المحتوى الرئيسى

عبدالله الثاني يلتقي زعماء الكنائس الأرثوذكسية

05/28 17:56

عبدالله الثاني مستقبلًا بطريرك الارثوذكس في القدس

بعد اربعه ايام من استقباله في عمّان، راس الكنيسة الكاثوليكية البابا فرانسيس الاول، التقي العاهل الاردني الملك عبدالله الثاني، الثلاثاء، رؤساء الكنائس الارثوذكسيه العالميه وممثليها حول العالم.

نصر المجالي: اكد الملك عبدالله الثاني حرص الاردن علي الوجود المسيحي التاريخي في الاراضي الفلسطينية والشرق الاوسط، وخصوصًا في مدينه القدس.

ويقوم رؤساء الكنائس الارثوذكسيه بحجّ تاريخي الي موقع عماد السيد المسيح، عليه السلام، في المغطس، علي الضفه الشرقيه لنهر الأردن، وهو ياتي بعد ايام قليله من الحج البابوي الي الاراضي المقدسة انطلاقًا من الاردن، والذي اشتمل علي حج قداسه البابا الي عماد السيد المسيح في المغطس ايضًا.

والتقي رؤساء الكنائس الارثوذكسيه في العالم وعددًا كبيرًا من اتباعها سيلتقون مساء الثلاثاء في منطقه المغطس للحج في موقع عماد السيد المسيح، حيث تباحثوا في الشان الارثوذكسي العام، خاصه سبل دعم بطريركيه القدس، في الوقت الذي يزداد فيه استهداف الكنائس والتاثير علي الوجود المسيحي في الاراضي المقدسه.

ضم الوفد الكنسي ممثلين عن الكنائس الارثوذكسيه في روسيا، وجورجيا، وبلغاريا، وصربيا، ورومانيا، وقبرص، وفنلندا، اضافه الي بطريركيه القدس، صاحبه الدعوه للحج الي موقع عماد السيد المسيح.

خاطب العاهل الاردني مع رؤساء الكنائس في قصر الحسينيه، بحضور الامير غازي بن محمد، كبير مستشاريه للشؤون الدينيه والثقافيه قائلًا: "اود في البدايه ان انتهز هذه الفرصه لارحّب باخي البطريرك ثيوفيلوس الثالث، وبكل الاخوه هنا من مختلف الكنائس الارثوذكسيه، واعتقد ان الايام القليله الماضيه كانت تاريخيه، وستبقي في ذاكرتنا جميعًا، خاصه بالنسبه الينا في الاردن".

وقال الملك عبدالله الثاني: "لقاؤكم في موقع المعموديه من اجل السلام له اهميته التاريخيه العظيمه لنا جميعًا، فقد كانت الايام القليله الماضيه بمثابه رساله للتعايش والتسامح، وهذا ما كان يسعي اليه جلاله المغفور له الملك الحسين، وما اسعي اليه انا شخصيًا، وما نسعي اليه جميعًا، وهو ان نتحد معًا جميعًا كاخوه من اجل القدس، وان ندافع عن الاماكن المقدسه فيها، لذا يسرني ان التقي بكم اليوم".

اضاف: "ان التحديات التي تواجهها مدينه القدس، وخصوصًا من وجهه نظري، هي تحديات تخص جميع الكنائس، وواجبي يتمثل في العمل مع اخوتي هنا لتعزيز وجودكم ومجتمعاتكم، ليس في الشرق الاوسط فحسب، بل وفي الضفه الغربيه والقدس بالتحديد".

واكد العاهل الهاشمي: "بصفتي وصيًا علي الاماكن المقدسه في القدس، وكاخ لكم، لكم مني الدعم الكامل لكل الكنائس الارثوذكسيه، وسابذل كل ما في وسعي لاقف الي جانبكم، واخوتي الذين يعرفونني جيدًا، ويعرفون مدي التزامي بذلك، وبهذه الروح ارحّب بكم جميعًا".

وشدد الملك عبدالله الثاني علي ان الاردن يشكل نموذجًا متميزًا للتاخي والعيش المشترك بين المسلمين والمسيحيين، لافتًا في الوقت نفسه الي اهميه القدس ومكانتها كرمز للتعايش في المنطقه بين مختلف اتباع الديانات السماويه.

واشار الي اهميه دور رؤساء الكنائس الارثوذكسيه في السعي الي نشر القيم المشتركه بين الاديان السماويه، اضافه الي دور الكنيسه في نشر رساله الوئام والمحبه والسلام، لما فيه خير ومصلحه المجتمع الانساني وتحقيق المزيد من التقارب بين مختلف الثقافات والشعوب.

واعتبر ان زياره قداسه البابا فرنسيس الي المملكه خطوه مهمه علي طريق ترسيخ اواصر الاخاء والتسامح بين المسلمين والمسيحيين، وتعزيز رساله السلام، التي تدعو اليها جميع الاديان السماويه.

واكد العاهل الهاشمي علي ضروره البناء علي نتائج الزياره البابويه وزياره رؤساء الكنائس الارثوذكسيه حول العالم، بما يرسخ الامن والسلام والمحبه بين شعوب المنطقه، ويوفر ارضيه عمل واحده بين المسلمين والمسيحيين لبناء مستقبل مشترك علي اسس الاحترام المتبادل والسلام والاخلاص لله.

من جهته، اعرب بطريرك المدينه المقدسه كيريوس كيريوس ثيوفيلوس الثالث، في كلمه له خلال اللقاء، عن شكر رؤساء الكنائس الارثوذكسيه للعاهل الاردني علي لقائه بهم، بما يعكس حرص جلالته علي تعزيز الوئام والتاخي بين الاديان، ويجسد ما يتميز به الاردن من روح التفاهم والعيش المشترك والاحترام المتبادل بين المسلمين والمسيحيين.

واضاف "نجتمع اليوم مع جلالتكم من مختلف الرتب الدينيه في الكنائس الارثوذكسيه حول العالم، في هذه اللحظه التاريخيه المهمه، لنؤدي الحج الي هذه الارض المقدسه في الاردن، ونصلي للسلام والتسامح، لتنعم بها منطقتنا والعالم، من موقع عماد السيد المسيح في المملكة الاردنية الهاشمية".

واشار البطريرك ثيوفيلوس الي ان لقاء اليوم دليل وتاكيد علي العلاقه العميقه والتاريخيه بين المسلمين والمسيحيين دينيًا وثقافيًا واجتماعيًا، منذ عهد الخليفه عمر بن الخطاب والبطريرك صفرونيوس، والتي تعززت الان بفضل جهود جلاله الملك في اطار ترسيخ التعايش والتاخي الاسلامي المسيحي، مبينًا "انه لا يخفي علي الجميع ان جلالتكم لستم وصيًا علي المقدسات الاسلاميه فقط، بل وعلي المسيحيه ايضًا".

بدورهم، اكد رؤساء الكنائس الارثوذكسيه تقديرهم للجهود التي يبذلها جلاله الملك في نشر التاخي والتسامح والسلام، ورعايته لمبادرات مشتركه بين المسلمين والمسيحيين، لازاله الفرقه وتعزيز اواصر التفاهم والمحبه بينهم.

وثمّنوا دور الاردن ومواقفه الداعمه في حمايه المقدرات والمقدسات الاسلاميه والمسيحيه في القدس، بما يعكس حرص المملكه علي حمايه الارث الارثوذكسي والوجود المسيحي العربي المتجذر في الاراضي المقدسه.

واكدوا ان زيارتهم للمملكه تاتي تعبيرًا صادقًا وتقديرًا من اتباع الكنائس الارثوذكسيه لدور جلالته والاردن في ترسيخ وتعميق القيم الانسانيه، ومنها السلم والامان واحترام حقوق الانسان.

وعبّروا في مداخلاتهم عن تقديرهم لمبادرات العاهل الاردني الدينيه، والتي تعزز الحوار والتواصل والتفاهم بين اتباع الديانات السماويه، خصوصًا رساله عمّان وكلمه سواء، وجهود جلالته في عقد المؤتمرات الدينيه الجامعه، لاسيما المؤتمر الذي استضافته المملكه في العام الماضي لبحث التحديات التي تواجه المسيحيين العرب.

وقدّروا عاليًا جهود الاردن  في رعايه اللاجئين السوريين وتحمل تبعات استضافتهم بروح اخويه وانسانيه كبيره، معربين عن دعم الكنائس الارثوذكسيه حول العالم للاردن، بما يمكنه من الاستمرار في تقديم الخدمات الي اللاجئين السوريين ورعايتهم.

وفي مقابله مع وكالة الانباء الاردنية (بترا) اكد بطريرك المدينه المقدسه كيريوس كيريوس ثيوفيلوس الثالث اهميه الدور الاردني في القدس، العاصمه الروحيه للعالم ككل، حيث مكّن هذا الدور البطريركيه الارثوذكسيه من المحافظه علي الدين والثقافه والوضع السياسي للمدينه المقدسه.

واشاد البطريرك ثيوفيلوس بمبادرات الملك عبدالله الثاني في تعزيز التاخي والتسامح بين اتباع الديانات السماويه، لافتًا الي اهميه الرعايه الهاشميه التي يوليها جلالته للمقدسات الاسلاميه والمسيحيه في القدس، والتي اكدتها الاتفاقيه التي تم توقيعها اخيرًا بين جلاله الملك والرئيس الفلسطيني محمود عباس، بصفه جلالته الامين وصاحب الوصايه علي جميع المقدسات الاسلاميه والمسيحيه في القدس.

وقال "ان الكنيسة الأرثوذكسية في القدس التي تعد الكنيسه الام، تحاول بكل جهدها المحافظه علي الشخصيه المسيحيه والاسلاميه للقدس"، مؤكدًا دور هذه الكنائس التي تحظي بالدعم الكامل من جلاله الملك، في العمل بكل طاقاتها لمساعده اللاجئين والمهجرين بدون اي تمييز.

بدوره، قال المطران مارك كولوفكوف، مطران روسيا الاكبر، ان اللقاء مع الملك عبدالله الثاني وكذلك الحج الي موقع معموديه السيد المسيح، يكتسب اهميه خاصه، لان الصلاه هناك تنطلق من ارض مقدسه، شهدت انطلاق رساله السيد المسيح ليشهد علي السلام في العالم. ودعا في مقابله مماثله الكنائس في العالم الي المحافظه علي السلام وللصلاه للسلام والي العمل من اجل السلام.

واعرب المتروبوليت نيفون، بطريرك رومانيا، عن سروره بلقاء العاهل الاردني صاحب رؤيه ومبادره الحوار بين الاديان، وقال: "ان لقاءنا مع جلاله الملك مهم، ويبعث برسائل متفائله للعالم".

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل