«داعش» يؤجج الكراهية الطائفية على المواقع الاجتماعية

يخوض تنظيم الدوله الاسلاميه في العراق والشام (داعش) حربين، واحده علي الارض والثانيه علي مواقع التواصل الاجتماعي.

ويستخدم التنظيم مواقع التواصل للترويج للعمليات التي يقوم بها في عدد من المحافظات العراقيه، حيث انشا حسابا علي تويتر لكل محافظه ينشط بها وجعلها منبرا لعملياته بالتغريد، كتابه وصوتا وصوره.

ومن بين 7 حسابات فتحها التنظيم من محافظات مثل صلاح الدين، وديالي والانبار ونينوي اغلقت خمس، كما تم غلق الحساب الرسمي للتنظيم علي فيسبوك بسعي من الحكومة العراقية.

ومثلما تشير اثار الدمار في عدد من المحافظات العراقيه الي بشاعه تلك الحرب، تتاجج لغه الكراهيه الطائفيه بين مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي الذين سرعان ما ينقسمون بين سنه وشيعه، مدافعين اما عن داعش او عن الحكومه العراقيه ورئيس وزرائها نوري المالكي في كل حديث عن العراق الي درجه بدا فيها اصحاب الاراء المعتدله من المستخدمين من الجانبين اقليه.

ويثير هذا التاجج تساؤلا حول مدي جديه هذا الشعور بالطائفيه، ومدي تعبيره عما يدور في الشارع العربي، وهل هو رد فعل اني سيتبدد مع انتهاء الصراع؟ او ان ما يحدث في العراق سيعزز الشعور الطائفي في البلدان العربيه وتمتد اثاره الي المستقبل ؟

ارتبطت مواقع التواصل الاجتماعي في العالم العربي بالربيع العربي، نظرا لدورها في حشد الجماهير الشابه في تلك الثورات خاصه في مصر واليمن وتونس.

ويوصف تويتر بربيع منطقه الخليج، نظرا لكثره استعماله في بلدان تلك المنطقه، فالسعوديون مثلا هم اكثر مستخدمي تويتر في العالم، وكثير منهم يعتبره نافذه حريه لا غني عنها.

لكن ذلك ووجه باعتقالات ضد الناشطين علي مواقع التواصل الاجتماعي في عدد من البلدان العربيه بسبب ما ينشرونه، بل واعتبره سياسيون تهديدا للامن القومي.

ويقول الباحث الاجتماعي في الجامعه اللبنانيه زهير حطب لبي بي سي ان "مواقع التواصل الاجتماعي اصبحت تلعب دورا في توجيه المجتمعات العربيه وهذا خطير جدا، ذلك ان المستخدمين كثيرا ما يظهرون باسماء مستعاره ويخفون هوياتهم للتعبيرعما يريدونه منفلتين من كل اشكال المسؤوليه لذلك يستعملون الفاظا مسفه، ولا يحترمون الاخر، بينما يتصرفون بشكل مختلف في الحياه الواقعيه."

وظهرت داعش للمره الاولي في ابريل /نيسان 2013م عندما اعلن امير القاعده في العراق ابو بكر البغدادي عن تبعيه تنظيم جبهه النصره الموجود في سوريا لقيادته، لكن ابو محمد الجولاني زعيم النصره لم يوافق علي هذا الدمج واعلن تجديد البيعه المباشره لزعيم القاعده ايمن الظواهري وهو ما احدث انقساما في مجموعته، ليخرج المنشقون الي المساهمه في تاسيس الدوله الاسلاميه في العراق والشام (داعش).

ويعد تنظيم داعش اتباعه بانه سيعيد الخلافه الاسلاميه الي العراق.

ويري الباحث زهير حطب ان "حرب داعش مجرده من كل مفهوم منطقي وقانوني، ومنفلته من عقال الحضاره والمدنيه وبالتالي فان الناس المذعوره مما يحدث تواجه اللامنطق باللامنطق، والدموي بالغريزه. اصبحنا اليوم في معركه مفتوحه بين السلوك الدموي المتحرر من كل ضابط تاريخي ومنطقي وقانوني وعوده الي الغريزه والحقد والمخزون الموجود في لاوعي الافراد كرد عليه."

ونشر تنظيم "داعش" الاحد 16 يونيو/ حزيران علي تويتر صورا مروعه لعمليات اعدام جماعيه لجنود عراقيين اثارت موجه غضب شديده حول العالم.

وتظهر الصور هؤلاء الاسري يرقدون في خنادق يحيط بهم مسلحون يحملون الاعلام السوداء التي تستعملها الجماعات الجهاديه بما فيها داعش تداولتها وسائل الاعلام بشكل واسع.

وطرح تعامل الاعلام مع ما يحدث في العراق من خلال وسائل التواصل الاجتماعي جدلا بين الاكادميين الذين يراه بعضهم مرفوضا.

واعتبر حطب ان "التعبير الاولي هو رده فعل وحصيله مؤقته سوف تتبدد، ولكن المشكله في الاعلام الذي يتحمل اكبر قدر من المسؤوليه عما يحدث، لانه يقدم ما يدور علي مواقع التواصل الاجتماعي علي انها عينه للراي العام. وهو ما ارفضه كاكاديمي لان اشخاصا مجهولين لا يمكنهم ان يكونوا ممثلين لما يحدث في الشارع. يجب عرض اراء اشخاص حقيقيين مقابلهم يتحملون مسؤوليه ما يقولون."

تاثر مستخدمو مواقع التواصل الاجتماعي بما يحدث في العراق وظهر ذلك من خلال تبادل خطاب كراهيه طائفي

ولم تكن الاحداث التي يعرفها العراق اليوم هي اول امتحان "طائفي" يقف امامه هذا البلد. حيث لا تزال احداث 2006 عالقه في الاذهان عندما قامت عناصر تابعه للقاعده بتفجير مرقدي الامامين العسكريين في سامراء، والذي رد عليه مسلحون يعتقد انهم عناصر من ميليشيا جيش المهدي بتدمير ثلاثه مساجد سنيه في بابل.

وكبر الخوف حينها من ان ينزلق العراق في اتجاه حرب طائفيه بين السنه والشيعه الا ان البلد تجاوز تلك المحنه بسلام.

وقالت الدكتوره مني فياض الكاتبه والمحلله السياسيه، لبي بي سي، ان "الشارع العربي يتعرض لهجمه متعدده الاطراف، وعندما تدخل حزب الله بشكل معلن في سوريا تحت الرايه الشيعيه وتدخل ايران لمسانده نظام الاسد العلوي قلت ان المنطقه ستدخل في جحيم الطائفيه.

واضافت ان "السني يشعر بالاضطهاد لان كل شيء يحصل تحت رايات صفراء وخضراء، تدعي ان مرجعيتها شيعيه، وهذا شعور لم يكن سائدا. كما ادت الاوضاع القائمه الي شعور الشيعه بعدم الامان فهم مستهدفون من طرف التنظيمات السنيه المسلحه. كل هذا مخطط له."

وشرحت ان "السنه والشيعه في العراق مضطرون الي الاختيار بين شيطانين، فالسنه يهربون الي جحيم داعش للتخلص من حذاء المالكي علي رقابهم، والشيعه مضطرون لقبول هذا الاخير لانهم يريدون التخلص من داعش وجرائمها. هذه الاوضاع احيت شعور الاسف علي صدام حسين في العالم العربي، وبالنسبه لمواطن عربي في المغرب مثلا فان وجود المالكي هو ازاحه لكل مكون عربي، وتعويضه بسلطه تحت مظله ايران وامريكا."

حمل الباحث السعودي حسن فرحان المالكي رجال الدين المعتدلين لعدم اصدارهم تدين ما يحدث

وبدا رجال الدين المسلمين منقسمين علي خلفيه ما يحدث في العراق.

فبينما دعا ايه الله علي السيستاني اكبر مرجعيه شيعيه في العراق العراقيين الي حمل السلاح في ظل استيلاء "داعش" علي مزيد من المدن والمناطق شمالي العراق ومنها الموصل، اعتبر الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين الذي يراسه يوسف القرضاوي سيطره "داعش" علي الموصل "ثوره شعبيه"، وحمل حكومه المالكي مسؤوليه ما وصل اليه العراق.

بينما دعا رجل الدين السعودي احمد الكبيسي الي مقاتله "داعش.

ويقول الباحث السعودي في العلوم الشرعيه حسن فرحان المالكي لبي بي سي ان "علماء الشيعه والسنه مسؤولون عن تاجج الكراهيه الطائفيه كما نراها علي مواقع التواصل الاجتماعي، لكن عتبي علي علماء السنه لانهم لم يصدروا فتاوي تحرم ما تفعله داعش."