المحتوى الرئيسى

الجنزوري لـ«صالون التحرير»: مصر ستتحرك مع السيسي «سريعا مارش».. وما يمكن فعله في ليبيا لا يُقال

06/08 03:07

اولويات المشير الامن والخروج من الوادي.. بس امنحوه 6 اشهر بلا اضرابات

مصر بها 6 ملايين موظف.. والصين 4 فقط.. والعدالة الإجتماعية لن تتحقق في شهور

"السعيد": نسبه ضريبه ارباح البورصه اقل من دول راسماليه عريقه

"اللباد": مصر تملك ترجيح كفه اي تحالف اقليمي.. و"محور تركيا" انتهي

"رزق": اتوقع العفو عن "الشباب".. ونحتاج مؤتمر ثقافي اجتماعي يضع اسس "الدوله الثالثه"

"حسين": اهم اولويات الامن القومي هو تعمير سيناء واسرائيل تحاربنا فيها عمليا

 "جاد": السيسي قال لنا منفعلا: لن يكون هناك مرشدا عاما.. وانا مش مبارك ولا السادات

"السيد": يجب القضاء التام علي التنظيمات الدينيه.. وعلي الرئيس حُسن اختيار معاونيه

طالب رئيس وزراء مصر الاسبق، الدكتور كمال الجنزوري، الشعب، بمنح الرئيس الجديد، عبد الفتاح السيسي، فرصه سته اشهر بدون اضرابات، وقال اثناء استضافته في برنامج "صالون التحرير"، مع الكاتب الصحفي عبد الله السناوي، علي فضائيه "التحرير"، مساء السبت، ان مصر ستعمل مع السيسي "سريعا مارش"، مشددا في ثاني ظهور تلفزيوني له في حياته، والاول منذ سنوات، علي ان "عهد اصحاب المصالح انتهي".

وشارك في الحوار مع الجنزوري، ك

ل من:  د.هاله السعيده عميد كليه الاقتصاد والعلوم السياسيه بجامعه القاهره. الكاتب الصحفي ياسر رزق، رئيس مجلس اداره اخبار اليوم. د.مصطفي اللباد، مدير مركز الشرق للدراسات الاقليميه والاستراتيجيه. د.عماد جاد، نائب مدير مركز الاهرام للدراسات السياسيه والاستراتيجيه. والكاتب الصحفي عماد الدين حسين، رئيس تحرير جريده الشروق. والكاتب الصحفي علي السيد، رئيس تحرير المصري اليوم.

بدا الجنزوري حديثه مفسرا ظهوره التلفزيوني النادر بالقول:  "لدي قناعه انني مادمت استطيع ان اقول ما اريده لرجل السلطه، فلا اقوله في الاعلام".

وردا علي سؤال للسناوي حول رؤيته للمشهد الراهن، وانتقال السلطه من المستشار عدلي منصور، للرئيس المنتخب، عبد الفتاح السيسي، قال الجنزوري:  "بعد ايام سيتركنا القاضي الجليل، وقد تعاملت معه 11 شهراً، وهو شخصيه في منتهي الروعه، وقد كان في الشهور الاولي صامتا مستمعا لكل مايقال، وبعد فتره بدا يسال في الاقتصاد والامن كرجل دوله، وله علينا جميعا ان نشكره شكرا جزيلا ونتمني له التوفيق في كل مايفعله فيما بعد".

واضاف رئيس وزراء مصر الاسبق:  "الرئيس المشير عبد الفتاح السيسي، يستمع جيدا، وهو قليل الكلام، واذا تكلم تشعر انه يعي مايقول ويصل للنقطه التي تري انها فعلا النقطه الصحيحه، وهو شخصيه وطنيه جاده".

وزاد الجنزوري:  "لانقول الكثير عنه وندعو له بالتوفيق في امر في منتهي الصعوبه، فهناك مشاكل كثيره، امن واقتصاد وشؤون خارجيه". وتابع مفصّلا:  "الامن الجنائي ليس علي مايرام، فالسائح لايتحرك كما يحب، والوضع الاقتصادي متراكم علي مدار العشر سنوات التي سبقت الثوره. اهتممنا بمعدل النمو لكن لم نصل لمعدل التنميه، ومعدل النمو يستفيد منه قله قليله، وقد اضيف 2 مليون عاطل الي البطاله من عام 2000 الي 2010، وبعد هذه الفتره اضيف مليون ثالث".

واضاف: "الوضع الداخلي يقاس بمصروفات الدوله وايراداتها، وقد تراكم اهمال التنميه علي مدار السنوات التي سبقت ثوره 25 يناير، وقد سمعنا خلال 2008 و2009 عن معدل نمو بنسبه 8 و9% لكنه اختص ببعض القطاعات فقط، واهمل الزراعه وقطاع التشييد، وتراكمت البطاله وكانت النتيجه زياده المصروفات، وزياده الاقتراض، وهذا يزيد عجز الموازنه كل عام، وجعل الدين الداخلي عشره امثال ماكان موجودا في عام 1999، وبشكل يضع علي الموازنه عبء تبلغ نسبته مايقرب من 25 %  منها كفائده، وهذ ادي الي بطاله ودين لا استطيع التحرر منه".

وقال الجنزوري ان مصر بدات في الثلاثه اعوام الاخيره "اصدار اموال لم يكن واجبا اصدارها، فلا احد يصدق ان الاصدار وصل الي 30% بين عامي 2012 و2013، والسنه الاخيره ربنا مايعيدها، بلغ حجم الاصدار النقدي 64 مليارا".

 وعن الوضع الخارجي اضاف: "وضعك الخارجي يتحدد في قيمتك داخل بلدك، اقتصادك القوي يجعل العالم كله يتعامل معك، خاصه حين تقف علي قدمك اقتصاديا، نفس الامر في اوروبا والمانيا التي تعتبر هي القائده، والوضع الداخلي يعني الامن والاقتصاد، والمطلوب في هذه المرحله هو الامن وهو ضروره وخاصه الامن الجنائي، والداخليه لديها من الكفاءه والقدره مايمكنها من معرفه جميع البؤر الاجراميه في المجتمع، وحين كنت في الوزاره، كنا نذهب الي 15 و20 بؤره اجراميه كل ليله، وخلال شهرين او ثلاثه، لم يتم تثبيت سياره واحده".

وتابع: "متاكد ان الرئيس السيسي واضع الامن في المقام الاول، وحين يتحسن الامن ستعود السياحه، وسيبدا المصريون في العمل، وهناك فرصه لذلك، والرئيس يعي هذا ويعمل عليه منذ راي انه سياتي رئيسا للجمهوريه، اقصد انه منذ ترشح للرئاسه وتخلي عن وضعه في الجيش، وبدا يتواجد في الحياه المدنيه".

وزاد الجنزوري: "هذه الامور في ذهنه، فلابد ان يتحرك الاقتصاد من اول يوم والامن في نفس الوقت، انا كمواطن اقول وارجو من المواطن المبهر الذي يفعل اشياء غير متوقعه وقت الجد، وفي قمه الجمال والروعه، كخروج نسبه كبيره من المسلمين في جنازه البابا شنوده او دق اجراس الكنائس مع اذان المغرب في رمضان، اقول لهذا الشعب: ارجوك ادي فرصه للسيسي 6 اشهر، بلاش الاضرابات الفئويه سته اشهر، هقدر اديك، وانت اللي هتمدها سته اشهر وسنه، الشعب نفسه حين يري الامن يتحسن وعجله الاقتصاد تتحسن، بذكاءه وفطرته، سيمد السته اشهر يبقوا سنه وسنتين".

وتدخل ياسر رزق قائلا: "الدكتور الجنزوري  خير من يشخّص الوضع وخير من يضع خطوات العلاج، واعلم دوره في فتره رئاسته لحكومه الثوره، ولعله الدور الاهم في حياته، وهو الان مستشار لرئيس الجمهوريه، اساله، ما العمل بعد اي ثوره في ضوء تجربتك من 1996 الي 1999 التي قبرتها السلطه، وبالنظر لما سمعناه من السيسي، كيف تخرج مصر في المستقبل المنظور من ازمتها؟ ومن اين نبدا؟".

ورد الجنزوري علي سؤال رزق قائلا: "نبدا سويا، عندي امر يتعلق بالوادي القديم، الاسانسير القديم بتاع البيت وقف، اما كيف نخرج، فالقديم لايمكن تركه لاننا كلنا نعيش فيه، عندي امور في ظل الامن لو تحقق استطيع انجازه من غدا، عندي 2 مليون فدان ارض علي راسها مياه، مقسمه علي مناطق عده في شمال الدلتا، والسويس وسيناء وتوشكي وشرق العوينات، 73 موقع، وقد بدانا العمل في جزء منها، وبعض المواقع في سيناء لم تكن الاراده السياسيه متوفره، ورغم ذلك فقد تم رصف 11 الف كيلو متر فيها، وتم عمل 2 كوبري وتم مد سكك حديديه، كن حين تصل لتوطين للبشر فيها فهذا امن وطني".

واضاف الجنزوري: "لو استصلحت 2 مليون فدان فسنوفر فرص عمل لمليون مواطن، والمياه متوفره لزراعه هذه الارض، وهناك 4 الاف مصنع متوقفه عن العمل، اما لاداره خاطئه او لخلاف مع البنوك، ولايمكن لمصنع مغلق منذ خمس سنوات، اجراء محاسبه مع البنوك، وهي تواجه باغراق بانتاج كثيف من الصين او غيره، وحل هذه المشكلات سيظهر بعد شهر او اثنين، وهناك مصانع تعمل ورديه واحده بدلا من ورديتين او ثلاثه، وهناك محطات لصرف صحي متوقفه ومحطات كهربائيه لم تكتمل، حل هذه المشكلات في الوادي القديم يحل مشاكل سنوات قليله لكن لابد من الخروج منه، فخريطه مصر في حدودي مع السودان، والجزء المعمور منها بدءا من اسوان مرورا بقنا وسوهاج وصولا الي القاهره، 780 كيلو لايتجاوز 2%، والدلتا 13 محافظه و35 مليون مواطن الجزء المعمور منها 2 % ايضا، والقاهره الكبري 0.02 %، فضلا عن مشكله المرور، فالقاهره بها 3 ملايين سياره، وبعد خمس سنوات لن يكون هناك مجري للسيارات تسير فيه، اصبح الخروج واجبا من الوادي الوادي الضيق، وقد خرجنا شمالا في عامي 1995 و1996، وصلنا بالكهرباء الي سيناء بل والاردن ثم ليبيا وتونس حتي المغرب، ثم عملنا شرق التفريعه وسيناء، وربطنا الخط القادم من القصير الي قنا ثم الي الخارجه وحتي واحه سيوه، خرجنا ويجب ان نخرج واعتقد ان هذا من الاولويات لدي السيسي، يجب ان نفعل هذا ليشعر الناس بالارتياح".

وسال عماد الدين حسين الجنزوري، حول المياه اللازمه لزراعه الاراضي التي ذكرها، ونصيحته لرئيس الوزراء المقبل، بشان التصرف في دعم الوقود؟ ورد الجنزوري: "لاوفر المياه للاراضي الجديده، لابد من معالجه استخدام المياه في الدلتا، فالتوسع الجديد لايمكن ان يحدث وانا استخدم 3 امثال ماياخذه اي فدان من المياه بطريقه الغمر، يجب ان نغير سياسه الري في الدلتا، وهذا ماسيحدث في هذه المرحله، ليس فقط الخروج من وادي النيل، وانما استخدام الصحراء في نظام جديد ينتج خلال سنه، وهذه الحسبه مبنيه علي عقلانيه في استخدام المياه".

واضاف الجنزوري: "الوقود حدوته قديمه مدتها 30 سنه، بداناها بكوبون الكيروسين، لا استطيع القول ان نستمر في تجاهل هذا، وماتم السكوت عليه، عشرين سنه، لابد من عمل برنامج للخروج منه خلال 3 الي 5 سنوات، ولا استطيع ان اقترب من السولار الذي يذهب للنقل والميكروباص وماكينات الري، يجب ان امنحها فتره بان اقول للناس ان السولار الذي يباع اليوم بجنيه سيكون العام القادم باثنين وبعد عامين سيكون بثلاثه وفي السنه التي تليها سيكون بالسعر العالمي".

وزاد رئيس الوزراء الاسبق: "لابد ان يكون هناك تعامل مع الدعم بعقلانيه، وان تاخذ في اعتبارك الفئه المهمشه، ومهما قلت فالتكلفه سيتحملها جزء من المهمشين، مهما تحسبها لايمكن ان تفصل بين المتوسطه والمهمشه والغنيه، يمكن حسابها لتكون اثقل علي الاغنياء، وفي المقابل لابد من اتاحه السلع الاساسيه بسعر اقل حتي يتم تعويض زياده اسعار الوقود".وتحدثت الدكتوره هاله السعيد عن ضريبه الارباح علي البورصه التي فرضتها الحكومه مؤخرا، فقالت: "ضريبه الارباح بالبورصه تاخرت، وكنت اطالب بها منذ فتره، وقد كان طبيعيا ان يحاول بعض رجال الاعمال رفضها، لكنني كنت افضل طرحها في اطار اصلاح ضريبي ومنظومه ضريبيه متكامله في اطار شامل، لكن بما اننا تاخرنا، فلاباس ان تطرح واري ان سعرها مناسب جدا، واقل من دول كثيره راسماليه متقدمه وناميه لديها هذه الضريبه، واعتقد ان السوق تقبلها لان الحكومه عملت بها بحزم وطبقتها، والحوار حولها قد يكون اعطي انطباع بعدم وجود جديه في اتخاذها، وفي النهايه تقبلها السوق بالضغط، لان الحوار حولها كان للاليات والامور الفنيه، فالحكومه حين اتخذت قرارا بفرضها وضعت في اعتبارها بعض الامور التقنيه، لذا كنت افضل طرحها في اصلاح ضريبي شامل، مثل الضريبه التصاعديه والعقاريه التي سيتم تطبيقها لاحقا، ومن الممكن ان يتكرر ماحدث في البورصه لكن حين يكون هناك حزم في القرار يتم قبوله".

وعن انخفاض الجنيه، قالت السعيد: "انخفاضه لايقلقني، لكن المضاربين احيانا يستغلون الفرصه للاستفاده من تراجع الاسعار، في ظل وجود عجز في الميزان التجاري، وبمجرد تدفق الاستثمارات، بل وبمجرد اعلان الدول العربيه عن مساعدات حدث تراجع".

وعاد الحديث للجنزوري، وقال: "يقلقني جدا وضع الجنيه، عندي مشكله لان وارداتي تبلغ ستين مليار في ظل عدم وجود سوق حره للدولار، لا العرض عارف مصدره ولا الطلب، وحين اتركه يمثل عبئا لانه حين تنخفض قيمه الجنيه تزيد قيمه الواردات، لذا لابد من حمايه الجنيه باجراءات معينه حتي نحقق انخفاضا في قيمه الوارادت بدلا من ستين مليار، تصبح اربعين".

واضاف: "لا استطيع ان اقول ان حركه الجنيه غير مهمه، لابد ان تحد الدوله من حركته حتي اصل لوضع اتركه للسوق الحر. والتجربه تقول ان الجنيه حين ينخفض لايرتفع مره اخري، منذ كان سعره 180 قرشا ايام عاطف صدقي".

وتحدثت السعيد عن التخطيط قائله: "التخطيط اهم الخطوات في عمليه الاصلاح، كانت في الستينات اللجنه العليا للتخطيط برئاسه جمال عبد الناصر، اليوم التخطيط يتم بشكل مركزي، وقانون اللامركزيه موجود لكن لم يتم تفعيله، وبالاضافه لذلك فالجهاز الاداري للدوله، يمثل عقبه رئيسيه امام الاصلاح، وهو من اكبر الاجهزه الحكوميه علي مستوي العالم، يتميز بعدم كفاءه شديده".

وسالت الجنزوري، بشان تصوراته لاصلاح الجهاز الاداري واليه التخطيط في مصر، فقال: "لاتوجد دوله ليس لديها تخطيط لانه رؤيه للمستقبل وبالتالي نجد وكاله التخطيط في اليابان، هي اكبر وكاله لديها، وامريكا لديها وثيقه للعمل خمسين سنه مستقبلا، وبعد ثوره يناير كان هناك توجه لالغاء وزاره التخطيط، وقد قاومت ذلك بشده، والكلام عن عدم اهميه التخطيط في منتهي الخطوره، ويجب ان تقدم الدوله النمط الذي يسير عليه معها القطاع الخاص، وعلي من يقوم بالتخطيط ان يعي انه يخطط للامه لخمس سنوات قادمه، فلا يجعل الخطه مجرد رقم".

وعن الجهاز الاداري للدوله، قال: "تعاملنا معه منذ سنوات طويله بنظام التكيّه، كل مانتزنق نعين مائه الف او مائتين، حتي وصل الي سته ملايين موظف، في حين ان 2 مليون يقومون بالمهمه، وفي الصين كان الجهاز الاداري يتكون من 8 ملايين موظف صاروا اربعه فقط، لدينا موظف لكل 11 مواطن في مصر، ويجب ان نتخلص من اعباء الجهاز الاداري بسياسه تحفيز للشباب".  

 وسال الدكتور عماد جاد، الجنزوري حول المجالات التي يعمل فيها الرئيس القادم علي المستوي الامني والاقتصادي، فرد: "عندي قناعه كامله ان الرئيس السيسي يعرف ماسيفعل ويٌعدّ نفسه لهذا، وقد اكد اكثر من مره انه لن يفعل وحده، بل نحن الذين سنفعل، وهذا يحتاج قدر من التوافق الشعبي، وان يشارك الكل، واعتقد ان هناك امور سيظهر اثرها في القريب العاجل، مثل توفير السلع الاساسيه، واللحوم والالبان، واتاحتها باسعار مقبوله، هذا سيشعر المواطن البسيط بان الامور تتحسن، بالاضافه الي تشغيل المصانع واستصلاح الاراضي الزراعيه الخروج للصحراء".

واضاف الجنزوري: "اتصور ان هناك اربع فئات من المواطنين يجب وضعهم في الاعتبار حين نتحدث عن الواقع، الاولي هي البطاله، والثانيه هم الشباب الذين لابد من ان افهم لغته وان يفهمني، فمن الوارد ان تكون هناك خصومه بين الاب والابن، ولا اقصد فقط الالفين او الثلاثه الاف اللي علي النت، والفئه الثالثه هي السيده المعيله، فهناك خمسه مليون اسره، تعولها مجاهده مات زوجها وتربي اولادها، والفئه الرابعه هم اصحاب المعاشات، وحين اجرينا الحسبه الالكترونيه للمعاشات عام 1974 لم تضع في حسابها ارتفاع الاسعار".

 وتحدث الدكتور مصطفي اللباد قائلا: "من المؤشرات المطمئنه، وجود الدكتور الجنزوري حول دائره صنع القرار، فمنذ الاطاحه به في عام 1999 ونحن نشهد راسماليه متوحشه"، ووجه اللباد سؤالا للجنزوري حول ارتباط الحكم الوطني بتوفير حد ادني من العداله الاجتماعيه، فرد الجنزوري: "انا انسان بسيط، وانحيازي للبسطاء لانني واحد منهم، لاول مره في تاريخ مصر، لم افرض ضريبه واحده مابين عام 1995 وحتي عام 1999، والضرائب التي كانت مفروضه دون قانون تم الغاؤها، وحافظت علي العمله لانه لم يكن لدي قدره علي تركها، لان اي انهيار كان سيدفع ثمنه الفئه الكبيره من الناس البسطاء".واضاف الجنزوري: "اجزم ان الرئيس السيسي عنده نظره العداله الاجتماعيه بشكل واضح، وانه بدون تحقيقها لن يحقق الكثير ممايسعي اليه، لكنها لن تتحقق في شهور، فهي ليست معدل نقدي يحصل عليه المواطن، وانما ان ياخذه بقدر يسمح له بتلقي تعليم جيد وتوفير صحه جيده واسكان مقبول في ظل عداله ناجزه، وامن المواطن قبل كل هذا يؤدي للعدالة اجتماعية، وحين رفعنا الحد الادني للاجور، وكان لابد منه، وزاد الي 1200، انخفضت القدره الشرائيه لهذا المبلغ واصبحت اضعف من القدره الشرائيه لـ 900 جنيه، واتصور ان هذه الصوره واضحه لدي  الرئيس القادم".

وسال الكاتب الصحفي علي السيد، سؤالا للجنزوري حول اجتماعه مع احد قيادات الاخوان حين كان رئيسا للوزراء، وتحذيره له بان "حكم حل البرلمان في الدرج"، كما سال الجنزوري عن الاسباب التي اوصلت مصر للازمه الراهنه في التخطيط وفي الوضع الاقتصادي؟

واجاب الجنزوري بالقول: "من عادتي، انني لا اقبل الحديث عن الماضي، ولا اتحدث عن احد بسوء، كانت هناك رغبه بخروج حكومتي وكنت اتصور انه من الافضل لي الا اكون موجودا منذ البدايه، عشت 240 يوم لم احصل فيها علي راحه الا 24 ساعه فقط لازور زوج ابنتي حين كان مريضا في لندن، وغير ذلك لم اتوقف لحظه، كان همي ان اوقف الانهيار الكامل، فالاحتياطي النقدي كان 36 مليار واصبح 16، في ظل هذا الوضع، جاء من يقول ان الحكومه لازم تمشي، وكان الطرف الاخر لايريد ان يتخذ قرارا، وحينها قلت لهم ليه بتعملوا كده انا مسلم ولايمكن ان اكون ضد المسلمين، انتوا بتكعبلوا واحد الناس بتحبه، وبعد 3 شهور ماشيين، ولماذا لم تفكروا فيما ستقولونه للناس لو ان المحكمه الدستوريه قضت بعدم دستوريه البرلمان، ماذا ستقولون في الانتخابات لو حدث ذلك، هذا ما حدث ولايمكن واحد في السن ده يقول الحكم في الدرج، وكانت لي مواقف لا اعتقد ان حد عملها".

وعن تاثير مايحدث في مصر علي الواقع في الاقليم والمنطقه العربيه، قال اللباد: "مايحدث في مصر يؤثر في الاقليم، ويغير المعادلات في المنطقه، نحن في معادله جديده، واذا لم يكن لدي مصر قياده المنطقه، لكنها تملك من الادوات لترجيح كفه اي معادله، ودول الخليج لديها مصلحه في عوده مصر لدورها، ذلك نجدها ترحب بشده بنتيجه الانتخابات الرئاسيه في مصر، اما الاطراف الخاسره فتتمثل في تركيا، لانها اصطفت اصطفاف خاسر، والتحالف الذي قادته انتهي في المنطقه، ومصر لم توجه دعوه لتركيا دعوه لحضور احتفالات التنصيب، واللافت انه تم توجيه دعوه رسميه للرئيس الايراني حسن روحاني، وعمق الموضوع واضح فايران دوله كبيره، وعلي الاغلب لن يحضر لاعتبارات مختلفه،  لكن مصر تعيد التذكير بمهارات اقليميه بعد زياره امير الكويت لطهران، وهذه مهارات لم تكن واضحه في السنوات الاخيره، وارجح ان روحاني لن ياتي لاسباب متعلقه بحسابات ايرانيه، وبالوضع المجمل في الاقليم".

واضاف اللباد: "مايحدث في مصر، يؤثر في ليبيا مباشره من خلال تبلور اصطفافات سياسيه وعسكريه جديده، كما يؤثر في لبنان الذي يظل مقعد رئيسه شاغرا، وهذه المره سيكون لمصر ماتقوله في موضوع لبنان، اما العراق فقد كان من اول المهنئين بنتيجه الانتخابات، وبفتح افاق جديده، وكل هذا له ارتباط بالاقتصاد، وحين تكون في بلد اقتصادها قوي فان العالم يسعي اليها، وهذه العلاقه التبادليه تبشر بالخير، والاقليم في حاجه لدور مصري، ويبقي علي العقول المصريه ان ترتب عوده مصر واولويات الاستثمار".

وتحدث الجنزوري قائلا: "المرحله المقبله تتطلب وحده الشعوب العربيه، فمصر عمود الخيمه في المنطقه العربيه، وانا متفاءل ان نجد ماهو افضل، ومصر اتجهت نحو سكه الندامه من سنه 2000، لذلك يجب ان تشهد المرحله القادمه، تنميه حقيقيه تشمل البعد الاقتصادي والاجتماعي".

وقال رزق ان السيسي اكد التفكير في مؤتمر اقتصادي واجتماعي ثقافي، مع العقول المصريه ورجال الصناعه والانتاج، واضاف: "ليس لدينا مشكله في تشخيص امراض الاقتصاد، ولابد ان يسفر المؤتمر المرتقب عن توجه"، وقال الجنزوري: " لو عدنا لعام 1982 بعد تولي الرئيس الاسبق حسني مبارك منصبه بثلاثه اسابيع، وسالنا ماذا سنفعل، قلت له:  نعقد مؤتمرا لنخرج منه بخطه عشرينيه، وقد كان من الحسم حتي عام 1991 الا يتم صرف مليم واحد دون موافقه وزير التخطيط وحين توقف هذا الكلام، انهار القطاع العام".

 واضاف الجنزوري: "المؤتمر الاقتصادي ميزته انه يجمع اراء الناس، ويجري مسحا للواقع، وتوقعات لتعدادنا وحدودنا، فمثلا الوضع في ليبيا لايمكن ان يكون نفس الوضع بعد عشر سنوات، نحن بحاجه لهذا المؤتمر وان نسمع الكل".

وتدخلت السعيد بالقول: "دول كثيره حين مرت بمراحل التحول، اعتمدت علي مجالس اقتصاديه واجتماعيه موجوده، ونحن لدينا كمّ  كبير من الابحاث والدراسات في كل شيء، ويجب ان يكون هناك كيانات تتابع هذا الكلام، وان نؤسس وحدات من داخلها لمتابعه تاثير مايحدث علي العداله الاجتماعيه".

وقال رزق: "مع المؤتمر الاقتصادي، قد يكون هناك مؤتمر ثقافي اجتماعي، يناقش اسس دولة مصرية حديثة ثالثه بعد دوله محمد علي وجمال عبد الناصر، ونري من خلال المبدعين والمثقفين، شيء من هذا مطروح، العلاقه بين ماهو اقتصادي واجتماعي، فغالبيه من خرجوا للشوارع هم الذين عندهم امل، ويوم الانتخابات كان اليوم المتمم للثلاثين من يونيو، هناك طبقات وقطاعات جماهيريه عايزه تاكل دلوقتي، ومش هتستني السناره لانها لاتقوي عليها، عايزه سمكه الاول، فيه تصورات كتيره، ازاي تحديدا في الطبقات المعدمه ننتشلها لشاطيء الحياه".

وعاد الحديث للجنزوري فقال: "متفاءل جدا، فالشعب المصري زكي  في التعامل مع الرئيس، الراجل اللي جاي بكره حازم وحاسم وعايز يشتغل، الناس بعد يومين تلاته هيعرفوا، لو تم اتاحه سلع اساسيه باسعار جيده ونحن مقبلون علي رمضان، فان المواطنين سيشعرون بشيء جديد، وسيشعر المواطن انه يسير علي الطريق التي يريدها، اضافه لكتائب عمران مدني عسكري في الصحراء، هذا سيشعر المواطن بانه يسير علي الطريق الصحيح، لكنه لن يستطيع ان يحصل علي كيكه في اول شهر".

وروي الجنزوري قصه لقاء وزير التخطيط سيد جاب الله برئيس الجمهوريه الاسبق الزعيم جمال عبدالناصر، حين ذهب الاول للرئيس يتحدث معه عن الخطه، فساله عبد الناصر: "هل فيها زيت وسكر فيها فول، فالخطه التي لاتضع في اعتبارها الاحتياجات الاساسيه للمواطنين لاتكون خطه.

واشار الجنزوري الي انه لاحظ احمرار وجه الوزير سيد جاب الله، وقد كان يعاونه في مكتبه، وان جاب الله قال له: حين سالني عبد الناصر عن الزيت والسكر والفول "اتشليت".

 وسال عماد حسين، الجنزوري، عن مدي انكسار او فشل مشروع الاخوان الاقليمي ضد مصر، وماذا اذا كانت مصر بحاجه لمشروعات كبري مثل توشكي، وموقفه لو عٌرض عليه تولي اي منصب تنفيذي، فاجاب: "مافعله الشعب في 30 يونيو وتداعياته يؤكد ان مشروع الاخوان توقف، بدليل مايحدث في ليبيا وسوريا وفي تركيا".

واضاف: "الخطر الذي كان يهدد الدوله كان سينجح لو تاجلت 30 يونيو الي ديسمبر، فالعدد المتواجد لجنسيات مختلفه في سيناء يفوق العقل، لذا فالمواجهه السريعه كانت ضروريه  لانقاذ سيناء، وايضا الحدود الغربيه".

وعن موقفه من تولي ايه مناصب تنفيذيه قال الجنزوري: "اعتقد انني امنح المشوره لمن يطلبها، وانه ان الاوان ان اتوقف عن اي عمل تنفيذي".

وتحدث الدكتور عماد جاد عن لقائه بالسيسي ضمن اعضاء غرفه صناعه الاعلام المرئي والمسموع، فقال: "كانت هناك اكثر من نقطه تحدث فيها السيسي، ركز خلالها علي اهميه دور الاعلام وتقديره للدور الذي لعبه، وتاكيده للاعلاميين علي الحديث عن ماسيفعله الشعب، وان يكون في الفتره القادمه اكثر موضوعيه مع الناس والتوقف عن المبالغات، كما قدم طمانه بخصوص التنوع والتعدد وحريه تداول المعلومات".

واضاف جاد: "السيسي يشعر بمشكله مع مجموعه من الشباب، وليس الكام الالف بتوع الفيس بوك، يشعر بمشكله مع قطاع من الشباب،

كالفجوه التي تحدث بين الاب وابنه، واكد ان الدوله لن تتدخل في توجيه الاعلام، وانه حتي لو ان هناك ميثاق شرف اعلامي، فيجب ان ينبع من داخل غرفه الاعلام المرئي والمسموع، وتم التطرق للموقف من الاخوان وشباب الجماعه، فانفعل السيسي بشده قائلا: لن يكون هناك مرشدا عاما في مصر مره اخري، كما قال بحده ايضا: انا لامبارك ولا السادات".

وعلق الجنزوري: "تفسيري لمقوله السيسي بانه لامبارك ولا السادات، انه لن يكون بجواري اصحاب مصالح، ويقول هذا الكلام لمن اقتربوا من السادات ومبارك، لن اكون لاهذا ولا ذاك، ومن سيقترب مني لن ياخذ بل سيعطيني، انتهي عهد اصحاب المصالح".

وقال جاد: "اكد السيسي علي انتهاء عهد اصحاب المصالح، ونفي فكره ان يؤخذ مليم من احد رغما عنه، وقال لرجال الاعمال: اجتمعوا كرجال اعمال وقدموا مشروع ضخم واخرجوا من عندي بالموافقه"، وهنا تدخل رزق قائلا عن رجال الاعمال: " سيدفعون طواعيه حق المجتمع، سيدفع رجال الاعمال وهم سعداء".

وقال السيد: "يجب ان نبدا المرحله الجديده بالقضاء التام علي التنظيمات الدينيه التي قضت علي كل الفرص للتعايش مع باقي الشعب، وهذا هو الحل الوحيد لانطلاق الامم، فهي تنظيمات تعمل ضد المجتمع والدوله والدين، وان تكون لدي الرئيس الجيدد القدره علي اختيار معاونيه بشكل سليم لننطلق بشكل كبير جدا.

 وقال اللباد:"نقطه البدايه للمرحله القادمه، هي تعيين الحد الفاصل بين التمسك بالاستقلال الوطني والشراكه الاقليميه وليس اقل من الشراكه في موضوع علاقتنا مع دول الخليج، ويبدو ان هناك مشروطيه سياسيه، لذا يجب الايقبل رئيس مصر باقل من الشراكه، علاقتنا مع تركيا متدهوره، وانصح بتقليل الخساره معها، نريد ان يكون هامش المناوره المصريه واسع، وان نمنع خصخصه السياسه الخارجيه الاقليميه لاطراف بعينها مثل ايام مبارك والاخوان، ايران نفوذها متزايد ولن نسلم لها بما تريد في المنطقه، ونريد تحويل العلاقات معها لحوار استراتيجي.وقال جاد: "نقطه البدايه هي ان صوره  الدوله المركزيه تراجعت، وهناك جراه علي هيبه الدوله، لابد بعد اداء الرئيس الجديد اليمين، ان يشعر المواطن باختلاف بفرض الانضباط وهيبه القانون وازاله العدوان الغاشم علي قلب القاهره، الذي تحول لاسواق ريفيه، يجب ان تعود الدوله، مع عوده الشرطة المصرية لدورها وشغلها، مع اعاده تقدير الشعب لدورها".

نرشح لك

أهم أخبار الصفحات الأولى

Comments

عاجل