المحتوى الرئيسى

"الطاحونة" تدنو و"شبه خروج" مشرّف لـ"الكنغر"..

06/19 00:08

اقترب المنتخب الهولندي من اقتطاع بطاقه العبور الي الدور الثاني عقب فوزه العسير اليوم الاربعاء علي نظيره الاسترالي بنتيجه (3-2) لحساب الجوله الثانيه من منافسات المجموعه الثانيه في مونديال البرازيل.

وعلي معقل "بيرا ريو" في بورتو اليغري، وقّع اهداف هولندا كل من آريين روبن (20) وروبن فان بيرسي (58) وممفيس ديباي (68)، في حين بصم علي ثنائيه استراليا كل من نجمه الخبير تيم كاهيل (21) وقائد الفريق مايل جيديناك من ركلة جزاء (54).

جدير بالاشاره الي انّ منتخب "الطواحين" الذي يحتلّ صداره المجموعه برصيد 6 نقاط منفرداً بشكل مؤقّت، في انتظار مواجهه منتخبي اسبانيا (0 نقاط) وتشيلي (3 نقاط) الذين يلعبان لاحقاً، ولم يضمن ايّ من هولندا او استراليا بطاقتي العبور او الخروج من البطوله، حتي التعرف علي نتيجه المواجهه الثانيه.

اقتحم الاستراليون موقعه "بيرا ريو" ولا يملكون بين ايديهم خيارات عديده، فالخساره كانت تعني توديعهم لارض الكره مبكّراً في هذا المحفل العالمي الذي يشاركون فيه للمره الرابعه في تاريخهم، وكانوا يمنّون النفس بتجنّب مال نسختي المونديال عامي 1974 بالمانيا و2010 بجنوب افريقيا، حين غادروا المنافسه منذ دورها الاول، بالتوازي كانوا يهدفون لتذكير العالم بجينيرك مغامرتهم علي الاراضي الالمانيه عام 2006، حين سجّلوا عبورهم الي محطه الدور السادس عشر، قبل ان يسلّموا مشعل المواصله للعملاق الايطالي، الذي اصبح بطلاً للعالم لاحقاً، والذي صغر شانه كثيراً في ذلك اليوم، عطفاً علي طريقه عبوره، التي كانت مخزيه من ركله جزاء خرافيه لم تكن موجوده سوي في مخيّله حكم اللقاء وقتها، الاسباني لويس ميدينا كانتاليخو، ليكون معقل "فريتز فالتر شتاديون" في كايزرسلاوترن شاهداً علي احدي حالات "الخزي" في تاريخ المونديال الطويل.

عطفاً علي هذه المعطيات المذكوره انفاً، حاول الاستراليون الاستئناس ببعض الارقام المشجّعه الاخري، التي تؤشّر اليها المواجهات المباشره مع منافسهم العريق، المنتشي بغزوه تاريخيه علي حساب الماتادور الاسباني عقب الفوز عليه بالخمسه في المباراه الاولي، والملفت في هذا السياق انّ هولندا "القويه" لم يسبق لها ان فازت علي استراليا في ايّ من مواجهاتهم السابقه وهي ثلاث وجميعها وديه، حيث فازت استراليا (2-1) في ايندهوفن بالذات عام 2008، وتعادلا (1-1) في روتردام في 2006 ومن دون اهداف في سيدني عام 2009.

كلّ ما فات، كان بمثابه الدافع لابناء المدرب بوستيكوغلو الذين حاولوا الاخذ بزمام المبادره، بعد تحرّك للجناح النشيط ماثيو ليكي، محترف اينتراخت فرانكفورت الالماني، الذي راوغ المدافع برونو مارتينس ايندي، قبل ان يوجّه عرضيه مليمتريه لمتوسط الميدان، القادم من الخلف، مارك بريشيانو، هذا الاخير الذي سدّد ولكن الدفاع نجح في احباط اول عمليه هجوميه خجوله في اللقاء الي ركنيه (16).

بعد انقضاء اكثر من ربع ساعه علي اللقاء الذي كان خالياً من ملامح جس النبض عموماً، لم نشهد ايه عمليات هجوميه منسّقه من منتخب الطواحين الذي كان سلبياً في هذه الفتره ولعل الراسيه الخجوله التي وجّهها "الكابتن" روبن فان بيرسي، صاحب الثنائيه في مباراه اسبانيا، نحو احضان الحارس الاسترالي (18)، تترجم التردّد الهولندي في هذه الفتره.

تردّد وانقباض هولندي.. سرعان ما انفجر عبر انطلاقه صاروخيه من الطوربيد والزئبقي واسرع رجل في التاريخ، اريين روبن، الذي استلم كره علي مستوي خط وسط الميدان قبل ان ينطلق بسرعه جنونيه شاقاً كامل الدفاع الاسترالي ويغالط بسهوله الحارس ماتي رايان بكره في اسفل يساره (20).

هدف روبن هو الثالث في رصيده في المونديال الحالي والرقم 26 في مجموع اهدافه الدوليه في 78 مباراه بقميص المنتخب البرتقالي، علماً انّه بهذا الهدف اصبح يحتلّ المركز العاشر علي لائحه الهدّافين التاريخيين لـ"الطواحين".

عقب الاصابه الاولي من النجم البافاري في شباك الـ"سوكيروس"، انتشرت الاحتفالات الهولنديه لتملا جنبات "بيرا ريو" بلونها البرتقالي قبل ان يحكم عليها الخبير "الثعلب" تيم كاهيل بالتزام حاله من الهدوء التام، مباشره وبعد ثوان قليله من لوحه روبن، اهدي نجم نيويورك ريد بولز الاميركي، هدف التعادل لمنتخب بلاده بتسديده ساحره علي الطائر "تمتّع" برونقها يان سيليسن قبل الجميع، في سيناريو هيتشكوكي خالص اقل ما يمكن ان يقال فيه انّه "مثير مع درجه الامتياز" (21).

من جهته، واصل كاهيل معانقه التاريخ حيث وقّع خامس اهدافه الموندياليه من مجموع 10 اهداف سجّلتها استراليا في مشاركاتها الاربع في المونديال، زد علي ذلك انّه اكثر لاعبي "الكنغر" تمثيلاً في المونديال، حيث يمتلك في رصيده 8 مباريات، والمفارقه الطريفه التي التصقت بهذا الهدف في المرمي الهولندي، هو انّه الـ34 للاعب في مسيره اللاعب الذي بلغ ربيعه الـ34 ايضاً.

استرالي "متشجّع" وهولندي فضّل الترقّب

كان من المنطقي ان يشهد نصف الشوط الثاني ارتفاعاً متزايداً في نسب الاثاره والتشويق لا سيما مع سيناريو الهدفين الرائعين من روبن وكاهيل، غير انّ الاحداث انقلبت عكسيه فيما يتعلّق بالمردود الهولندي الذي يبدو انّ لاعبيه تاثّروا بالاندفاع الاسترالي، وفضّلوا فيما تبقّي من هذا الشوط التزام المناطق الخلفيه تجنّباً لقبول هدف اخر مباغت قد يقلب اوراق فان غال وترسانته التي "دخلها الشك" مبكّراً.

علي الضفّه الاخري، كان "الكنغر" متحرّراً من جميع انواع الضغوط وهو ما انعكس علي مردوده السلس في تناقل الكرات، الذي كان ابعد ما يكون عن التعقيد والغموض، وهو ما دفع بلاعبه ليكي لتصدّر عناوين هذا الشوط، حيث كان مصدر الازعاج الاساسي والدائم لدفاع "الطواحين" بتحرّكاته الرشيقه وتمريراته العرضيه "القاتله" في دقّتها، التي كادت من احداها ان تغزو استراليا دفّه الافضليه بهدف ثان لولا اخفاق بريشيانو في استغلال امداد ليكي، بعد تنفيذه تسديده اقرب الي العشوائيه والرعونه من اي شيء اخر.

التزمت بقيه اطوار الشوط الهدوء من الجانبين، بغرض تاجيل الصراع الي النصف الثاني من الحوار، فنتيجه التعادل تبقي دوماً جيّده للمحافظه علي التركيز وتجهيز الاسلحه المناسبه لخوض حرب الشوط الثاني.

شوط ثان من مباراه اخري؟

لم يكن شوط المباراه الاول بين هولندا واسترايا سيّئاً فنياً حتي وان لم يرتق الي مستويات عليا يحبّذها مشاهد الكره الجميله، غير انّ هذا الشوط الثاني كان ينبئ بالكثير من التقلّبات والاثاره التي لم تكن ظاهره لا لعين الفنّي الخبير او حتي المشاهد العادي، لتؤكّد نسخه البرازيل مجدّداً عدم احترامها للتنظير او التكهّن المسبق.

شوط ثان استهلّه المدرب الاسترالي بتحوير افتتاحي حيث اقحم اوليفر بوزانيك مكان مارك بريشيانو (51)، تغيير سرعان ما اعطي اكله، حيث نجح الوافد الجديد علي ارض الملعب في ادخال حاله من الارتباك علي المدافع الهولندي يانمات الذي وقع في محظور لمس الكره باليد، لكي يعلن بعدها حكم المباراه الجزائري جمال حيمودي ومن دون تردّد عن ركله جزاء حوّلها القائد مايل جيديناك هدف سبق للاستراليين وقلب واقع المواجهه راساً علي عقب.

في سيناريو شبيه بما حصل في الشوط الاول، لم تنعم جماهير الـ"سوكيروس" بوقت كاف لكي تحتفل، حيث سرعان ما نغّص "القنّاص" روبن فان بيرسي بهجتهم برصاصه قاتله استقرّت في سقف المرمي يمكن القاء اللوم فيها علي المدافع جايسون دافيدسون الذي اخفق في محاصره نجم مان يونايتد في لحظه حاسمه، سمحت للاخير بتدوين ثالث اهدافه في البطوله الحاليه (58).

هدف "روبن هود" هو الـ46 في مسيرته مع هولندا علماً انّه متصدّر هدّافيها، ومرشّح لزياده رقمه في هذا المونديال اذا ما ارتفع مجموع اهدافه الي 3، والمعلومه الاضافيه في هذا الصّدد هو انّ نسبه تسجيل فان بيرسي للاهداف مع المنتخب وصلت الي 30 % وذلك منذ تسلّم المدرب لويس فان غال للمقاليد الفنيه في 2012.

استمرّ جنون المباراه التي كانت غير ابهه بقيمه المنافسين وتواصلت الاثاره التي كادت تطير باستراليا الي المقدّمه، غير انّ ماثيو ليكي رفض استثمار العرضيه الذكيه لزميله تومي وار واهدر فرصه في موقع جد ملائم لتدوين هدف كان سيكون قاتلاً لو كتب له ان يري النّور (67).

كانّ القدر كان ينوي عقاب ليكي الذي كان ابرز وجوه هذا اللقاء علي فرصته المهدوره، اذ انّه وبعد ثوان معدوده باغت متوسط الميدان ممفيس ديباي، الذي عوّض برونو مارتينس ايندي منذ بدايه الشوط الثاني، الجميع مسدّداً كره بعيده المدي من حوالي 25 متراً قابلها الحارس الاسترالي بتدخّل ساذج ومستهتر، كلّف منتخب بلاده اصابه ثالثه مؤلمه (68)، اهدت هولندا التقدّم كما عزّزت ثقتها لمواصله ضغطها علي الدفاعات المرهقه للاستراليين، وهو ماكاد يكلّفهم هدفاً رابعاً في اكثر من مرّه نكتفي منها بذكر تسديده نايجل دي يونغ بعد تمهيد ممتاز من فان بيرسي، لكن النجم الاسمر سدّد في احضان ماتي رايان الذي ردّ الكره بصعوبه (73).

التشويق الذي نعمت به هذه المواجهه دفع الكثيرين للتصريح بعدم الرغبه في نهايتها، وهي خلاصه يعود الفضل فيها اوّلاً واخيراً لرجال بوستيكوغلو الذين جاؤوا من بعيد ليبرهنوا انّ تواجدهم في هذا المونديال للمره الثالثه توالياً (2006 و2010 و2014) لم يكن من قبيل الصدفه، علي الرغم من انّ الفريق يعيش ثوره من التشبيب في صفوفه بعد اعتزال فيلق من ابرز نجومه علي غرار لوكاس نيل وسكوت شيبرفيلد وجايسون كولينا ومارك شفارتسر وبرايت امرتون وغريغ مور، بالمقابل قدّمت هولندا عرضاً لم يجعل المتابعين يثقون بشكل كبير في قدرات وصيف بطل العالم في نسخ 1974 و1978 و2010، خصوصاً مع تقدّم المراحل وصعوبه المنافسين المقبلين، وبعض الهنّات التي لاحت في خطّهم الخلفي.

حراسه المرمي: ياسبر سيليسن (1).

خط الدفاع: رون فلار (2) – ستيفان دي فريج (3) – برونو مارتينس ايندي (4) [اصيب وعوّضه ممفيس ديباي (21) دق 45]  – دالي بليند (5).

خط الوسط: نايجل دي يونغ (6) – داريل يانمات (7) – جوناثان دي غوزمان (8) [عوّضه جيورجينيو وينالدوم (20) دق 78] – ويسلي شنايدر (10).

خط الهجوم: روبن فان بيرسي (9) "القائد" [عوّضه جيرماين لينس (17) دق 87] – اريين روبن (11).

حراسه المرمي: ماتي رايان (1).

خط الدفاع: جايسون دافيدسن (3) – ماتيو سبيرانوفيتش (6) – رايان ماكغوان (19) – الكس ويلكينسون (22).

خط الوسط: تومي وار (11) [عوّضه ادم تاغارت (9) دق 77] – مايل جيديناك (15) "القائد" – مات مكاي (17) – مارك بريشيانو (23) [عوّضه اوليفر بوزانيك (13) دق 51].

أهم أخبار الرياضة

Comments

عاجل