المحتوى الرئيسى

«قصر القبة» يستعيد «الرئيس» من «الاتحادية»

06/05 11:16

عشرات العمال من اصحاب السترات الفسفوريه، الملطخه بالوان الطلاء المتطاير، يتناثرون في مجموعات خماسيه واخري سباعيه العدد في مناطق متفرقه علي اسوار شاهقه الارتفاع، لاستكمال اعمال الدهانات الخارجيه لقصر القبة الرئاسي، الاكبر من حيث المساحه من بين 12 قصراً رئاسياً علي مستوي الجمهوريه. مجموعه العمال الواحده تنقسم قسمين؛ الاول لـ«صنايعيه» يعتلون سلالم خشبيه، في ايمانهم فرشه الطلاء التي تبدا حركتها من وعاء الدهانات ذات اللون «البيج» لتستقر علي جدران القصر، بينما القسم الاخر يتولي افراده تجهيز البويات وضبط درجه اللون.. هكذا يظهر المشهد نهاراً في محيط قصر القبه، علي مدار الـ15 يوماً الماضيه، اما في ساعات الليل فتبدا عمليات تطوير من نوع اخر في اروقه ميدان حدائق القبه الذي تطل عليه بوابه القصر الرئيسيه، تتحرك المعدات الخاصه بعمليه رصف الطرق حول الشوارع المحيطه بالقصر الرئاسي، لكشط الطبقه الاسفلتيه القديمه واعاده رصف الطريق مره اخري بطبقه سميكه من الاسفلت، وصفها سائق احدي السيارات بقوله: «الاسفلت ده ناعم زي الحرير».

مع ملامسه عقارب الساعه للثانيه ظهراً يخلد العمال الي استراحه قصيره هرباً من درجه الحراره المرتفعه، كما يقول احد العمال، يضيف: «هنصلي وهنتغدي وبعدين نكمل شغل». في حلقات دائريه يجلس العمال في مجموعات صغيره، لتناول الطعام وسط الحديقه الممتده امام القصر، يقول عامل الدهانات التابع لاحد المقاولين الذين تعاقدت معهم احدي شركات المقاولات التي تتولي الاشراف علي اعمال الترميم والصيانه، انهم بالفعل انتهوا من تجديد واجهه القصر الرئيسيه، وكذلك اعمال الدهانات من جهه مبني المخابرات، ويتم العمل حالياً في السور المطل علي خط المترو وسوف يتم الانتهاء منه مساء الاربعاء، وفي يوم الخميس سيكتمل دهان السور الخلفي للقصر، ليتم تسليم جميع اعمال الدهانات مساء الخميس كما طلبت الشركه علي حد قول العامل، لكي يتم الاستعداد لحفل التنصيب المقرر اقامته مساء الاحد المقبل.

ينفي العامل، ذو الملامح الريفيه، معرفته بما يدور داخل القصر من اعمال ترميمات، قائلاً: «انا شغلي في السور بس، وما اعرفش اللي بيحصل جوه، كان نفسي اشتغل جوه القصر علشان جوه مفيش شمس زي الولعه اللي احنا فيها دي».

اعمال التطوير في قصر القبه شملت الارصفه الجانبيه، سواء المجاوره للقصر الرئاسي او الراقده في الاتجاه المقابل، حيث تم تعليتها واستبدال الطبقه التي تكسوها باخري رخاميه، واعاده طلاء اطرافها مجدداً باللونين الابيض والاسود. لا احد يعلم بالطبع ما الذي يجري داخل القصر من اعمال ترميم غير ان كل المؤشرات تشير الي حدوث ذلك، بعد ان تواترت اخبار حول اقامه مراسم احتفال تنصيب المشير عبدالفتاح السيسي رئيساً للجمهوريه داخل القصر الرئاسي، مع اخبار اخري تشير الي امكانيه نقل مقر الحكم من «الاتحاديه» الي «القبه» خلال الفتره المقبله، في حين يؤكد مصدر مسئول ان القصر سوف يخصص لاستقبال الوفود الكبيره والرؤساء وعقد مؤتمرات للرئيس، ليعود للقصر الرئاسي تاريخه العريق.

القصر الذي يوصف بانه اكبر القصور الرئاسيه في مصر من حيث المساحه، يمتاز باسوار شاهقه الارتفاع، مثبت بها ابراج مراقبه للتامين، داخل كل برج يقف جندي من قوات الحرس الجمهوري بزيه الزيتي، وعلي مسافه تقترب من المائه متر يظهر برج المراقبه الاخر بداخله جندي، وبين كل برج واخر تظهر راس جندي ومقدمه سلاحه خلف سواتر رمليه، يظهر خلف السور صف من الاشجار الكثيفه الملاصقه لجدران القصر، يتجاوز ارتفاعها نهايه السور باكثر من متر ونصف، لتزيد من خصوصيه القصر وتخفي ما يدور داخل اروقته.

تتباين اراء رواد المكان والمترددين علي المنطقه حول اعمال التطوير التي يشهدها القصر، منهم من يراها اجراء طبيعياً كما حدث في عهد الرئيس المعزول محمد مرسي، اذ حسبما يؤكد حسام سعد انه بعد انتخابات الرئيس السابق شهد محيط القصر من الخارج عمليه تطوير مماثله، مشيراً الي ان اعمال الدهانات التي تشهدها اسوار القصر من الخارج ضروريه في هذا التوقيت، خاصه ان جدران القصر كانت تتضمن بعض العبارات المسيئه للجيش والشرطه، التي دونها عناصر الاخوان اثناء مظاهرات كانت تطوف حول القصر بعد فض اعتصامي «رابعه العدويه والنهضه»، وهناك من يري ان اعمال التطوير لم تقتصر علي اسوار القصر فقط، وانما امتدت لتشمل الطرق المحيطه بالقصر واروقه الميدان ونافوره المياه التي ترقد في مواجهه البوابه الرئيسيه، كما يقول سعد فتحي، احد المترددين علي المكان، موضحاً ان عمليه التطوير هذه المره مختلفه عن عمليات التطوير الاخري التي كانت تقتصر علي القصر فقط وليس محيطه.

وتقول زينب سعيد، صاحبه كشك مواجه للقصر، ان الايام الماضيه شهدت حركه غير عاديه في محيط القصر، وقام بزيارته العديد من المسئولين: «القصر كان فيه عربيات كتير بتدخل وتخرج منه في اليومين اللي فاتوا دول»، موضحه ان العمال كانوا يرددون: «المشير السيسي هيزور القصر»، مشيره الي انه خلال الايام التي جرت فيها الانتخابات الرئاسيه تم اغلاق باب القصر ووضع المتاريس امامه، واصبحت حركه الدخول والخروج مقتصره علي الباب الخلفي.

بوابتان رئيسيتان للقصر، الاولي تتطل علي ميدان حدائق القبه، تشهد عمليه تامين واسعه، حيث تغلق الحواجز الحديديه الطريق اليها، علي جانبيها تتراص السواتر الرمليه التي يتمركز خلفها الجنود، ولا يسمح لاحد من العاملين او المترددين علي القصر بالدخول او الخروج منها، بينما بوابته الرئيسيه الثانيه تقبع امام محطه مترو سراي القبة، وهي المخصصه لدخول وخروج العاملين بالقصر الرئاسي، وشركات المقاولات التي تقوم باعمال الصيانه داخل القصر يتولي تامينها افراد من قوات الشرطه المدنيه وافراد من قوات الحرس الجمهوري.

موقع القصر المتميز منحه اطلاله علي 4 شوارع رئيسيه؛ فواجهه القصر الرئيسيه تطل علي ميدان حدائق القبه، بينما خلفيته يفصلها عن المنطقه السكنيه طريق بطول 15 متراً، يحده من اليسار الخط الاول لمترو الانفاق «حلون - المرج»، بينما يفصل طريق في اليمين القصر عن مبني المخابرات العامه وبعض العقارات والمباني السكنيه، وشهدت المنطقه خلال الشهر الماضي اعمال ازالات قامت بها محافظه القاهره لعمارتين سكنيتين مخالفتين كانتا تطلان علي ميدان حدائق القبه علي بعد امتار قليله من بوابه القصر الرئيسيه، وهي اعمال الازاله التي تم تنفيذها بتامين من قوات الشرطه والجيش، وحظيت بزياره الدكتور جلال السعيد محافظ القاهره خلال اليومين الماضيين للاشراف علي اتمام العمليات.

ورغم عمليه التطوير التي تشهدها اروقه ميدان حدائق القبه، فلا تزال الفوضي المروريه مسيطره علي المنطقه، اذ كما يقول شعبان السنوسي، احد جيران القصر الرئاسي، ان سور القصر تحول خلال السنوات الثلاث الماضيه الي موقف لسيارات الاجره، التي احتلت واجهه القصر علي بعد امتار من بوابته الرئيسيه، وكذلك شهدت المنطقه انتشاراً للباعه الجائلين بالقرب من القصر، وامام محطه مترو كوبرى القبة، الامر الذي ساهم في تحويل اروقه الميدان الي سوق شعبيه في مواجهه القصر الرئاسي.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل