المحتوى الرئيسى

خيارات الغرب الحتمية في سوريا والعراق

06/15 09:58

تغير الموقف الدولي من النظام السوري بعد احداث العراق الاخيره يبقي احتمالا بعيدا للغايه.

فواشنطن وحلفائها كثيرا ما قالوا ان لديهم دلائل بان نظام بشار الأسد هو الذي كان يسهل دخول "الجماعات الارهابيه" الي العراق منذ سقوط بغداد تحت الاحتلال الامريكي عام 2003، وعاد لاستيرادها مجدداً بعد اندلاع الثوره ضده في سوريا مارس 2011.

وخلال فتره حكم الرئيس الأمريكي جورج بوش الابن طالبت الاداره الامريكية النظام السوري مرارا بضبط الحدود مع العراق، ولكنه كان يتملص تحت ذرائع مختلفه منها الحاجه الي التعاون مع الامريكيين في هذا المجال وطلب معدات متطوره لمراقبه الحدود.

ولعل تملص النظام السوري في ضبط حدود بلاده وتاكد الغرب والامريكيين والحكومة العراقية المواليه لهم من دوره في تسهيل مرور "الارهابيين" عبرها، دفع الجيش الامريكى الي شن غاره جويه وعمليه كوماندوس في عام 2008 علي شبكه لتنظيم القاعده داخل الاراضي السوريه في مدينه البوكمال الحدوديه مع العراق، قيل انها تقوم بنقل وتدريب "ارهابيين" من الاراضي السوريه وتمريرهم الي العراق تحت علم و اشراف النظام السوري.

وتوالت بعدها اتهامات الحكومه العراقيه للنظام السوري بدوره في دعم "الارهابيين" وتسهيل مرورهم الي العراق، وكان اخرها اتهام اثيل النجيفي، محافظ نينوي، غربي العراق، والتي سقطت الاسبوع الماضي بيد تحالف سني مسلح يتصدره "داعش" بتعاون الاخير وتنسيقه مع النظام السوري.

ومؤخرا نشرت صحيفه "الديلي تلغراف" البريطانيه ان لدي الاستخبارات الغربيه ادله عن دعم سري وتعاون بين بشار الاسد وتنظيم "داعش" من ضمنه اداره ابار النفط في مناطق يسيطر عليها التنظيم في سوريا وبيع انتاجها لصالح النظام، وكذلك اشغال الثوار بمعارك جانبيه واختطاف وقتل النشطاء المعادين للاسد بهدف وسم الحراك الثوري ضده بـ"الارهاب".

فالانتصارات السريعه والمبالغ بها والتي حققها "داعش" في العراق تطرح سؤالا عن الايدي الخفيه التي سهلت هذا التمدد السريع والمفاجئ للتنظيم وتصدره للمشهد وذلك بناء علي علاقه محتمله للقاعده مع ايران و"التحالف السري" الذي جنبها اي "هجوم قاعدي" عليها في الوقت الذي  استهدفت القاعده فيه كافه خصوم ايران في العالم، وبنفس الوقت التصريحات المتكرره للرئيس الايراني روحاني التي اعلن فيها عن استعداده لارسال قوات لدعم حكومه العراق.

بالمقابل الامريكان اظهروا احجاما وترددا في تقديم مثل تلك العروض بل كانت تصريحات الرئيس الامريكي باراك اوباما بعد احداث العراق الاخيره تحمل انتقادات ضمنيه لرئيس الوزراء العراقي المنتهيه ولايته نوري المالكي واتهمته بسوء الاداره.

الموقف الغربي عموماً يغلب عليه التردد بانتظار وضوح الرؤيه وبيان اطراف اللعبه السياسيه والعسكريه الفاعلين في العراق، من حيث وجود ثوار مخلصين ضد طائفيه حكومه المالكي التي همشتهم، ووجود عناصر القاعده المرتبطين بشكل او باخر بالنظامين السوري والايراني اللذين يديران المشهد بحرفيه كما فعلوه في سوريا وغايتهم القضاء علي المناوئين في البلدين عن طريق ركوب موجه الارهاب الذي ترعرع في احضانهم وتحت اشرافهم، وفق لقناعه كثير من القوي الغربيه.

 وقد يكون بالنسبه للجانب السوري تجاوز هذه المرحله وتبين توجه غالبيه اطياف المعارضه بعد اكثر من 3 سنوات علي الصراع، ولم يعد لدي الغرب الا خيار تسليح الجانب المعتدل من المعارضه باسلحه تغير وضعها العسكري في مواجهه كل من قوات النظام والجماعات الارهابيه المرتبطه به سرا مثل "داعش".

فالخيار الاسلم والمحتمل ان يتبناه الغرب هو تشجيع الاجنحه المعتدله من "الثوار" في كلا البلدين (العراق وسوريا) ودفعهم الي الناي بانفسهم عن الجماعات "الارهابيه".

تخلي الغرب عن المعارضة السورية ودعم بقاء الاسد سيعني ايضا سقوط العراق تحت احتلال عسكري مباشر لايران بحجه مكافحتها للارهاب، وبشكل يمكنها من استكمال الحلم الامبراطوري الفارسي من طهران الي ساحل المتوسط.

ونجاح الخطه الايرانيه في العراق وسوريا سيضع مصالح الغرب في الخليج العربي في خطر داهم، فالنجاح الايراني في بلاد "الهلال الخصيب" الذي رسمته منذ سنوات طويله، سيشجعها علي التدخل المباشر في دول الخليج العربي سواء في البحرين و اليمن او حتي السعوديه وبالتالي تهديد منابع النفط ومصالح الغرب ما سيؤدي حتما الي ارتفاع اسعار الوقود وظهور ازمات اجتماعيه لاحقه في دول الغرب وهذا ما سيدفع الغرب لتوخي الحذر ويجبره علي محاوله ابقاء التمدد الايراني تحت السيطره.

قد يكون الخيار الاخر المتاح للولايات المتحده وحلفائها هو توجيه ضربات جويه انتقائيه وجراحيه باستخدام الطائرات من دون طيار لبعض مواقع الدوله الاسلاميه (داعش ) في كل من العراق وسوريا لاضعافها وتقويه خصومها المعتدلين من الثوار في كلا البلدين للدفع لاحقا باتجاه المفاوضات المباشره مع الاسد في سوريا ونوري المالكي في العراق وايجاد تسويات سياسيه معينه.

اما الخيار الاسوء وهو المستبعد، ان يطلق الغرب يد ايران لتسويه الامور والفوضي علي طريقتها واغراقها في حرب استنزاف طائفيه في كل من سوريا والعراق وهذا احتمال كارثي حتي علي الغرب لان له ارتدادات ستتوسع لتطاول بقيه دول المنطقه مما يؤدي الي خروجه عن السيطره والعوده الي مربع تهديد مصالح الغرب سواء اقتصاديا او امنيا من "المجاهدين" العائدين الذين سيفرزهم مثل هذا النزاع الدموي.

اذا اردنا المقاربه المنطقيه في مكافحه الارهاب بطريقه جذريه تكون في ازاله اسبابه، واهمها الاحساس بالظلم والاضطهاد الذي يخلق البيئه الحاضنه للارهاب وفي الحالتين السوريه والعراقيه المسبب الاول للارهاب هو الشعور بالطائفيه في الحكم.

المغامره في الحاله السوريه بدفع الاسد جديا الي المغادره واستبداله بحكم انتقالي متفق عليه بين الاطراف سيؤدي الي القضاء علي القاعده الخلفيه للارهاب في المنطقه، وبالتالي اختفاء الجانب الاكبر منه ومن ثم تفعيل مصالحه وطنيه تضمن مشاركه جميع اطياف المجتمع، بشكل يرفع الشعور بالظلم الذي يعد المسبب الاول للارهاب، والامر نفسه ينطبق علي الحاله العراقيه.

التردد الطويل في اتخاذ موقف حاسم في سوريا ادي الي هذه التداعيات الارهابيه الكارثيه فيها وبالتالي التمديد لبقاء بشار الاسد لن يؤدي الي حل المشكله.

كما ان التمديد كذلك لنوري المالكي وتجاهل مطالب خصومه السنه بالاطاحه به، لم يؤد سابقا الي تغيير في وضع الارهاب في العراق بل علي العكس ادي الي زيادته الي الدرجه "المقلقه" التي شهدها الجميع قبل ايام.

وبالتالي مزيد من الضغط علي الشعوب سيجعل الغرب في مواجه تيار شعبي ثائر ضد الانظمه ولجوئه للسلاح للاطاحه بها، وهذا سيصعب مهمه التمييز بين الاخيار والارهابيين وسنعود في النهايه الي المربع الاول وهو ضروره استئصال السرطان الديكتاتوري المستعد للقيام ودعم اي جهه للحفاظ علي كرسي الحكم، ولكن هذه العوده ستكون بعد ملايين اضافيه من الضحايا.

يو. توداي: حل ازمه العراق مرهون باستقرار سوريا

الحرب الاهليه تدق طبولها في العراق

مصدر عشائري: المقاتلون الاجانب غادروا الموصل

كاتب امريكي: واشنطن خربت الشرق الاوسط

داعش العراق يقدم هديه اقتصاديه لايران

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل