المحتوى الرئيسى

كوريا الجنوبية «معجزة نهر الهان».. من أنقاض الحروب للتربع على عرش الاقتصاد

05/30 17:56

- كوريا تحقق المساواة بين الرجل و المرأة فى حكم البلاد

- كوريا الشمالية و الجنوبية أجبرا على الانفصال لصالح الصين و أمريكا

- ” جيكجى ” أقدم كتاب مطبوع فى العالم بكوريا

كوريا الجنوبية ” معجزة نهر الهان ” التى صمدت عبر التاريخ ، و لم تعصف بها النزاعات و الحروب التى مرت بها فى عصر الممالك الثلاثة الشهيرة ، و من بعدها واجهت أطماع اليابان و الولايات المتحدة الأمريكية و الاتحاد السوفيتى ، و برغم انفصال كوريا رغماً عنها من طرف كبرى القوى العالمية إلى منطقتي نفوذ، شمالية شيوعية و جنوبية ديمقراطية ، و لكنها أصرت على البقاء و نهضت لتبنى حضارة و اقتصاد له وزنه فى العالم .

و عن الكنوز التراثية لكوريا الجنوبية و تجربتها ، أقيمت ندوة بالمركز الثقافى الكورى ،تحت عنوان ” رؤية إلى التراث غير المادى : الثقافة الكورية نموذجا ” ، حاضرت فيها د . شادية محمد ، مدير عام إدارة المنظمات الدولية للتراث الثقافى بوزارة الآثار .

فى بداية الندوة قالت د/ شادية محمد ، أن كوريا رغم ما عانته من حروب و لكنها بحق ” معجزة نهر الهان ” فاستطاعت عام 1950 أن تنهض من جديد ، و ساعدتها أمريكا بمنحة لم تكن كبيرة ، و لكن كوريا استطاعت أن تستغل كل ما هو متاح لها بشكل جيد لتنهض و تصبح من أكثر الاقتصاديات المزدهرة فى العالم .

فى رحلة مدير عام إدارة المنظمات الدولية للتراث الثقافى لكوريا ، سعدت كثيرا بما لمسته من حضارة و رقى ، ووصفت الشعب الكورى بأنه يتسم بانتماء كبير ، و لا يقل ذكاءا عن أشقائه اليابانيين أو الصينيين فى القارة الآسيوية ، بل دائما يسعى لإثبات تفوقه .

وأضافت أن الشعب الكورى صبور ، و إن كان الجيل الجديد من الشباب ينقصهم صفة الصبر لتأثرهم بالثقافة الأمريكية ، و لكن تظل الكثير من عاداتهم و تقاليدهم تتشابه مع الشرق الأوسط ، و مازال الكبار فى كوريا يربون أطفالهم على حب التراث لحمايتهم من تأثير الثقافات الغربية .

أما الدستور الكورى فهو يتميز عن دساتير العالم بنصه على أن يكون حكم البلاد للرجل لمدة 4 سنوات ثم امرأة لمدة 4 سنوات ، محققا بذلك المساواة بين الجنسين .

و عن الانفصال بين كوريا الشمالية و كوريا الجنوبية قالت د. شادية ، أن الدول الأجنبية هى السبب فى التفرقة ، و من مصالحالهم أن تظل الكوريتين منفصلتان ، فمن صالح الصين أن تظل كوريا الشمالية شيوعية ، و أمريكا تستفاد من كوريا الجنوبية لذا تريدها أن تظل منفصلة ، و الشباب الكورى الآن فطنوا لذلك ، و فى حديثها مع شباب كوريا الجنوبية و كوريا الشمالية لمست حزنهم من مشاهد الحرب بين كوريا الشمالية و الجنوبية لأنهم فى النهاية جميعا كوريين .

و قالت الأثرية أن الظروف الصعبة لكوريا الشمالية طبعت ملامح الشقاء على أبنائها ، فى حين أن شباب كوريا الجنوبية مرفه ، و لكن الأجيال الكبيرة هناك مازالت تعانى من أجل أن تحظى الأجيال الجديدة بمستقبل جيد .

” صحراء و جمال و بدو ” كما أكدت د. شادية مازالت هذة نظرة الكثير من الكوريين لمصر ، لذا لفتت نظر السفير المصرى لذلك ، داعية إياها لتوسيع مجال التسويق فلا يتوقف فقط على نطاق السفارة ، فيجب أن يكون للسفارة العديد من الأنشطة و تحتك بالكوريين أكثر الذين لا يعلمون عن حضارة مصر العريقة و أنها تملك أجمل شواطئ العالم .

أما عن كيفية تغيير الصورة المحفورة فى ذهن العالم عن مصر بدو و جمل و صحراء ، فقالت د. شادية أن هذا دور الخارجية و السفارات .

و أكدت مدير عام إدارة المنظمات الدولية أن العام الماضى شهد زيادة ملحوظة من الكوريين بالاهتمام بالحضارة المصرية ، و على الجانب الآخر تقوم السفارة الكورية بمصر بالتعريف بالثقافة و الحضارة الكورية فى مصر ، لينعكس هذا الاهتمام على تشييد المركز الثقافى الكورى .

و قالت د. شادية أنها شاركت فى معرض ” اكسبو ” الذى أقيم فى كوريا عن المحيطات و الأنهار و ارتباطها بالحضارات ، و حيت الدكتورة العرض الكورى الذى تفوق عن باقى العروض ، فى حين استاءت من عدم ارتقاء العرض المصرى للمستوى الجيد الذى يليقى بحضارة النيل التى قد تتفوق على أى حضارة أخرى ، مفسرة ذلك بسوء التنسيق المصرى و استئساد بعض المؤسسات فى تقديم خبرائهم و عدم التنسيق مع الخبراء من جهات أخرى ،قائلة أن العرض ركز على ثورة 25 يناير أكثر من إظهار حضارة النيل .

عن مواقع التراث الحضارى فى كوريا قالت د. شادية أن تلك المواقع أكثر من المواقع الموجودة بمصر التى تحوى ثلث آثار العالم ، و أن كوريا حرصت على صون تراثها ، و كانت من أوائل الدول التى نصت على ذلك فى دستورها عام 1962 ،عندما نصت على إلزام الدولة بحماية التراث و الحفاظ عليه و الإدارة الجيدة لهذة المواقع التراثية و تطويرها .

كما تتميز كوريا بقدرتها الجيدة على التسويق لتراثها فى الداخل و الخارج ، و دعم تعليم النشئ ، فينشأ الأطفال على حب التراث ، مما ينمى إحساسهم بالانتماء و هذا ما نفتقده فى مصر .

و تحرص كوريا على الاحتكاك بالثقافات الأخرى مما يساعدها على التطور الداخلى و الخارجى ، و إخراج التراث الشعبى من المحلية إلى العالمية ، و هى تسعى بذلك للتفوق على اليابان و الصين .

و كانت كوريا من أوائل الدول التى وقعت على اتفاقية اليونسكو لصون التراث فى 2003 و اتفاقية اليونسكو لحفظ التراث غير المادى عام 2010 م ، و تعمل كوريا على توثيق علاقتها باليونسكو ، و أسست كوريا مركز التراث الثقافى الكورى الذى يعمل تحت رعاية اليونسكو .

كما تحرص كوريا على تحقيق التعاون بين المؤسسات و المنظمات المهتمة بالتراث حكومية و غير حكومية ، هذا التنسيق الذى يصعب تحقيقه فى مصر حتى الآن .

أما عن أشهر معالم كوريا الجنوبية التى سجلت على قائمة اليونسكو للتراث العالمى ، فمنها : معبد ” gyeongju bulguksa “فى ” سيلا ” أشهر مملكة بكوريا و سجلته اليونسكو ضمن التراث العالمى عام 1995 و هو متحف حجرى مبنى من الجرانيت انشأه كيم دى سيونج فى عهد الملك جيونج ديوك عام 751 ميلاديا و استغرق انهائه 24 عاما ، و ” Jikji ” من أقدم الكتب التى طبعت فى العالم بالحروف المعدنية و سجلته اليونسكو عام 2001 كأقدم كتاب مطبوع .

و أسست كوريا مؤسسة إدارة التراث الثقافى و التى تعمل على تسجيل كل ما له علاقة بالتراث المادى و الغير مادى .

وتقوم كوريا بعمل مهرجانات لدعم تراثها غير المادى ، و أرشفته للحفاظ عليه من الضياع ، و تقسم كوريا تراثها غير المادى إلى 7 أفرع هم : الموسيقى ، و الرقص ، و الدراما ، و الالعاب الفلكلورية ، و الطقوس و التقاليد الكورية ، و المصنوعات اليدوية ، و الفنون القتالية ، و الطعام الكورى ، و فى سعى كوريا للدمج بين تراثها المادى و غير المادى تحاول الحفاظ تراثها كجزء من شخصيتها القومية .

أهم أخبار متابعات

Comments

عاجل