المحتوى الرئيسى

عن جد واجب وهزل مطلوب عمرو حمزاوي

06/10 03:16

لا داعي للقلق، اقرا : جمله شهيره ترغب بها دور النشر العالميه الناس في القراءه وشراء الكتب.

قرات خلال الايام الماضيه بعض السير الذاتيه لكتاب ومثقفين يساريين وليبراليين قاوموا الفاشيه في المانيا وايطاليا في النصف الاول من القرن العشرين، ولصحفيين واكاديميين وقفوا في وجه المكارثيه الامريكيه في اربعينيات وخمسينيات نفس القرن، ولفنانين وموسيقيين ورسامين وشعراء وادباء رفضوا الخضوع للاستبداد الذي واصل تجديد دمائه بعد الحرب العالمية الثانية في اسيا وافريقيا وأمريكا اللاتينيه غير مكترث بانقضاء الاستعمار التقليدي ومتحديا بزوغ عصر التحرر الوطني واستقرار حق الشعوب في تقرير المصير وحقوق الانسان وحرياته كمنظومه قيميه عالميه وموظفا تكالب القوي الكبري علي النفوذ / الاسواق / الموارد الطبيعيه / مواطئ القدم الاستراتيجيه / شبكات الاستغلال العالميه.

يجمع سيرهم الذاتيه، وهي في المجمل تغيب عنها ادعاءات البطوله والنضال والكفاح وتعترف بالضعف الانساني وبلحظات الذل والتراجع والانتهازيه والبحث عن الفرص الفرديه للتعايش مع الفاشيه / المكارثيه / الاستبداد، توثيقها للمصداقيه الاخلاقيه والمجتمعيه والسياسيه لانسحاب البعض الي الصوامع الخاصه حين تشتد وطاه القمع وتضيق سبل التعبير الحر والامن عن الراي وحين يرفض ذاتيا الارتحال بعيدا عن الوطن وتمتنع السلطه الحاكمه عن تنفيذه بالقوه الجبريه كقدر محتوم وحين يصبح الرهان الوحيد الممكن هو الرهان علي عوده الناس الي البحث الجماعي عن الحق والحريه وتفضيلهما بوعي مهما زين لهم غير ذلك ومهما طال الوقت.

حقائق.. حقائق.. حقائق / عباره وردت بقوه خطابيه وبطرقه علي منضده اجتماعات علي لسان رئيس تحرير مجله اسبوعيه المانيه في اعلان تليفزيوني شهير يعود الي نهايه التسعينيات.

وسر شهره العباره ورئيس التحرير والاعلان التليفزيوني ارتبط بادراك الراي العام الالماني للتناقض الفاضح انذاك بين الاشاره الي الحقائق (ومكوناتها المتمثله في المعلومات والعرض الموضوعي وقبول الاختلاف والراي الاخر) وبين الصوره الذهنيه الراسخه عن المجله الاسبوعيه المعنيه والتي كانت تضعها في خانه المطبوعات الصفراء التي تعتمد علي نشر الاكاذيب / الشائعات / الفضائح / المبالغات / الاخبار المختلقه لتحقيق مبيعات مرتفعه. هزل رئيس التحرير ـ وهو يظهر في الاعلان في مشهدين، مشهد وهو يقول العباره المعنيه ويطرق بيده علي منضده الاجتماعات ومشهد اخر وهو ياخذ في صمت وضعيه «المفكر» بارتكاز خده الايمن علي اصابع يده اليمني وبتوجيه عينيه الي الامام وكانه ملك بمفرده ليس فقط الحقيقه بل ايضا رجاحه العقل والنظر، الذي ادعي دون مصداقيه اعتماد مطبوعته الصفراء علي الحقائق قابله الراي العام الالماني بهزل مماثل حيث تحولت عباره «حقائق.. حقائق.. حقائق» في التسعينيات الي «عباره كوديه» متعارف عليها للتدليل علي غياب الحقيقه والمعلومه وذيوع الاكاذيب والشائعات بشان بعض قضايا السياسه والمجتمع في المانيا (وارتبط اشهرها انذاك بالتمويلات السريه للاحزاب السياسيه وبتاثير شبكات المصالح الاقتصاديه والماليه والاعلاميه علي صناعه القرار الحكومي والبرلماني).

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل