ظهور لهم بالمونديال امام بلجيكا، الا ان "اعصار" الاغنيه الرياضيه لا يزال يصنع ديكور الشوارع والمقاهي والمحلات التجاريه في كل مدن وقري الجزائر. بل اصبحت تلك الاغاني الاكثر طلبا في الافراح والمناسبات، وعبر محطات القنوات التلفزيونيه العامه والخاصه وكذلك الاذاعات، مما جعل المنتجين يسارعون الي اصدار البومات لفنانين محترفين وكذلك لهواه معروفين بمناصره فرقهم والفريق الوطني وتوزيعها للاستفاده من حمي المونديال لتحقيق الارباح.

شبكات التواصل الاجتماعي.. الاثر والتاثير

وساهمت شبكات التواصل الاجتماعي كثيرا في نشر هذه الاغاني وسرعه الترويج لها، فصارت صفحات الجزائريين تعج بمئات الاغاني وتسجل لها ارقاما قياسيه من المشاهدات، وتم اطلاق اغنيه علي"اليوتيوب" بعنوان "حب الجزائر"، اطلق عليها مغنوها "الاغنيه الرسميه" للجزائر في مونديال البرازيل. ووصل عدد مشاهداتها علي موقع الفيديوهات الي اكثر من نصف مليون مشاهده خلال ايام قليله فقط، في ترجمه للتاثير الكبير للاغنيه الرياضيه علي الشباب الجزائري هذه الايام.

ويؤكد كمال، تاجر للالبسه الرياضيه، بانه يتابع باستمرار اغاني المنتخب الجزائري ويسارع الي شراء احدثها لضمها الي مجموع البوماته، والتي ترافقه في البيت والسياره ومكان العمل، ويضيف كمال لـDWعربيه: "الفريق الوطني هو الوحيد الذي يجعلنا نفتخر بجزائريتنا، واغانيه تزيدنا حماسه لتشجيع الخضر في المونديال، وتدخل معها الفرح والسرور علي يومياتنا، علي امل التاهل للدور الثاني".

وتركز اغلب الاغاني في كلماتها علي الوان العلم الوطني (الاخضر والابيض والاحمر)، ورمزيته الثوريه، كما هو شان اغنيه الشابه دليله "ريو دي جانيرو" التي سلطت الضوء علي تتويجات الخضر عبر السنوات الماضيه، واستوحت كلماتها من معاني الوان العلم الوطني. كما غني الشاب وحيد "مونديال البرازيل"، التي يقول مطلعها: "نقطع جبال وبحور ونشوفو اعلامنا في الامازون".

يتابع كمال كل جديد في سوق الاغنيه الرياضيه المتعلقه بالمنتخب الجزائري

ونظرا للنجاح الذي تحققه الاغنيه الرياضيه فقد ركب اغلب الفنانيين موجه هذا النوع من الاغاني، علي غرار الشاب بلال الذي قدم اغنيه بعنوان "شرفتونا يعطيكم الصحه"، وكادير الجابوني في اغنيه "الدزاير بلادنا واحنا ولادها"، وكذلك الشاب خلاص في اغنيه "الجزائر العزيزه"، التي تلاقي رواجا كبير بين الشباب علي شبكات التواصل الاجتماعي.

والامر لا يقتصر علي الجزائريين فقط، حيث بادر فنانون عرب بدعم "الخضر" عبر اغانيهم.

ومن بين الفرق الغنائيه العربيه، التي دخلت ساحه تشجيع ممثل العرب الوحيد في المونديال، تبرز الفرقه التونسيه "اولاد جويني"، التي اهدت المنتخب الجزائري اغنيه لقيت نجاحا كبيرا بين الجماهير الجزائريه. ونفس الشيء قام به الفنان الفلسطيني محمد المدلل بانتاج اغنيه بعنوان "يا جزائر يا غاليه" للتاكيد علي دعم الشعب الفلسطيني ومساندته الكامله للمنتخب الجزائري.

وفي الخارج عبر فنانون جزائريون مغتربون عن انتماءهم وتشجيع منتخب بلادهم الام عبر الفن، مثل اغنيه "هذا العام نديرو لهبال" للشاب ياسين التي صورت في الولايات المتحده بكلمات جزائريه خالصه. واغنيه ”1،2،3” من تقديم فرقه "وارد ريجيو" الفرنسيه الجزائريه.

ومما يميز "كوكتيل" الاغاني الرياضيه الجزائريه لمونديال 2014 الكلمه الملتزمه البعيده عن السب والشتم، التي تميزت بها بعض الاغاني الرياضيه المشجعه للفرق المحليه، وهو ما استحسنه الجميع. حيث يقول عمي مختار، متقاعد ومناصر فريق مولودية الجزائر: "لقد ابدع فنانو الجزائر وشبابها في نسج كلمات اغاني، نسمعها مع العائله دون ان تخدش كلماتها حيائنا".

وما ميز هذه الاغاني ايضا غياب الصوره عن اغلبها؛ فرغم مواكبه القنوات الجزائريه الخاصه، حديثه العهد، لاول مره لكاس العالم الا ان الفرق الغنائيه لم تقم غالبا بتسجيل فيديو كليب لاغانيها، واعتمدت في الترويج لمنتوجها الفني علي اليوتيوب والصور الثابته، باستثناء بعض المغنين علي غرار الشاب عبد العالي البريكي في اغنيه "اجبد لعلام" والتي ركز صاحبها علي صور لتاريخ الجزائر كخلفيه لكلمات الاغنيه، واغنيه "البرازيل رانا رايحين" التي يشارك فيها مغني الراب كريم الغانج.

فوره صاخبه ذات عمر قصير

الاغنيه الرياضيه حاضره بقوه في البيت والمقهي والسياره