المحتوى الرئيسى

خوان كارلوس بطل الانتقال الديموقراطي في إسبانيا الذي هزته الفضائح

06/18 18:53

الملك خوان كارلوس الشخصيه البارزه في الديموقراطيه الاسبانيه الذي كان يحظي بشعبيه كبري، لانه ساعد البلاد علي طيّ صفحه ديكتاتوريه الجنرال فرانكو، بدات صورته تتراجع في ظل فضائح عده شهدتها السنوات الاخيره من حكمه.

والملك البالغ من العمر 76 عاما فاجا البلاد في 18 نيسان/ابريل 2012 حين ظهر بصحه ضعيفه امام وسائل الإعلام في مستشفي بمدريد قبل ان يقدم اعتذاراته التاريخيه قائلا "انا اسف كثيرا، لقد تعرضت للخداع وهذا الامر لن يحصل مجددا". وقبل ايام من ذلك، كانت الفضيحه بدات تهز اسبانيا حول رحله صيد فيله قام بها في بوتسوانا بعدما اضطر الملك للعوده الي البلاد لتلقي العلاج من كسر في الورك، في حين ان البلاد تغرق في أزمة اقتصادية تاريخيه. ولم يغفر له الاسبان هذا الامر.

وقبل 31 سنه في 23 شباط/فبراير 1981، امر الملك الشاب وهو يرتدي الزي العسكري في رساله متلفزه بقيت محفوره في الذاكره، الضباط الانقلابيين من الحرس المدني الذين كانوا يحتلون انذاك البرلمان بالعوده الي ثكناتهم.

وعبر احباطه محاوله الانقلاب هذه التي قادها اللفتنانت كولونيل انتونيو تيخيرو، فرض خوان كارلوس الذي اختاره الجنرال فرانشيسكو فرانكو اعتبارا من العام 1969 خلفا له، كبطل الانتقال الديموقراطي في البلاد.

وتوج الملك خوان كارلوس في 22 تشرين الثاني/نوفمبر 1975 في سن 37 عاما بعد يومين علي وفاه الجنرال فرانكو وواكب البلاد في فتره خروجها من الديكتاتوريه للانضمام الي كبري الدول الديموقراطيه الاوروبيه.

واعلن في 2 حزيران/يونيو تخليه عن العرش وهو في سن 76 عاما وسيكون حفل توقيع قانون التنحي الاربعاء اخر المراسم الرسميه لانتقال العرش، قبل ان يؤدي نجله فيليبي اليمين الخميس في ظل غياب الملك. وعلي مدي سنوات، اثارت طريقه حكم الملك البسيطه وغير المتكلفه، والذي عرف بقربه من شعبه وولعه بالرياضه، وخصوصا الشراع والتزلج، اعجاب ومحبه الاسبان.

ويقول فرمين اوربيولا مؤلف كتب عده عن الملك "لقد كان شخصيه وحدت الشعب، ذلك الذي القي نظره الوداع بتاثر علي سانتياغو كارييو (الزعيم الشيوعي التاريخي الذي توفي في 18 ايلول/سبتمبر 2012) في منزله واستقبل البابا بحراره". وخوان كارلوس الذي اكتسب مكانه مهمه علي الساحه الدوليه، قام بزيارات الي "المغرب والصين والولايات المتحده واعتبر بمثابه سفير فوق العاده لاسبانيا"، كما يؤكد لويس بالاثيو بانويلوس استاذ التاريخ في جامعه ري خوان كارلوس في مدريد.

لكن في السنوات الماضيه، اهتزت صوره الملك بسبب فضائح عده وعواقب الازمه الاقتصاديه التي وجّهت منذ العام 2008 ضربه قاضيه لسنوات الازدهار وسببت ازمه ثقه عميقه بمؤسسات الحكم. وقال انتونيو ديل مورال الخبير في شؤون الملكيه الاسبانيه في ربيع 2012 ان "ميثاق الصمت الذي كان سائدا حول الملكيه لم يعد قائما". والسبب في ذلك تراكم خيبات الامل من العائله المالكه.

من زواج ولي العهد الامير فيليبي العام 2004 من ليتيسيا اورتيز الصحافيه المطلقه من عامه الشعب، الي طلاق ابنته البكر ايلينا في العام 2007 من زوجها خايمي دي ماريتشالار، اصبحت اخبار اولاد الملك تتصدر عناوين الصحف. لكن الفضيحه الاكبر كانت قضيه الفساد التي يشتبه في ان صهره ايناكي اوردانغارين زوج ابنته كريستينا في قضيه فساد. وقد مثلت ابنه الملك الثانيه كريستينا ايضا امام القضاء في قضيه احتيال ضريبي وتبييض اموال تطال زوجها.

والمشاكل الصحيه المتكرره التي واجهها الملك خوان كارلوس منذ خضوعه لعمليه ازاله ورم غير خبيث في الرئه في ايار/مايو 2010، اثرت ايضا علي صورته وجعلت الاسبان يتوقعون انتقال العرش في وقت قريب لولي العهد فيليبي. وخوان كارلوس المتحدر من عائله بوربون الملكيه، ولد في 5 كانون الثاني/يناير 1938 في روما وهو حفيد الملك ألفونسو الثالث عشر الذي رحل الي المنفي مع عائلته بعد اقامه الجمهوريه الثانيه في اسبانيا العام 1931.

ووالده الوريث المباشر دون خوان لم يتسلم الحكم ابدا، لان الجنرال فرانكو استبعده بسبب افكاره التي اعتبرت ليبراليه جدا، فقد قاتل الديكتاتور قوات الجمهوريه، واختار نجله خوان كارلوس لكي يخلفه في رئاسه الدوله.

واعتبارا من العام 1948، سمح بعوده الملك المقبل الي البلاد وهو في سن العاشره فقط بعيدا عن اهله الذين كانوا في المنفي في البرتغال لكي يتابع دروسه. لكن بسرعه شديده وبعد توليه العرش، تجاوز خوان كارلوس بسرعه ارث فرانكو وبدا التحول الديموقراطي بعد اربعه عقود من الديكتاتوريه (1939-1975) والحرب الاهليه (1936-1939).

وقد رسم خوان كارلوس الخطوط العريضه لمهمته قائلا "الفكره الاساسيه لسياستي تقوم علي التوصل الي عدم انقسام الاسبان ابدا بين منتصرين ومهزومين".

وخلافا لتوقعات ورثه فرانكو، عمد الملك خوان كارلوس سريعا الي تشريع الاحزاب السياسيه وعين رئيسا للحكومه الوسطي ادولفو سواريث وكلفه تنظيم انتخابات، كما نظم استفتاء لاعتماد دستور جديد في 1978 قاد البلاد علي طريق الديموقراطيه وصولا الي ليله 23 شباط/فبراير 1981 التاريخيه.

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل