مفاجأة.. إيطاليا تعاني من مشاكل دفاعية

للمره الاولي في التاريخ الحديث لكره القدم ، يواجه المنتخب الإيطالي لكرة القدم مشكله حقيقيه في الناحية الدفاعيه قبل خوض فعاليات بطولة كأس العالم 2014 بالبرازيل.

واسفرت الاصابات من ناحيه والتفضيلات الخططيه من ناحيه اخري عن هذه المشكله التي يعاني منها الفريق قبل مباراته المرتقبه امام نظيره الانجليزي غدا السبت في الجوله الاولي من مباريات المجموعه الرابعه بالدور الاول للمونديال البرازيلي.

وفي الستينيات من القرن الماضي ، ابتكر المدرب الارجنتيني الاسطوره هيلينيو هيريرا المدير الفني السابق لفريق إنتر ميلان الايطالي اسلوب الدفاع المكثف والمنظم والصلد والذي اشتهر بلقب "كاتيناتشيو".

ورغم كونه ابتكارا ارجنتينيا ، اصبح هذا الاسلوب مرتبطا بالكره الايطاليه علي مدار عقود طويله مضت.

والحقيقه ان المنتخب الايطالي (الازوري) هجر هذا الاسلوب "المغلق تماما" منذ فتره طويله حيث وضع المدرب مارشيلو ليبي ، الذي قاد الازوري للقب كأس العالم 2006 بالمانيا ،حاجزا كبيرا بينه وبين اساليب التدريب التقليديه التي اتبعها مدربون اخرون امثال جيوفاني تراباتوني وتشيزاري مالديني.

ووضح بشكل كبير ميل ليبي لاسلوب اللعب الهجومي ولكن الصلابه الدفاعيه ظلت موجوده كعلامه مميزه للكره الايطاليه خاصه وان الكره الايطاليه شهدت علي مدار تاريخها افضل المدافعين في العالم بدايه من كلاوديو جينتيلي وكايتانوشيريا في 1982 وحتي اليساندرو نيستا وفابيو كانافارو في 2006 .

ولهذا ، تبدو المشكله التي يعاني منها المنتخب الايطالي حاليا في الدفاع بمثابه مفاجاه حقيقيه قبل بدء مسيرته في المونديال البرازيلي.

وخلال اخر عشر مباريات خاضها الازوري ، حافظ الفريق علي نظافه شباكه في مباراتين فقط وكانتا امام المنتخب البرتغالي في ايلول/سبتمبر 2013 وامام المنتخب الايرلندي في ايار/مايو الماضي.

واستقبلت شباك الازوري هدفا في المباراه التي تعادل فيها 1/1 مع منتخب لوكسمبورج في الرابع من حزيران/يونيو الحالي كما استقبلت شباكه ثلاثه اهداف في المباراه التي فاز فيها علي فلومينينسي البرازيلي قبل ايام قليله ضمن الاستعدادات النهائيه للمونديال البرازيلي.

وقال اللاعب المخضرم جورجيو كيليني مدافع الفريق ، لدي سؤاله عن مشاكل الدفاع بالازوري حاليا ، "تحدثنا عن هذا فيما بيننا. الناحيه الدفاعيه فقدت كثافتها".

وقال المدرب تشيزاري برانديللي المدير الفني الحالي للازوري ، مثل سلفه ليبي ، انه يريد كره هجوميه بما يعني اسلوب اداء هجومي.

وقال برانديللي "الفكره هي ان تسجل هدفا اكثر مما يسجله المنافس".

ولكن كيليني ، الذي شارك في المسيره البائسه للازوري بمونديال 2010 في جنوب افريقيا ، ليس مؤيدا لهذا بشكل تام حيث قال "قبل اي شيء ، نحتاج الي تجنب استقبال شباكنا لاي هدف ،لان تسجيل هدفين او ثلاثه اهداف (في مباراه بكاس العلم) امر صعب".

ولهذا ، اين تكمن مشكله المنتخب الايطالي ؟

ربما يكون جزء من المشكله هو غياب القياده. وما زال حارس المرمي المخضرم جانلويجي بوفون من اقوي الشخصيات في عالم كره القدم ، ولكن ربما لا تكون مصادفه ان اكثر لاعب يرجع الفضل اليه في فوز الفريق بلقب مونديال 2006 كان فابيو كانافارو الذي اصبح ثالث مدافع فقط يفوز بجائزه الكره الذهبيه لافضل لاعب في العالم ولكنه اعتزل اللعب.

ويشير معظم المراقبين الي مزيج من المشاكل في رباعي خط الدفاع الايطالي حيث قال اندريا اليفانتي الصحفي الذي يغطي احداث المونديال البرازيلي لصالح صحيفه "لا جازيتا ديللو سبورت" الايطاليه الشهيره "ما من احد في هذا الرباعي يتمتع بافضل مستوياته الان".

ويعاني كيليني من مشاكل في الظهر كما ان زميله اندريا بارزيالي المرشح الاقوي الاخر لمركز قلب الدفاع لم يستطع التدريب بشكل مناسب بسبب مشاكل في الركبه.

كما ان ليوناردو بونوتشي نجم يوفنتوس الايطالي ، والذي سيشارك في التشكيله الاساسيه للفريق ايضا ، لا يبدو علي ما يرام كما ان اسلوب لعبه لا يتوافق مع اسلوب لعب المنتخب الايطالي حاليا حيث يفضل اللاعب المشاركه ضمن خط دفاع يعتمد علي ثلاثه لاعبين اقوياء.

والحقيقه ان افضل مدافعي المنتخب الايطالي في المستوي حاليا هما الظهير الايسر ماتيا دي سيليووالظهير الايمن ماتيو دارميان ولكنهما ما زالا في بدايه العشرينيات من عمرهما.

ويامل برانديللي ان ينجح حماس اللاعبين في التغلب علي افتقادهما الخبره المناسبه لمباريات المونديال.

وقال برانديللي مرارا انه لا يشعر بالقلق. واوضح "نعمل علي علاج السلبيات" كما ارجع اللوم في الاخطاء الدفاعيه للفريق امام فلومينينسي الي "الاخطاء الفرديه".

ورغم هذه الكلمات الواثقه من برانديللي ، شهدت المباريات الوديه الاخيره للفريق مشاركه اللاعب دانييلي دي روسي في مركز خط الوسط امام الرباعي الدفاعي لمساعدتهم في التصدي لهجمات المنافس مبكرا خاصه عند استحواذ المنافس علي الكره.