روسيا تعود بذكريات سوفياتية

زاهر الحلو - ريو دي جانيرو

بعد اثني عشر عاماً من الغياب تعود روسيا للمحفل الدولي بلاعبين محليي الصنع وطموحات محدوده احسنها قد يذكر بمنتخب الإتحاد سوفياتي القوي في مونديال 1986 كون لا امر مميزاً حدث بعد ذلك.

شاركت روسيا بعد الانفصال بمونديالين، الاول عام 1994 وخرجت خاليه الوفاض الا من سداسيه في شباك الكاميرون خمسه منها للهداف أوليغ سالينكو، والثاني عام 2002 تاريخ اخفاق اخر وخروج بفوز واحد علي تونس وخسارتين امام بلجيكا واليابان. لكن ما يلفت ان المهاجم الكسندر كيرزاكوف كان في عداد "القياصره" منذ 12 عاماً وهو في عمر الـ19 انذاك.

وما اشبه مجموعه روسيا الثامنه بتلك التي حملت ذات الرقم في مونديال كوريا-اليابان، بوجود حامل رايه العرب الاخضر الجزائري، ومحاربي التايغوك وبلجيكا مره جديد في صدفه لافته.

تتفاوت طموحات الروس بعد انتهاء عصر اندري ارشافين ورفاقه، والقهم في يورو 2008، جيل اعاد الكره الروسيه للواجهه وان لحقبه غير طويله، قبل ان يندثر سريعاً كما بروزه الفجائي، ليبقي بعض اسماء ذلك الرعيل مثل يوري زيركوف ودنيسوف وايغنايفتش وفاسيلي بيريزوتسكي في مهمه تلميع صوره منتخب بلادهم قبل مباشره التحضير للنسخه الـ21 من العرس العالمي.

عام 1986 بلغ الاتحاد السوفياتي الدور الثاني بعد مرحله اولي عاليه المستوي تصدر اثرها امام فرنسا ومن ثمّ خرج امام بلجيكا 3-4 بعد وقت اضافي.

لا يمكن لفابيو كابيلو وتلامذته التفكير ببدايه افضل من لقاء كوريا الجنوبيه اليوم، وهذا ليس انتقاصاً من مستوي "التايغوك" بل لتراجعهم الكبير مؤخراً وهذا ما لمسناه في التصفيات والوديات، وينظر الروس لهذا اللقاء بامل كبير كما اكد لنا الصحافي المحلي ايان بارانتشوت العامل في قناه RTR Russia: "يجب ان نربح مباره الغد (اليوم) هذا امر لا جدال فيه، علينا التفكير ان بلجيكا افضل منا علي الورق والاحتمال الاكبر سيهزموننا، استعدينا جيداً لهذه المباراه وكلنا امل ان نفوز بها، والروس متعطشون لتحقيق نصر طال انتظاره يمهد لعبور اوّل من نوعه للدور الثاني في التاريخ الحديث للكره الروسيه".

وتتعادل الكفه التاريخيه بين بلجيكا وروسيا وغالباً ما تتميز مبارياتهمم بالنديه لذا كان الاستفسار عن هذه العقليه الانهزاميه رغم تفاوت المواهب: "بلجيكا هزمتنا 3-2 في مونديال كوريا الجنوبيه، ويجب ان نكون واقعيين امام فريق يضم فينسان كومباني ومروان فيلايني وهازار وفيتسيل وفيرمايلن وكورتوا وغيرهم، كلهم اسماء كبيره اوروبياً وهم افضل جيل بلجيكي منذ زمن بعيد، فيما روسيا لا تملك افضل المواهب حالياً، نتمني الفوز علي بلجيكا لاننا نريد التاهل متصدرين للمجموعه كي لا نواجه المانيا في دور الـ 16".

المباراه السابقه الوحيده التي جمعت روسيا وكوريا الجنوبيه كانت في نوفمبر الماضي في دبي حيث انتهت اوروبيه النتيجه 2-1.

ويقابل هذا الاقرار غرابه بالثقه بكابيلو وقدرته علي تحقيق امر ما للكره الروسيه: "الروس، شعباً واعلاماً، يثقون بكابيلو والمنتخب، نعلم قدرات فريقنا قوتنا كمجموعه صلبه، وانتشارنا وتكتيكنا الدفاعي القوي، لكن مشكلتنا في الهجوم حيث لا نسجل بسهوله، لكن مع ذلك سبق وهزمنا منذ فتره كوريا الجنوبيه ودياً ونتطلع لتكرار الامر، والامل بذلك كبير، خصوصاً ان الكره الاسيويه بدت عاديه في هذه البطوله وراينا كوريا في التصفيات كيف عانت. اعتقد اننا سنفوز بفارق هدفن اما مع الجزائر فالامور صعبه ومتكافئه كون منتخبهم يضم محترفين كثر ومواهب جديده مميزه وهم مشهورون بصلابتهم البدنيه وروحهم القتاليه".

وما يستحق التوقف عنده ارتفاع معدل اعمار المنتخب الروسي (27.97 عاماً (وكلهم من الدوري الروسي: "لا مشكله ان كان جميع اللاعبين من الدوري الروسي، سبق ولعبنا بتشكيله محترفه في يورو 2012 ولم نحقق شيئاً، عام 2008 حيث هزمنا هولندا في ربع النهائي وكان لاعبونا من الدوري المحلي، لذا اؤكد ان الدوري الروسي قوي ويستطيع انتاج تشكيله قويه، وهنالك لاعبون نجوم في بلجيكا مثل فيتسل والبرازيل مثل هالك، يلعبون عندنا وهم اساسيون في منتخبات بلادهم وهذا يعكس نوعيه بطولتنا".

وماذا عن العمر: "لدينا لاعبون شباب في المنتخب وليسوا كلهم كباراً في السن" وهنا قاطعناه: "لكن الاساسيين من الجيل القديم باستثناء المهاجم كوكورين وهذا ما لا يخدم بناء منتخب لمونديال روسيا 2018 ايضاً: "هذا صحيح مئه بالمئه، ليس لدينا اسماء جديده لامعه لذا نري لاعبي الخبره بادوار رئيسيه، الي وجود مشكله اساسيه في الضعف الهجومي للفريق، اذ لا نسجل اهدافاً كثيره وبسهوله، وهذا امر غير جيد بتاتاً. لذينا كيرزاكوف لاعب ممتاز، لكنه غير ثابت في مستواه الهجومي، احياناً يتالق واحياناً يختفي او يهدر الكثير من الفرص".

مع احتساب مباريات الاتحاد السوفياتي خسرت روسيا سبع مرات في اخر عشره لقاءات ضمن بطوله العالم وفازت بثلاث علي منتخبات افريقيه فقط، منها مرتان علي الكاميرون ومره علي تونس